في داخل كل منّا أمنية بل أمنيات كثيرة ..فما أن تتحقق واحدة حتى تقفز الأخرى لتبدأ رحلة تحقيقها ..
بطبيعة الحال الإنسان لا يشبع من الأمنيات ..
على سبيل المثال ..
التاجر له أمنية وهي أن يبيع كل بضائعة وبسرعة ..
الطالب أمنيته أن يحفظ كل دروسه وينجح بتقدير ممتاز ..
بائع الزهور يتمنى أيامنا كلها سعادة وفرح حتى نتبادل المودة والحب بالورود فنهدي لبعضنا باقات ملونة من الأزهار مقابل الدفع له ..
الحلوائي هو الآخر يعول على أعياد الميلاد والأفراح من أجل أن يبيعنا حلوياته ..
ولكن بالمقابل هناك أمنيات غير محمودة ..
على سبيل التوضيح ..
القوميستي .. يتمنى أن تكون الأرض مزروعة بالمسامير حتى تزدحم عنده السيارات المعطوبة الإطارات ..
أصحاب العيادات الخاصة يتمنون لنا المرض كي ندفع الكثير .. نحن بحثًا عن الشفاء .. وهم لهثًا خلف الأموال ..
الحانوتي يتمنى لنا الموت جميعًا حتى يتمكن من بيع التوابيت كي يصبح ثريًا من وراء دفننا .. فعندما يسمع بموت أحد ما يبتسم في داخل ذاته .. كاتمًا فرحته .. متمتمًا بكلمات العزاء والأسف ..
العالم الآخر الذي لا يهمه وطننا يتمنى لنا إطالة أمد الحرب لتحقيق أمنياته التي لا تحصى ولا تعد .. والتي تبدأ من النفط .. ولا تنتهي عند طموح الصهيونية فحسب ..!!