ولد رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول بمكة المكرمة في شعب أبي طالب ، و أصبحت الان مكتبة مكة المكرمة ، و سمّاه جده عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي رضى الله عنه ” محمداً ” و هو ابن آمنة بنت وهب رضى الله عنه أم رسول الإسلام محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، و من أهم المفدمات العظيمة التي دلت على مولد النبي عليه أفضل الصلاة و السلام خروج نور عند ولادته ، سقوط أربع عشرة شرفة من قصر كسرى ، انطفاء النار التي يعبدها المجوس ، انهدام الكنائس الواقعة حول بُحيرة ساوة ، ، حفر جدِّ النبي صل الله عليه و سلم بئر زمزم ، توقف فيل ” أبرهة ” و هو من ملوك اليمن عن الحركة باتجاه الكعبة التي كان يريد هدمها ، قال تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * و أرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول ) سورة الفيل .
المرضعة الأولى ثوبية جارية أبي لهب ، و حضنته أم أيمن بركة الحبشية ، و المرضعة الثانية حليمة السعدية و عند وجوده معها كانت البركة في كل شيء البركة في الغنم و سرعة الدّابة و اللبن ، و ظلت رضى الله عنها ترضعه لمدة عامين حتى حدثت مع رسول الله عليه افضل و الصلاة و السلام حادثة و هي أقبل إليه ملائكة جبريل و ميكائيل عليهما السلام في صورة رجلان فشقا صدره و أخرجا قلبه و غسلاه بالماء و الثلج و البرد و طهرا قلبه بماء زمزم ، فأعادته إلى أهله .
من اهم صفات النبي عليه افضل و الصلاة كثير العناية بأبنائه ، فقد روى عن السيدة عائشة رضى الله عنها في تعاملها مع ابنته فاطمة رضى الله عنها ، احترامها و إكرامها لها ، قالت : ( كانت إذا دخَلَتْ عليه قام إليها، فأخَذَ بيدِها وقبَّلَها وأَجْلَسَها في مجلسِه، وكان إذا دخَلَ عليها قامت إليه، فأَخَذَتْ بيدِه فقَبَّلَتْه وأَجَلَسَتْه في مجلسِها ) .
نزل الوحيُ ملائكة جبريل عليه السلام على رسول الله صل الله عليه و سلم و عُمره أربعين سنة و كان ذلك في شهر رمضان المبارك في غار حراء ، و أول سورة في القرآن الكريم سورة العلق قال تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) سورة العلق الآية (1-5)، و ظل النبي عليه الصلاة و السلام بعد نزول الوحي ثلاث عشرة سنة في مكة مكرمة ثم هاجر إلى المدينة المنورة و بقي فيها عشر سنين و توفي و كان عُمُره ثلاثا و ستين سنة ، و قبل وفاة الرسول صل الله عليه و سلم سمعت السيدة عائشة رضى الله عنها يقول : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ ) و قد كررها ثلاثة مرات قبل أن يتوفى و يلتحق بالرفيق الأعلى ، و قد توفى يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول في العام الحادي عشر للهجرة بالمدينة المنورة .
و من أهم وصايا النبي عليه الصلاة و السلام النهي عن اتخاذ قبره مسجداُ ، و أوصي بالأنصار و الاحسان إليهم و التجاوز عن سيئاتهم ، و احسان الظن عن قال جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قَبْلَ وَفَاتِهِ بثَلَاثٍ يقولُ : ( لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا وَهو يُحْسِنُ باللَّهِ الظَّنَّ) ، و النهي عن قراءة القرآن الكريم في الركوع و السجود ، و الإكثار من الدعاء في السجود ، الوصية بالنساء و الإحسان إليهن و حسن صحبتهن و معاشرتهن بالمعروف قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (فَاتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ، فإنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بكَلِمَةِ اللهِ ) ، و في حجة الوداع قال عليه أفضل الصلاة و السلام : (فإنَّما أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ: أَوَّلُهُما كِتَابُ اللهِ فيه الهُدَى وَالنُّورُ، فَخُذُوا بكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا به ، فَحَثَّ علَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ) ،و أمر بالتمسك بالسنة النبوية الشريفة و الأخذ بها ، قال تعالى : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) سورة الجمعة الآية (2) .
و بعد وقاته خرج أبي بكر الصديق لتهدئة رَوع المسلمين ، و قال خطيباً في الناس بعد أن أثني على الله سبحانه و تعالى ( من كان يعبد محمداً قد مات ، و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) ثم تلا الآية الكريمة قال الله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ) سورة آل عمران الآية (144) .
اعداد : فاطمة الثني