رأي

من الواقع

علي العزابي

ودعتْ‭ ‬ليبيا‭ ‬عصر‭ ‬السبت‭ ‬الماضي‭ ‬فقيدها‭ ‬الراحل‭ ‬الإعلامى‭ ‬الكبير‭ ‬وفخر‭ ‬صحافتها‭ ‬الرياضية‭ ‬المؤرخ‭ ‬والموثق‭ ‬‮«‬فيصل‭ ‬فخري‮»‬‭ ‬عن‭ ‬عمر‭ ‬الثمانية‭ ‬والسبعين‭ ‬عامًا‭ ‬قضاها‭ ‬فى‭ ‬محراب‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات،‭  ‬وتخصص‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬التوثيق‭ ‬الرياضى‭ ‬وأصدر‭ ‬كتبًا،‭ ‬ومراجعَ‭ ‬قيمة‭ ‬حفظت‭ ‬تاريخ‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬الضياع‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬الدليل‭ ‬الرياضى‮»‬‭ ‬و«لمحات‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‮»‬‭ ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬التى‭ ‬تشكل‭ ‬إرثًا،‭ ‬وزادًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬وكرويًا‭ ‬معرفيًا‭ ‬أغنى‭ ‬به‭ ‬المكتبة‭ ‬الرياضية‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬عبر‭ ‬سلسلة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬التى‭ ‬تميزت‭ ‬بالدقة‭ ‬والصدق،‭ ‬والأمانة‭ ‬فى‭ ‬نقل‭ ‬المعلومة‭ ‬الرياضية،‭ ‬والبحث‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬معتمدًا‭ ‬على‭ ‬ذاته،‭ ‬وإجتهاده‭ ‬وحبه‭ ‬وخبرته‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الذى‭ ‬برع‭ ‬فيه‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬رائدًا‭ ‬له،‭ ‬وتاريخًا‭ ‬يمشى‭ ‬على‭ ‬قدميه‭. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كتاباته‭ ‬فى‭ ‬أعرق،‭ ‬وأشهر‭ ‬الصحف‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬تاريخها‭ ‬وعقودها‭ ‬المتعاقبة‭ ‬منذ‭ ‬الستينيات‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭.‬

الأستاذ‭ ‬الكبير‭ ‬والراحل‭ ‬‮«‬فيصل‭ ‬فخري‭ ‬صفى‭ ‬الدين‭ ‬السنوسي‮»‬‭  ‬حظى‭ ‬بالتكريم‭ ‬والتقدير‭ ‬ومن‭ ‬أرفع‭ ‬المستويات‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربى‭ ‬للصحافة‭ ‬الرياضة،‭ ‬واللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬الليبية،‭ ‬ومن‭ ‬حكومة‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬بنيله‭ ‬جائزة‭ ‬الدولة‭ ‬التقديرية‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الأولى‭ ‬لعام‭ ‬ألفين‭ ‬وواحد‭ ‬وعشرين،‭ ‬وجائزة‭ ‬‮«‬مفتاح‭ ‬أبوزيد‮»‬‭ ‬للصحافة‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬ألفين‭ ‬وثمانية‭ ‬عشر‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬غزير‭ ‬وإسهام‭ ‬نير‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬والتوثيق‭ ‬الرياضى‭ ‬الأب‭ ‬الروحى‭ ‬لهذا‭ ‬المجال‭ ‬الصعب‭.. ‬وإذ‭ ‬اترحم‭ ‬على‭ ‬فقيد‭ ‬الوطن،‭ ‬والصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬فى‭ ‬بلادى‭ ‬الراحل‭ ‬فيصل‭ ‬فخرى‭ ‬فإننى‭ ‬أذكر‭ ‬خصاله‭ ‬السمحة،‭ ‬وخلقه‭ ‬الرفيع‭ ‬وتواضعه‭ ‬الجم‭ ‬وطيب‭ ‬معشره؛‭ ‬فهو‭ ‬الصحفى‭ ‬الإنسان‭ ‬الذى‭ ‬أحب‭ ‬كل‭ ‬النَّاس‭ ‬فبادلوه‭ ‬بحب‭ ‬أكبر‭ ‬طيلة‭ ‬حياته،‭ ‬وبعد‭ ‬مماته‭ ‬وإنتقاله‭ ‬إلى‭ ‬الرفيق‭ ‬الأعلى‭ ‬مع‭ ‬الأنبياء‭ ‬والشهداء‭ ‬والصالحين‭. ‬

كان‭ ‬ودودًا،‭ ‬وحكيمًا،‭  ‬ووقورًا‭ ‬فى‭ ‬تعامله‭ ‬لا‭ ‬يرفض‭ ‬طلبًا‭ ‬لمن‭ ‬إحتاجه‭ ‬في‭ ‬مساعدة،‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬معلومة،‭ ‬أو‭ ‬تاريخ‭ ‬لحدث‭ ‬كروى‭ ‬استعصى‭ ‬على‭ ‬الآخرين‭ ‬معرفته‭.‬

لقد‭ ‬ودعنا‭ ‬قامة‭ ‬صحفية‭ ‬من‭ ‬قاماتنا‭ ‬السامقة‭ ‬مثلما‭ ‬ودعنا‭ ‬قبل‭ ‬عام‭ ‬وبضعة‭ ‬أيام‭ ‬الموسوعة‭ ‬الكروية‭ ‬محمد‭ ‬بالرأس‭ ‬علي،‭ ‬وودعنا‭ ‬قبل‭ ‬شهرين‭ ‬الصحفى‭ ‬والناقد‭ ‬الكبير‭ ‬أبوعجيلة‭ ‬النشواني‭ ‬اسكنهم‭ ‬الله‭ ‬جميعًا‭ ‬فسيح‭ ‬جنانه‭ ‬وأصبغ‭ ‬علينا‭ ‬رداء‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان‭ ‬على‭ ‬فراقهم‭.‬

إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى