رأي

يوم مثمر

صالح قدربوه

جدارية

يقاس إنجاز الناس بما يقدمونه من الخير لغيرهـم ولأنفسـهـم، فاليوم الذي يمر دون أن يحصد الإنسان سعادة في إسعاد الآخرين  هـو يوم قاحل أجدب، ومساعدة المستضعفين أو إدخال السرور إلى نفوس الحزانى هـو ما يجعل بذرة الرضا تنمو وأغصانهـا تورق وأزهـار هـا تثمر.

خلق الله الآدمي مؤثرا متأثرا، ومنحه القدرة على بذل الجـهـد لتحسين حياته والمسؤولية لدعم الغير، فلم يكن  هـذا المخلوق العاقل يوما عاجزا عن تحقيق السعادة، فالإمكانات الـهـائلة تبسط عليه تحقيق  هـذا الأثر الطيب بل واستدامته.

ولن يعدم الإنسان وجود من يحتاجه، ولا القدرة على تلبيته، بدءا بقلبه وانطلاقا نحو سائر المخلوقات جامدة كانت أم ذات روح، فيمكن أن يعتني بالحجر والماء والطبيعة والطيور والحيوانات، وأن يضع عن الناس وزرا ثقيلا أر هـقـهـم، إنـهـا جائزة حقا أن يستطيع إنقاذ الآخرين ومنع الخطر عنـهـم أو على الأقل يقدم لقلوبـهـم السلوان والأمل.

حاول عند خروجك من بيتك وتجاوز عتبة الباب أن تنظر حولك فثمة دوما بالقرب من ينتظر المنقذ، بكلمة صباح الخير أو برفع أذى من الطريق أو بسقي شجيرة أو بمساعدة التلاميذ في عبور الشارع أو حمل كيس ثقيل من يد عجوز، من  هـنا يبدأ يومك يثمر وطريق تخضر وأفقك يصفو، فأي أسف وأسى في العودة آخر النـهـار فارغا من عيون ممتنة أو خاويا من كلمة شكرا يرحم والديك، فكن ضميرا يسير بقدمين بين الناس لتنل السرور الحقيقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى