رأي

أي تعليم نُريد..؟!

فائزة العجيلي

تستعدُ‭ ‬أغلب‭ ‬البيوت‭ ‬الليبية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬لإعداد‭ ‬أبنائها‭ ‬لامتحانات‭ ‬نهاية‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭..‬

وتزيد‭ ‬هذه‭ ‬الاستعدادات‭ ‬همًّا‭ ‬على‭ ‬همّ‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تخصيص‭ ‬الميزانيات‭ ‬للدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكُنْ‭ ‬معروفةً‭ ‬لدى‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي،‭ ‬حتى‭ ‬جاءتنا‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬كما‭ ‬جاءتنا‭ ‬ثقافات،‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬مجتمعنا‭..‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬مناشط‭ ‬وقرارات‭ ‬وأقوال‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بلادنا،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬يجعلنا‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالعملية‭ ‬التعليمية‭ ‬بجوانبها‭ ‬كافة‭..‬

فهل‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬بخير‭..‬؟‭!‬

لا‭ .. ‬ليس‭ ‬بخير‭.. ‬فالتعليم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬صار‭ ‬من‭ ‬سيءٍ‭ ‬إلى‭ ‬أسوأ،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التحصيل‭ ‬العلمي‭ ‬للطلاب‭ ‬والتلاميذ،‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬تنشره‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬من‭ ‬ضبط‭ ‬لحالات‭ ‬غشٍ‭ ‬أثناء‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية،‭ ‬خاصة‭ ‬الشهادات،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الضبطيات،‭ ‬يُشارك‭ ‬فيها‭ ‬أركان‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الطالب،‭ ‬إلى‭ ‬ولي‭ ‬الأمر،‭ ‬والمعلم،‭ ‬ورؤساء‭ ‬لجان‭ ‬المراقبة،‭ ‬وليس‭ ‬انتهاءً‭ ‬بمراقبي‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البلديات‭..‬

وجولة‭ ‬بسيطة‭ ‬لأي‭ ‬مواطن‭ ‬على‭ ‬المدارس‭ ‬التي‭ ‬بمنطقته،‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬التعليم‭ ‬ليس‭ ‬بخير،‭ ‬وأن‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬لا‭ ‬تسير‭ ‬حسب‭ ‬النظم،‭ ‬واللوائح‭ ‬المرسومة‭ ‬لها،‭ ‬ولا‭ ‬تؤتي‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوّة‭ ‬منها‭.. ‬فالتكدس‭ ‬في‭ ‬الفصول‭ ‬الدراسية،‭ ‬وتناقص‭ ‬نسبة‭ ‬استيعاب‭ ‬الطلاب،‭ ‬والتورط‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المدرسين‭ ‬والعاملين‭ ‬ببعض‭ ‬المدارس،‭ ‬وما‭ ‬يقابله‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬ونقص‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬أخرى،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدني‭ ‬المستوى‭ ‬التعليمي‭ ‬لتلاميذنا‭ ‬وطلابنا‭..‬

إن‭ ‬اعطاء‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المعلمين‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬جريمة‭ ‬يجب‭ ‬المحاسبة‭ ‬عليها‭..‬

فالأولى‭ ‬بالمعلمين‭ ‬أن‭ ‬يهتموا‭ ‬بجداولهم‭ ‬المكلفين‭ ‬بها‭ ‬داخل‭ ‬المدارس،‭ ‬وأن‭ ‬يحرصوا‭ ‬على‭ ‬إفهام‭ ‬طلابهم،‭ ‬وزيادة‭ ‬نسبة‭ ‬استيعابهم،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يعطوهم‭ ‬دروسًا‭ ‬خصوصية‭ ‬بمقابل‭ ‬مادي‭..‬

فهل‭ ‬يُعقل‭ ‬أن‭ ‬يستطيع‭ ‬معلمٌ‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬طالباً‭ ‬مستوعباً،‭ ‬وفاهماً‭ ‬لدرسٍ‭ ‬ما،‭ ‬في‭ ‬درس‭ ‬خصوصي،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬العامة‭ ‬طيلة‭ ‬فصل‭ ‬دراسي‭..‬؟‭!!‬

ومن‭ ‬هنا،‭ ‬يجب‭ ‬تفعيل‭ ‬التقييم‭ ‬السنوي‭ ‬للمعلمين،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬وتهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬الملائمة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬أبناؤنا‭ ‬حين‭ ‬تخرجهم‭ ‬مجرد‭ ‬شهادات‭ ‬ورقية‭ ‬وتقديرات‭ ‬زائفة‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى