ثقافة

أنا لست حزينا فلسطين

عبد الواحد السويّح _ تونس

أ‭ ‬يحزنُ‭ ‬شاعرٌ‭ ‬والعرسُ‭ ‬هناكَ

تؤثّثُهُ‭ ‬الورودُ؟

وراءَ‭ ‬شاشاتِنا‭ ‬نتفرّجُ

على‭ ‬أعظم‭ ‬عرسٍ‭ ‬بتاريخِ‭ ‬هذا‭ ‬الكونِ

سأرتدي‭ ‬فانيلةً‭ ‬حمراءَ

بنطالا‭ ‬جميلا‭ ‬أخضرَ

وحذاءْ

سأشارك‭ ‬سكّانَ‭ ‬فلسطين‭ ‬رقصتَهم

وأصبحُ‭ ‬وردةً‭ ‬تزهو‭ ‬بعرس‭ ‬الكونِ

ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬غزّةَ

هو‭ ‬لحظةٌ‭ ‬تتماثلُ

مع‭ ‬لحظة‭ ‬الخلقِ

قبيْلَ‭ ‬الستّةِ‭ ‬أيّام

لحظةَ‭ ‬قرّر‭ ‬الإلهُ

خلقَ‭ ‬الكونِ

فالكونُ‭ ‬كان‭ ‬قصيدةً‭ ‬عند‭ ‬الإلهِ‭ ‬نحنُ

أبطالُها

والماءُ‭ ‬معجمُها

وفلسطينُ‭ ‬إيقاعاتُها

هم‭ ‬يقصفونَ‭ ‬ونحنُ‭ ‬نسقي‭ ‬الأرضَ‭ ‬بالوردِ

ألا‭ ‬انتظروا‭ ‬حدائقَ‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬اللهِ

انتظروا‭ ‬قريبا‭ ‬غابةً‭ ‬شعريّةً

ودموعَ‭ ‬كلّ‭ ‬المجرمينَ‭ ‬تحاولُ

أن‭ ‬تصلحَ‭ ‬سوءاتِها

باقاتِ‭ ‬وردٍ‭ ‬تتّجهُ‭ ‬مهلّلةً‭ ‬حيثُ

بيتُ‭ ‬المقدسِ

لا‭ ‬تكترثُ‭ ‬قَطُّ‭ ‬لحسناتكم

مَن‭ ‬لم‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬احتفال‭ ‬الكون

لا‭ ‬أهلا‭ ‬بهِ

أمواتُنا‭ ‬أحياءُ

وأحياؤكم‭ ‬موتى

فغزّة‭ ‬تستعيد‭ ‬سيادتَها

تضبط‭ ‬الكونَ

لِكلٍّ‭ ‬دورُهُ

المنخرطُ‭ ‬بعرسها‭ ‬حقٌّ‭ ‬وجمالٌ

وغيرُ‭ ‬المنخرطِ‭ ‬دمامةٌ‭ ‬وضلالٌ

أنا‭ ‬لستُ‭ ‬حزينا‭ ‬فلسطين

سأرقصُ

أنثرُ‭ ‬الورداتِ‭ ‬يمينا‭ ‬وشمالا

فنحن‭ ‬سمادُ‭ ‬هذا‭ ‬الكونِ

ونحن‭ ‬المعاني

تمنح‭ ‬هذا‭ ‬الوجودَ‭ ‬دماءَه

شهداؤك‭ ‬يا‭ ‬غزّة‭ ‬ماءُ‭ ‬الحياة

شوارعُك‭ ‬قصائد‭ ‬خالدة

أنفاقُك‭ ‬لغةٌ‭ ‬جديدةٌ،

سيلُ‭ ‬معانٍ

فأنت‭ ‬البدءُ

أنت‭ ‬المنتهى

هيّا‭ ‬استعيضوا‭ ‬عن‭ ‬المالِ

عن‭ ‬الأبناءِ

بغزّة

عسى‭ ‬أن‭ ‬تدركوا‭ ‬معنى‭ ‬الحياة

فأيّ‭ ‬إعمار‭ ‬تتمنّونه

في‭ ‬دولةٍ‭ ‬الوردةُ‭ ‬فيها‭ ‬بكتاب؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى