رأي

نفق مظم

محمد‭ ‬الرحومي

لماذا‭ ‬أصبح‭ ‬التقاعد‭ ‬نفقا‭ ‬مظلمما؟‭ ‬والمتقاعد‭ ‬هو‭ ‬الحلقة‭ ‬الأضعف‭  ‬وسط‭ ‬شرائح‭ ‬المجتمع‭ ‬المختلفة‭.‬

بالهموم‭ ‬ومعاناة‭ ‬المتقاعد‭ .. ‬وبكل‭ ‬تأكيد‭ ‬فإن‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬وصعوبتها‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬مباشراً‭ ‬ومتصاعداً‭ ‬لهموم‭ ‬المتقاعد‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬ثمة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المحاولات‭ ‬وخاصة‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنفيذها‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬معالجة‭ ‬واقع‭ ‬المتقاعد‭ ‬منها‭ ‬قانون‭ ‬تعديل‭ ‬مرتب‭ ‬المتقاعدين‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يف‭ ‬بنتائج‭ ‬ه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يعانيه‭ ‬المتقاعد‭ ‬من‭ ‬مصاعب‭ ‬وإشكاليات‭ ‬وظروف‭ ‬قاهرة‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تعديل‭ ‬مرتبه‭ ‬بما‭ ‬يتكافيء‭ ‬والحالة‭ ‬المعيشية‭ ‬اليوم‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬مطالباته‭ ‬واحتجاجاته‭ ‬التي‭ ‬تتزايد‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬حاولنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ومعانيه‭ ‬كافة‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة‭ ‬علنا‭ ‬نساهم‭ ‬صحفيا‭ ‬في‭ ‬تضميد‭ ‬جراحه‭ ‬وإيصال‭ ‬صوته‭ ‬للمسؤولين،‭ ‬لأنها‭ ‬مرحلة‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬الحياة‭ ‬سينتهي‭ ‬عندها‭ ‬كل‭ ‬موظف‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬وآخر‭ ‬مراحل‭ ‬العمر‭ .. ‬لذا‭ ‬لزم‭ ‬الاهتمام‭ ‬بها‭ ‬والاستعداد‭ ‬لها‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬فيما‭ ‬تستطيع‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬وتسهيلات‭ ‬وخاصة‭ ‬الصحية‭ ‬منها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬مواجهة‭ ‬المتقاعد‭ ‬لظروف‭ ‬التقاعد‭ ‬النفسية‭ ‬والمادية‭.. ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬جدية‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬التأثيرات‭ ‬النفسية‭ ‬والمعيشية‭ ‬ومحاولة‭ ‬اكتشاف‭ ‬أهداف‭ ‬وطموحات‭ ‬جديدة‭ ‬تتماشى‭ ‬وظروف‭ ‬التقاعد‭..‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬والاستفسارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمتقاعدين‭ ‬لازالت‭ ‬معلقة‭ ‬تحتاج‭ ‬لاهتمام‭ ‬متزايد‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬مختلف‭ ‬موسسات‭ ‬الدولة‭ ‬واعبار‭ ‬المتقاعد‭ ‬قضية‭ ‬حقيقة‭ ‬يحتاج‭ ‬لمعالجات‭ ‬سريعة‭ ‬وعاجلة‭ ‬حتىيتمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬المتقاعد‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬حياة‭ ‬مستقرة‭ ‬وهادئة‭ ‬تخرجه‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬النفق‭ ‬المظلم‭ ‬بعدما‭ ‬قدم‭ ‬خلال‭ ‬مسيرته‭ ‬الوظيفية‭ ‬كل‭ ‬الجهد‭ ‬والوقت‭.‬من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬لزاما‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هموم‭ ‬المتقاعد‭ ‬ضمن‭ ‬أولوياتنا‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬والمساندة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬السؤال‭ ‬الجريء‭ ‬لكل‭ ‬المسؤولين‭ ‬حتى‭ ‬نضمن‭ ‬حقوقاً‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام‭ ‬سؤالا‭ ‬للأجيال‭ ‬المتلاحقة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى