سيادة المسؤولين عن كل قنوات الفضاء السمعي بليبيا .. )صباحكم حليب( .
المهم أنا مش ضد المرسكاوي الحقيقي، والأصيل، بالعكس أنا نحبه ونسمع فيه .
صح نختار .. ونسمع في شي، ونلوح في أشياء .. لكن هذي ذائقة نستعمل فيه مع كل ألوان الموسيقى والغناء التي احبها.
يظل متوفرة قاعدة يفترض يعرفها على الأقل اللي ليه علاقة بالفن والإعلام .
)المرسكاوي مش وقته الصبح( .. كتبتُ هذه المقدمة بعدما تابعتُ إصراركم الغريب على جدولته ضمن قائمة أغاني صباحاتنا .
الأمر جد مزعج .. ويصيبنا هذا التلوث السمعي بمقتل في ذائقتنا الفنية .
ياسيدي المسؤول وبعد أن اشرنا عليكَ أن المرسكاوي عمومًا )مش وقته الصبح(، فما بالك بالموجة الجديدة منه، والتي لا تعرف لها لا كلام، ولا لحن، أغانٍ عارية لا لباس لها، ومتنها كله مجرد )عياط وزعيق فلا تعرفها مناحة، وإلا مأتم، وإلا عرس(، والتي تصر قنواتكم على فرضها على أسماعنا .
لو سألتك ياسيدي عن هذا الاسفاف، والعبث المفرط فيه، ستكون اجابتك حتمًا )جمهور المستمعين يبي هكي(.
يا سيدي أنتَ مش قناة لجمهور خاص على «التيك توك»، أو «الفيس بوك»، ولا هم لكَ إلا جمع الاعجابات بيش تجاوبني هالجواب .
أنتَ قناة تبث عبر أثير الدولة الليبية، وجمهورك هو كل الليبيين .. بكل أطيافهم، وأعمارهم، واختلاف مستويات تعليمهم … وووو
لذلك أنت قناة مش الجمهور الذي يضع قائمة الاغاني فيها، نعلم مسبقًا أن الأغنية الليبية حاليًا في الحضيض وتعاني، وقنوات التواصل الاجتماعي أسهمت في هذا، فلا تكون أنتَ الآخر شريكًا في هذه الجريمة، فكونك طرف فيها فهذه يعني أننا قريبًا جدًا من تفاقم الكارثة .
حينها سيضيع كل إرثنا الفني البديع، وإلى الزوال سيؤول كل تاريخ الموسيقى، والأغنية الليبية، التي سجلها المؤسسون بحروف، ونوتات من الذهب … اضافة أنه حتى الومضات الفنية الجديدة والشابة والمميزة، ونتيجة لندرتها لا تجد لها مكانًا، وسط هذا الهرج، والمرج الذي تعج به قنواتكم، وتنتهي وتزول، لأنها لا تجد الرعاية، والدعاية، والاهتمام اللازم لإنتعاشها وتكريسها، فانتباهكم كله تولونه للانحطاط والتردي والحجة الجمهور يبي هكي.
سيدي بالعكس أنتَ من يفترض به أن يعالج هذا الخلل .. ويعمل على الوقوف ضده .
أنتَ مَنْ تقود الجمهور وتهذب ذائقته، وليس هو من يملي عليكَ خياراته خاصة وإن كانت بهذه البذاءة التي تفرضونها علينا عبر أثير موجاتكم كل صباح.