إجتماعي

أجيالنا .. بين التأثير والتدمير

منى الساحلى

حكاية‭ ‬الغزو‭ ‬الجديد‭ ‬لمواقع‭ ‬السوشيل‭ ‬ميديا‭ ‬حكاية‭ ‬باتت‭ ‬مرعبه‭ ‬ومخيفه‭ ‬لكل‭ ‬أطياف‭ ‬العالم‭ ‬مزعجة‭ ‬بجوانبها‭ ‬البشعة‭  ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ايجابي‭ ‬من‭ ‬تقريب‭ ‬العالم‭ ‬وتسهيل‭ ‬الاتصال‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭.. ‬

ولكن‭ ‬تلك‭ ‬الجوانب‭ ‬المُخيفه‭ ‬بدأت‭ ‬تتسلل‭ ‬الى‭ ‬ابنائنا‭ ‬وجعلتهم‭ ‬يصابون‭ ‬بمرض‭ ‬العصر‭ ‬وهو‭ ‬الإدمان‭ ‬الالكتروني‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشعوب‭ ‬ينشئون‭ ‬مراكز‭ ‬خاصة‭ ‬لمعالجة‭ ‬الإدمان‭ ‬الإلكتروني‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬تيك‭ ‬توك‭ ‬وسناب‭ ‬شات‭ ‬ويوتيوب‭ ‬وفيسبوك‭ ‬وانستقرام‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬بأكمله‭ ‬يتعلق‭ ‬ويتأثر‭ ‬بشكل‭ ‬غريب‭ ‬بمقدمي‭ ‬المحتوى‭ ‬على‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬بإدمان‭ ‬أبنائنا‭ ‬على‭  ‬مشاهدة‭ ‬فيديوهاتهم‭ ‬القصيرة‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬بطريقة‭ ‬او‭ ‬باخرى‭ ‬على‭ ‬نمط‭ ‬حياتهم‭ ‬وتفكيرهم‭ ‬وهذا‭ ‬امر‭ ‬اكيد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستهانة‭ ‬به‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تغلل‭ ‬الامر‭ ‬اكثر‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬كمجتمعنا‭  ‬له‭ ‬خصوصية‭ ‬ونمط‭ ‬حياة‭ ‬وتفكير‭ ‬خاص‭ ‬ومحافظ‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭  .‬

‭ ‬انما‭ ‬يقدمه‭ ‬اليوم‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭)‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬اكيد‭  ‬لا‭ ‬نعمم‭( ‬يحتاج‭ ‬الى‭ ‬وقفة‭ ‬جادة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بات‭ ‬الجميع‭ ‬يتذمر‭ ‬ويتخوف‭ ‬من‭ ‬مسار‭ ‬الانحدار‭ ‬الاخلاقي‭ ‬والفكري‭ ‬لفئة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬ابنائنا‭ ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬والذي‭ ‬اطلق‭ ‬على‭ ‬عليهم‭ ‬اسم‭ ‬البلوجر‭ ‬فشغلت‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬دينهم‭ ‬ودنياهم‭ ‬وملأت‭ ‬اوقاتهم‭ ‬وعبثت‭ ‬بعقولهم‭ ‬وجعلتهم‭ ‬ينشغلون‭ ‬بأمور‭ ‬تافهه‭ ‬كفيله‭ ‬ان‭ ‬تجعلهم‭ ‬أسرى‭ ‬غرفهم‭ ‬وهواتفهم‭ ‬فأصبح‭ ‬الهوس‭ ‬بمقدمى‭ ‬المحتوى‭ ‬والبلوجر‭ ‬كفيل‭ ‬بان‭ ‬غير‭ ‬سلوكيات‭ ‬وأفكار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬ابنائنا‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬وشابات‭ ‬واطفال‭ ‬كذلك‭ ‬بل‭ ‬وخلق‭ ‬منهم‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬التمرد‭ ‬والعصيان‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬محيطهم‭  ‬الأسري‭ ‬يصحون‭ ‬من‭ ‬نومهم‭ ‬وعلى‭ ‬هواتفهم‭ ‬فورا‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬اسرتهم‭ ‬وكانهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بانهم‭ ‬قد‭ ‬فاتهم‭ ‬الكثير‭ ‬خلال‭ ‬سويعات‭ ‬قليله‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬تحصيلهم‭ ‬الدراسي‭ ‬بالمقام‭ ‬الاول‭ ‬اما‭ ‬اذا‭ ‬انقطع‭ ‬الاتصال‭ ‬بالانترنت‭ ‬او‭ ‬ضعف‭ ‬الاتصال‭ ‬فتجدهم‭ ‬كالجُذب‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬نقطه‭ ‬اتصال‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬تفقدهم‭ ‬لوالديهم‭ ‬فيعيشون‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬في‭ ‬قلق‭ ‬وتوتر‭ ‬يؤثر‭ ‬عليهم‭ ‬وعلى‭ ‬محيطهم‭ ‬كذلك‭ ‬بل‭ ‬اصبحت‭ ‬حياة‭ ‬اولادنا‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الا‭ ‬حلم‭ ‬بان‭ ‬يصبح‭ ‬بلوجر‭ ‬او‭ ‬صانع‭ ‬محتوى‭ ‬بل‭ ‬ويتحدث‭ ‬عن‭ ‬انجازاتهم‭ ‬وانبهارهم‭ ‬بحياتهم‭ ‬ونمط‭ ‬عيشهم‭ ‬وتفكيرهم‭ ‬وطريقه‭ ‬لبسهم‭ ‬وماكلهم‭ ‬ومشربهم‭ ‬وما‭ ‬يجنون‭ ‬من‭ ‬اموال‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يصيبهم‭ ‬بموجه‭ ‬تطلعيه‭ ‬تفوق‭ ‬سقف‭ ‬توقعاتهم‭ ‬واحلامهم‭ ‬وامكانياتهم‭ ‬بسبب‭ ‬ايمانهم‭ ‬القوي‭ ‬بأولئك‭ ‬المؤثرين‭ ‬السلبيين‭ ‬ونكررها‭ ‬مره‭ ‬اخرى‭ ‬ان‭ ‬لدينا‭ ‬صناع‭ ‬محتوى‭ ‬افخر‭ ‬عندما‭ ‬اجد‭ ‬احد‭ ‬ابنائي‭ ‬يتابعه‭ ‬ويحاكيه‭ ‬كذلك‭ ‬فلدينا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬ايه‭ ‬كعبار‭ ‬كطبيبة‭ ‬تقدم‭ ‬معلومات‭ ‬علميه‭ ‬وطبيه‭ ‬بطريقه‭ ‬مبسطه‭ ‬وعبد‭ ‬الحميد‭ ‬البحباح‭ ‬متخصص‭ ‬التصميم‭ ‬الداخلي‭ ‬والديكور‭ ‬وزينب‭ ‬ناصوف‭ ‬وسامي‭ ‬الجزيرى‭ ‬المختصين‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الطبخ‭ ‬بطرق‭ ‬وفنون‭ ‬مختلفه‭ ‬وسند‭ ‬الاحلافي‭ ‬وهو‭ ‬مصور‭ ‬متخصص‭ ‬اسهم‭ ‬في‭ ‬التعرف‭ ‬بمدن‭ ‬ومعالم‭ ‬ليبيا‭..  ‬والمشرف‭ ‬محمد‭ ‬السيلينى‭ ‬الملقب‭ ‬برحاليستا‭ ‬وهو‭ ‬صانع‭ ‬افلام‭ ‬ورحاله‭ ‬له‭ ‬محتوى‭ ‬هادف‭ ‬وراقي‭ ‬ولكن‭ ‬ان‭ ‬نجد‭ ‬العبث‭ ‬من‭ ‬اشباه‭ ‬الرجال‭ ‬والعبثون‭ ‬والعابثات‭ ‬فهنا‭ ‬ندق‭ ‬جرس‭ ‬الخطر‭.. ‬

الخطر‭ ‬على‭ ‬ابنائنا‭ ‬وبناتنا‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬نتركهم‭ ‬فريسة‭ ‬الفوضى‭ ‬والعبث‭ ‬التي‭ ‬يتلقونها‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬فيديوهات‭ ‬والبلوجرات‭ ‬دون‭ ‬اي‭ ‬ضوابط‭ ‬او‭ ‬معايير‭ ‬حاكمة‭ ‬او‭ ‬رقابه‭ ‬تقيدهم‭ ‬وكان‭ ‬ما‭ ‬يتلقونه‭ ‬من‭ ‬البلوجرات‭ ‬حقائق‭ ‬ومسلمات‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الحقيقه‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬الا‭ ‬دس‭ ‬السم‭ ‬في‭ ‬العسل‭ ‬لانها‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬هدم‭ ‬منظومة‭ ‬الاخلاق‭ ‬والعادات‭ ‬والتقاليد‭ ‬والقيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬تربينا‭ ‬عليها‭ ‬فنحن‭ ‬تربينا‭ ‬على‭ ‬ان‭ ‬البيوت‭ ‬اسرار‭ ‬وحرمه،‭ ‬وحرمه‭ ‬بيوتنا‭ ‬خاصة‭ ‬ليس‭ ‬لأحد‭ ‬الحق‭ ‬الاطلاع‭ ‬عليها‭ ‬ولكن‭ ‬اليوم‭ ‬اصبحت‭ ‬حرمه‭ ‬بيوتنا‭ ‬واسرارها‭ ‬على‭ ‬حائط‭ ‬اليوميات‭ ‬بكل‭ ‬تفاصيلها‭ ‬من‭ ‬ماكل‭ ‬ومشرب‭ ‬وتفاصيل‭ ‬اخرى‭ ‬صغيره‭ ‬عبر‭ ‬الاستريكات‭ ‬فالامر‭ ‬اليوم‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬سيطرة‭ ‬الاهل‭ ‬على‭ ‬ابنائهم‭ ‬للتوجه‭ ‬المسؤوليه‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الآفة‭ ‬عبر‭ ‬الأجهزة‭ ‬الحكومية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترجم‭ ‬مؤخرا‭ ‬داخل‭ ‬بلدنا‭ ‬ليبيا‭ ‬بوجود‭ ‬وانشاء‭  ‬لجنة‭ ‬او‭ ‬هيئة‭ ‬لرصد‭ ‬المحتوى‭ ‬وبات‭ ‬هناك‭ ‬نوعا‭ ‬ولو‭ ‬بسيطا‭ ‬من‭ ‬تضييق‭ ‬الخناق‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬الاسماء‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬المحتوى‭ ‬السيء‭ ‬بعد‭ ‬اعتراضات‭ ‬حقوقيه‭ ‬وصدور‭ ‬قانون‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وكانت‭ ‬بدايه‭ ‬مع‭ ‬البكوش‭ ‬والكندر‭ ‬وحميد‭ ‬وطه‭ ‬جوان‭ ‬واخرهم‭ ‬التاكيشي‭ ‬واحلام‭ ‬اليمني‭ ‬وحنين‭ ‬العبدلي‭ ‬بسبب‭ ‬توجهاتهم‭ ‬ونشرهم‭ ‬لمحتوى‭ ‬مخل‭ ‬بالشرف‭ ‬والاداب‭ ‬العامه‭ ‬والدور‭ ‬ينتظر‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬كأدم‭ ‬العماري‭ ‬ووداد‭ ‬السلطانه‭ ‬وخالد‭ ‬الزروق‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬شوها‭ ‬صوره‭ ‬البلوجر‭ ‬الليبي‭  ‬واتخذهم‭ ‬بعض‭ ‬الشباب‭ ‬والشابات‭ ‬قدوه‭ ‬لهم‭  ‬فأنتشروا‭ ‬اشباههم‭ ‬بشكل‭ ‬ملفت‭ ‬ومخجل‭ ‬بل‭ ‬ومعيب‭ ‬فى‭ ‬حقنا‭ ‬كمجتمع‭ ‬اسلامى‭ ‬محافظ‭ ..‬

‭ ‬فهيئة‭ ‬رصد‭ ‬المحتوى‭ ‬باتت‭ ‬اليوم‭ ‬عليها‭ ‬العمل‭ ‬الجدى‭ ‬والفعال‭  ‬على‭ ‬تغليظ‭ ‬العقوبات‭ ‬وتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬وحصر‭ ‬الخروقات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل‭ ‬حتى‭ ‬تستطيع‭ ‬تقليل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تقليله‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬اصبحت‭ ‬تهدد‭ ‬حياتنا‭ ‬وحياة‭ ‬اولادنا‭ ‬بل‭ ‬وتهدد‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬لازلنا‭ ‬نحاول‭ ‬التمسك‭ ‬بها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى