رأي

من سيربح الإنسانية ..!!

■ محمد الرحومي

من‭ ‬ثقب‭ ‬الباب

هي‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬وفي‭ ‬الأغلب‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الساعة‭ .. ‬في‭ ‬أطول‭ ‬توقيت‭ .. ‬لكنها‭ ‬الأهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للقنوات‭ ‬الليبية‭ .. ‬يصاحبها‭ ‬اهتمامٌ‭ ‬غير‭ ‬مسبوقٍ‭ ‬للمشاهد‭ ‬الليبي‭ ‬لما‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬فنية،‭ ‬وبرامج‭ ‬متنوعة‭ ..‬

هذه‭ ‬السنة‭ ‬الرمضانية‭ ‬تعد‭ ‬سنةً‭ ‬استثنائية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حجم‭ ‬الفشل‭ ..‬

مازال‭ ‬الصراخُ،‭ ‬والابتذالُ‭ ‬يسيطر‭ ‬على‭ ‬عديد‭ ‬المشاهد،‭ ‬والفقرات‭ ‬كما‭ ‬لازالتْ‭ ‬القضايا‭ ‬المعروضة‭ ‬مجرد‭ ‬قضايا‭ ‬ساذجة‭ ‬لا‭ ‬ترتقى‭ ‬لمستوى‭ ‬حتى‭ ‬أقل‭ ‬مستويات‭ ‬المُتلقي،‭ ‬والمشاهد‭ .. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭..‬؟‭! ‬هل‭ ‬هي‭ ‬عشوائية‭ ‬الإنتاج‭..‬؟‭!.‬

الجميلُ‭ ‬أن‭ ‬طعم‭ ‬الشوربة‭ ‬لذيذًا‭ ‬مادمت‭ ‬تتناولها،‭ ‬وأنتَ‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬البرامج‭ ‬في‭ ‬التلفزيونية‭ ‬المعروضة‭ ‬في‭ ‬القنوات‭ ‬الليبية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ .. ‬وحتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬اهتمامكَ‭ ‬جاد‭ ‬بما‭ ‬يُعرض‭ ‬فبالكاد‭ ‬تلامس‭ ‬نجاحًا‭ ‬واحدًا،‭ ‬أو‭ ‬نجاحين‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬برامج‭ ‬تم‭ ‬الإعداد‭ ‬لها‭ ‬طيلة‭ ‬أشهر‭.‬

فارق‭ ‬كبيرٌ،‭ ‬وكبيرٌ‭ ‬جداً‭ ‬مثلاً‭ ‬بين‭ ‬العمل‭ ‬الدرامي‭ )‬بنت‭ ‬العم‭(‬،‭ ‬وباقي‭ ‬البرامج‭ ‬الأخرى‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ )‬شط‭ ‬الحرية‭( ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬تحوَّل‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬لمنتجع‭ ‬بدوي‭ ‬تسكنه‭ ‬كاريزما‭ ‬هوليود،‭ ‬وقراصنة‭ ‬المحيط‭ .. ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الخلَّل‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬النص‭ ‬ثم‭ ‬يتواصل‭ ‬ليصبح‭ ‬كارثيًا‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ .. ‬الأمرُ‭ ‬المؤكد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬النص‭ ‬تختفي‭ ‬جودة‭ ‬العمل،‭ ‬ويتراكم‭ ‬الاسفاف،‭ ‬وتختلط‭ ‬علينا‭ ‬المتناقضات‭ ‬في‭ ‬آنٍ‭ ‬واحد‭ .. ‬مازلنا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬نتاج‭ ‬يليق،‭ ‬وعن‭ ‬مخاضٍ‭ ‬ينتج‭ ‬لنا‭ ‬الزبدة‭ ‬على‭ ‬قولة‭ ‬الكاتب‭ ‬المرحوم‭ ‬‮«‬إبراهيم‭ ‬حميدان‮»‬‭ ..‬

الغريبُ‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الدعمَ‭ ‬الإعلاني‭ ‬لهذه‭ ‬البرامج‭ ‬دخل‭ ‬مراحل‭ ‬متطورة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاستفادة‭ .. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التقنية‭ ‬التصويرية‭ ‬أصبحت‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬متاحةً‭ ‬بأدواتها‭ ‬كافة‭ ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬أصبحنا‭ ‬نبتئس‭ ‬للمشاهد‭ ‬الكوميدية،‭ ‬ونشبك‭ ‬اليد‭ ‬باليد‭ ‬للمشاهد‭ ‬الجادة‭ ‬كما‭ ‬نقهقه‭ ‬لما‭ ‬وصف‭ ‬بأنه‭ ‬مشاهد‭ ‬حزينة‭ ..‬

النص‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬فقد‭ ‬جودته‭ ‬تمامًا،‭ ‬وأصبح‭ ‬يغرد‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬مجتمعنا‭ ..‬

أصبحنا‭ ‬نشاهد‭ ‬قضايا‭ ‬ربما‭ ‬تصلح‭ ‬بأن‭ ‬تكون،‭ ‬أو‭ ‬تهتم‭ ‬بمحتوى‭ ‬دول‭ ‬بعيدة‭ ‬عنا‭ .‬

وفي‭ ‬النهاية‭ ‬كما‭ ‬البداية‭ ‬مازلت‭ ‬السفرة‭ ‬الرمضانية‭ ‬أكبر‭ ‬همنا‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الريموت‭ ‬الضائع‭ ‬كعادته‭ ‬أصلاً‭ ..‬

كونوا‭ ‬بخير‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى