رأي

متى تسقط «سقط سهوًا» من إدراجات التعليم ؟!

محمد‭ ‬الرحومي

على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬والجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ -‬أمانة‭ ‬كانت‭ ‬أم‭ ‬وزارة‭- ‬تبرَّرُ‭ ‬أخطاءها‭ ‬بـ‭)‬سقط‭ ‬سهوًا‭( .. ‬ظلتْ‭ )‬سقط‭ ‬سهوًا‭( ‬هذه‭ ‬كرتًا‭ ‬للهروب‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬تمامًا‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬الدول‭ ‬العظمى‭ ‬بـ‭)‬الفيتو‭( ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الأمرُ‭ ‬متعلقًا‭ ‬بالجرائم‭ ‬الإنسانية‭.. ‬

الخطأ،‭ ‬أو‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬حدثتْ‭ ‬في‭ ‬أسئلة‭ ‬امتحان‭ ‬نهائي‭ ‬شهادة‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجردة‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬سابقة‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ )‬سقط‭ ‬سهوًا‭( ‬إجابة‭ ‬شافية‭ ‬للمسؤولين‭ ‬للرَّد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬احتجاج،‭ ‬ومن‭ ‬أي‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬الأخطاء‭ ‬السابقة‭   ..‬وحتى‭ ‬اللاحق‭ ‬منها‭..‬

كل‭ ‬معالجاتنا‭ ‬للكوارث‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬بشكل‭ ‬عجيب‭ ‬وغريب‭ ‬أُدرجتْ‭ ‬تحت‭ )‬سقط‭ ‬سهوًا‭( .. ‬حتى‭ ‬تصنيف‭ ‬المرأة‭ ‬فيما‭ ‬سبق‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬منهجي،‭ ‬واعتبارها‭ ‬ضمن‭ ‬حظائر‭ ‬الحيوانات‭ ‬التي‭ ‬تلد‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ )‬سقط‭ ‬سهوًا‭(.. ‬أيضًا،‭ ‬وضع‭ ‬استفسار‭ ‬وعلامات‭ ‬كبيرة‭ ‬كون‭ ‬رسولنا‭ ‬الكريم‭ ‬وفيًا‭ ‬كان‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬عائشة،‭ ‬أو‭ ‬خديجة‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬باب‭ )‬سقط‭ ‬سهوًا‭(..‬في‭ ‬التقارير‭ ‬والتحقيقات‭ ‬المحالة‭ ‬للوزارة‭ ‬بشأن‭ ‬كوارث‭ ‬التعليم‭ ‬سواء‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬التعليم‭ ‬والفصول‭ ‬الدراسية،‭ ‬أو‭ ‬فترة‭ ‬إجراء‭ ‬الامتحانات‭ ‬تفيد‭ ‬بأن‭ ‬الأخطاء‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مرصودة،‭ ‬ومدبرة‭ ‬بل‭ ‬سقطتْ‭ ‬سهوًا‭ .. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السؤال‭ ‬أين؟،‭ ‬ومتى؟،‭ ‬وكيف‭ ‬سقطت؟‭ .. ‬تمامًا‭ ‬كسقوط‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬أساسها

رغم‭ ‬أننا‭ ‬جميعًا‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬نعلم‭ ‬علم‭ ‬اليقين‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬سقطت‭ ‬سهوًا‭  ‬وخلفتْ‭ ‬وراءها‭ ‬عمقًا‭ ‬وشرخًا‭ ‬في‭ ‬قصور‭ ‬وإهمال،‭ ‬وفوضى‭ ‬أهم‭ ‬قطاع‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬البشر،‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ .. ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬أبنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬كانوا‭ ‬مستهدفين‭ ‬بتبعات‭ )‬سقط‭ ‬سهوًا‭( ‬هذه‭..‬

وأخيرًا‭ .. ‬كان‭ ‬لزامًا‭ ‬علينا‭ ‬ألا‭ ‬يسقط‭ ‬سهوًا‭ ‬النتاج‭ ‬والمصير‭ ‬الذي‭ ‬ستخلقه‭ ‬سقط‭ ‬سهوًا‭ ‬هذه‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬والأجيال‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬واضحًا‭ ‬لدينا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شارع،‭  ‬وأمام‭ ‬المدارس‭ ‬وداخل‭ ‬فصول‭ ‬الدراسة‭ ‬من‭ ‬هيئات‭ ‬تدريس‭ ‬وطلبة‭ ‬على‭ ‬السواء‭. ‬

كونوا‭ ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى