الكثير منا لا يعي معنى الفساد التاريخي الأثري .. بل لا يعتقدون بأن ثمة ثروة هائلة تمتلكها ليبيا غير النفط ..
فهم يتفاعلون بشكل كبير مع أي خبر يتعلق بهدر المال العام سواء المتعلقة بمصروفات المركزي أو الوزارات كما أنهم يتفاعلون أيضاً مع تهريب الوقود وبيع النفط الليبي خارج السياق وهو تفاعل مطلوب وبكاء في محله رغم عدم القدرة عن فعل أي شيء حيال هذا العبث ..وباستثناء بعض المتخصصين لا نعلم بأننا في صدارة الدولة التي يوجد بها فساد في الممتلكات التاريخية الأثرية.
ناهيك على أن الكثير منا لا يعلم ما هي القيمة أساسا التي تمتلكها ليبيا في هذا المجال حتى ولو كانت كبيرة كأفريدوت أو الحسناوات الثلاث اللاتي يمثلن مشهد أثري وتاريخي لذا عديد الدول والشعوب بمن فيهم الرحالة ورواد السفر ..
السرايا الحمراء ومتحفها هما مجرد أسماء لقلب العاصمة ، ولم تعد لمحتوياتهما أي قيمة باستثناء بعض القطع الأثرية البسيطة ، لأن القيمة لدينا ببساطة هي مادية ورخيصة ولا علاقة لها بالثروات التاريخية ..
قبل عقدين من الزمن تمت سرقة أفريدوت وهي النسخة الأصلية كما صنفها بعض المتخصصين ثم عادت بعد جهود ومساع مهمشة وكأنها نسخة طبق الأصل.
تماماً كما عادت الحسناوات الثلاث ولكن برأس واحدة بعد سرقة أجزاء منها .
أما الآن طيلة هذا العقد الأخير فإننا لا نمتلك إلا الأماكن ورائحة الثروات التي غادرتنا نهائياً سواء من السرايا التي أصبحت صالة خاوية على عروشها أو الآثار التي أصبحت مجرد ممرات وأحجار وأطلال .. حتى الفيسفساء التي تعد جزءا من تاريخ المدن التاريخية بما فيها من روعة ومادة مهمة في فهم التاريخ الإنساني تم العبث بها واهمالها كأي شيء عابر ..
نعم الكثير منا لايعي بأننا بلد ينخره الفساد في مكتسباته التاريخية وهو فساد لا يمكن تعويضه بزيادة الطاقة الإنتاجية للنفط أو الغاز لانها خسارة لا يمكن تعويضها أو إدراج قيمتها تحت أي حساب إلا حساب الوطن والتاريخ ..
كونوا بخير..