متابعات

جدارية

■ صالح قدر بوه

ظل‭ ‬دافيء

ليس‭ ‬ضروريا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأضواء‭ ‬مسلطة‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬المسالم‭ ‬ليكون‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬الشهرة‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬سبّب‭ ‬ذلك‭ ‬عدم‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬قطاع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بآدميته‭ ‬،‭ ‬وتجريده‭ ‬من‭ ‬وجوده‭ ‬وفاعليته‭ .‬

وليس‭ ‬صوابا‭ ‬دوما‭ ‬السير‭ ‬خلف‭ ‬مقولة‭ ‬الشاعر‭ ‬القديم‭ :‬

إذا‭ ‬أنت‭ ‬لم‭ ‬تنفع‭ ‬فضرّ‭ ‬فإنما‭    ‬يراد‭ ‬الفتى‭ ‬كيما‭ ‬يضر‭ ‬و‭ ‬ينفع

لأن‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬جملة‭ ‬فنون‭ ‬القول‭ ‬؛‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬نتاج‭ ‬لصلات‭ ‬البشر‭ ‬ببعضهم‭ ‬،‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬نار‭ ‬هادئة‭ .‬

والوجود‭ ‬في‭ ‬الركن‭ ‬لا‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬الهامشية‭ ‬والضعف‭ ‬والنقص‭ ‬والهشاشة‭ ‬بالتبعية‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬حالة‭ ‬حياة‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬بصرامة‭ ‬وقسوة‭ ‬،‭ ‬كونها‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬تماما‭ ‬في‭ ‬كبد‭ ‬المشاهدة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬تخجل‭ ‬وتتنحى‭ ‬جانبا‭ ‬،‭ ‬رفضا‭ ‬للزحام‭ ‬والتقاتل‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬مذبحة‭ ‬تحوير‭ ‬الوعي‭ ‬أو‭ ‬تخديره‭ .‬

إن‭ ‬القوالب‭ ‬الجاهزة‭ ‬ليست‭ ‬منهجا‭ ‬صوابيا‭ ‬دوما‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬موضوعيا‭ ‬كذلك‭ ‬،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬صورة‭ ‬ثابتة‭ ‬للثائر‭ ‬والمناضل‭ ‬والمبدع‭ ‬والمؤثر‭ ‬والقيادي‭ ‬والعالم‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬مساحة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭ ‬المتراكمة‭ ‬والمتجاورة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬ربط‭ ‬الاصطلاح‭ ‬بصورته‭ ‬الذهنية‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬تفاصيل‭ ‬تتغير‭ ‬وتتناقض‭ ‬أحيانا‭ ‬بتوالي‭ ‬الأيام‭ ‬والأعوام‭ .‬

يكفي‭ ‬المسالم‭ ‬شرفا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يؤذي‭ ‬الناس‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬أصبح‭ ‬فيه‭ ‬قهر‭ ‬الآخرين‭ ‬وحسدهم‭ ‬وعرقلتهم‭ ‬والتنكيل‭ ‬بهم‭ ‬بشتى‭ ‬الطرق‭ ‬دلالة‭ ‬على‭ ‬رجولة‭ ‬الرجل‭ ‬وسيطرة‭ ‬المرأة‭ ‬،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬بمفخرة‭ .‬

أن‭ ‬يسلم‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬لسانك‭ ‬ويدك‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬لا‭ ‬تحمل‭ ‬لأحد‭ ‬الضغينة‭ ‬والكراهية‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬سمة‭ ‬تفوق‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬التناحر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬العرضية‭ ‬فوق‭ ‬أنّات‭ ‬الغير‭ ‬فدليل‭ ‬على‭ ‬بلاغة‭ ‬الفاشل‭ ‬وليس‭ ‬فعل‭ ‬النجوم‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى