رأي

من الواقع

علي العزابي

فرقنا الكروية باختلاف تصنيفاتها وفئاتها تخشى من الهبوط إلى الدرجات الأدنى، وتحاول البقاء في مكانها وفي الفئة المتواجدة بها رغم أن مستواها الفني وترتيبها العام في نهاية الدوري قد أوقعها في مؤخرة الترتيب وما دونه ، وهو ما يفسر منطقياً وواقعياً ورقمياً أن هذه الفرق لم تعد جديرة ومؤهلة بالبقاء فيما كانت فيه طيلة الموسم، وحان موعد رحيلها إلى القسم الأدنى وحسب ما تنص عليه اللوائح المعمول بها والمتفق عليها من قبل الأندية المنضوية تحت لواء الدوري واتحاد الكرة المختص.! في كل دوريات العالم ومنذ زمن بعيد، تُطبق آلية الصعود والهبوط بشكل سلسل ومتعارف عليه ومن دون عراقيل أو منغصات أو محاولة تجاوز الواقع، لأنها تؤمن باحترام النظم واللوائح المتفق بشأنها، ولا يمكن لها أن تخرقها أو تحاول تشويه معالمها وتنصاع لما نصت عليه وأقرته دون زيادة أو نقصان! أما عندنا. فالأمر مختلف تماماً فقد انقلبت الموازين رأساً على عقب، فالهبوط للدرجة الأولى وما في حكمها أصبح عاراً وشناراً يمس ويلحق بمن طالته يد الهبوط، وانتكاسة كبيرة وخيبة أمل مُدوية لا يمكن القبول بها، والسكوت عنها مهما كانت الظروف والمسببات، وبالتالي تعم الفوضى وتخترق اللوائح وتنفلت زمام الأمور من المنظمين، وتتكالب آيادي العبث والعشوائية لتهوي بشعار التنافس الرياضي إلى القاع، ولتسيطر الغوغائية على كل المقاليد، فقد اختل ميزان العدل والمنطق والمساواة وحل بدلاً منه الانهيار والفشل الذريع، وكأنه مرض فتاك استعصى علاجه وأصاب جسد الكرة الليبية ولوائحها في مقتل! هكذا هي الصورة قاتمة والمشهد برمته أكثر قتامة منها، ففي نهاية كل موسم صراع مرير وقاسٍ بين المتنافسين من أجل البقاء، والساعين لعدم الهبوط فيه، تستخدم كل الأسلحة المتاحة من فوق الطاولة أو من تحتها لا فرق بينهم، فالغاية تبرر الوسيلة ولا مناص لديهم من فعل أي شيء يؤكد بقاءهم ويُبعد عنهم شبح الهبوط الذي يطالهم ويطاردهم أينما كانوا وحيثما تعينوا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى