أ يحزنُ شاعرٌ والعرسُ هناكَ
تؤثّثُهُ الورودُ؟
وراءَ شاشاتِنا نتفرّجُ
على أعظم عرسٍ بتاريخِ هذا الكونِ
سأرتدي فانيلةً حمراءَ
بنطالا جميلا أخضرَ
وحذاءْ
سأشارك سكّانَ فلسطين رقصتَهم
وأصبحُ وردةً تزهو بعرس الكونِ
ما يحدث في غزّةَ
هو لحظةٌ تتماثلُ
مع لحظة الخلقِ
قبيْلَ الستّةِ أيّام
لحظةَ قرّر الإلهُ
خلقَ الكونِ
فالكونُ كان قصيدةً عند الإلهِ نحنُ
أبطالُها
والماءُ معجمُها
وفلسطينُ إيقاعاتُها
هم يقصفونَ ونحنُ نسقي الأرضَ بالوردِ
ألا انتظروا حدائقَ من كلام اللهِ
انتظروا قريبا غابةً شعريّةً
ودموعَ كلّ المجرمينَ تحاولُ
أن تصلحَ سوءاتِها
باقاتِ وردٍ تتّجهُ مهلّلةً حيثُ
بيتُ المقدسِ
لا تكترثُ قَطُّ لحسناتكم
مَن لم يشارك في احتفال الكون
لا أهلا بهِ
أمواتُنا أحياءُ
وأحياؤكم موتى
فغزّة تستعيد سيادتَها
تضبط الكونَ
لِكلٍّ دورُهُ
المنخرطُ بعرسها حقٌّ وجمالٌ
وغيرُ المنخرطِ دمامةٌ وضلالٌ
أنا لستُ حزينا فلسطين
سأرقصُ
أنثرُ الورداتِ يمينا وشمالا
فنحن سمادُ هذا الكونِ
ونحن المعاني
تمنح هذا الوجودَ دماءَه
شهداؤك يا غزّة ماءُ الحياة
شوارعُك قصائد خالدة
أنفاقُك لغةٌ جديدةٌ،
سيلُ معانٍ
فأنت البدءُ
أنت المنتهى
هيّا استعيضوا عن المالِ
عن الأبناءِ
بغزّة
عسى أن تدركوا معنى الحياة
فأيّ إعمار تتمنّونه
في دولةٍ الوردةُ فيها بكتاب؟