
تلكَ كانت البداية .. بين المستبدِ الذي طال أمده، والمطالب بحق الحياة، ونصرة المضطهد .. فقد ترجلتْ أجسادُ المتظاهرين يوم 17 فبراير من عام 2011 دون أي رصاصة متجهين صوب «ميدان الشهداء» .. وعلى حواف الطريق كانتْ تدوي رصاصات من تعمَّق ظلمهم، واضطهادهم أربعة عقود من الظلم، والقتل يصاحبهم المستفيدون من غنائم لجانهم الدموية وآكلي الزقوم دون أي اهتمام بقيمة الوطن، والشعب في سكنه، وتعليمه وصحته ومستقبله، وحريته التي حُرِمَ فيها حتى بمجرد كلمة على صانع الموت..
متطوعون وثوراتجيون وتصفويون، ولجان دموية.. تلك كانت شؤونهم التي تناسوها، وكأن شيئًا لم يحدث..
لماذا فبراير ..؟، هذا هو السؤال الأجدى حتى لا يكون الظلمُ نتاجًا لظلم أقسى، وأشد، أو مقارنات تنسينا ما كان من جرم في حق الوطن، والشعب ..
فمن أراد الوطن لا يمكنه أن يطالب بقتل كل من تجرأ أن يخرج على.مسار سكته فما بالك بمن يتظاهر وسط الشوارع، والأزقة ولا تدعمه في خطواته الأولى الملايين من الأمم الأخرى..
لم تكن فبراير مجرد عصيان بل كانت نتيجة حتمية للقطط السمان الذين استباحوا كل شيء .. وقد قادهم في ذلك رمزهم الأول في كل شيء.. هم كان السبب أولاً .. وأخيرًا .. وهم من استبقوا الزمن حتى أصبحوا حاضراً مسؤولين بعد أن تجردوا من قيمهم المتلونة .. هم بيت القصيد قبل أن يكون أي شيء آخر.. فبراير لم تكن مجرد ثورة بل هي إنهاء لشراهة لجان السخط الذين ضحكوا حتى على من معهم في الخنادق كما يصفون..
نعم انتهى حكم الفرد .. وانتهى معه ديكتاتوريته المطلقة ..
ربما لم تكتمل أحلامنا، وسُرِقتْ .. كما سُرِقتْ أحلامنا سابقًا .. ولكنَّنا مازالتْ حناجرنا تهتف بوحدة الوطن، والبناء حيث لا رجوع عن وحدة ليبيا وبنائها مهما طال السفر..
كونوا بخير..