محطة
قرأت عن الإنترنت والإعلام من مصادر مختلفة..فنحن نعيش في عالمين..افتراضي على الشبكات الإجتماعية وآخر واقعي في حياتنا العادية..والمحصلة جل البشر الآن مندمجون بالفعل داخل الغلاف المعلوماتي..فالانترنت ساد مختلف مناحي الحياة..وبات بيئة مفتوحة قد يستغلها البعض للنفاذ إلى الجماهير الإلكترونية العريضة لتنعكس بالتالي الآثار السلبية على الشارع..مما يقود إلى إثارة الرأي العام..وتعميق الخلافات بين الأفراد والجماعات..تارة بالخلط بين المواضيع وأخرى بنشر المضمون المضلل غير الهادف إلى الخير وتبيان الحقيقة والمغزى..وهنا دائما فتش عن وجود الشخصنة من عدمها عند تناول وسائل التواصل الاجتماعي لقضية معينة..أي تفسير الأحداث والمواقف من وجهة نظر شخصية وليس منطقية..حيث تتم ترجمة أقوال وأفعال الآخرين على أنها نوع من ردة الفعل المباشر على شخص ما وليس تناولها من باب تغليب المصلحة العامة على حساب الذات..انها سياسة أنا ومن بعدي الطوفان..و بالتالي يساهم فلان أو فلانة بقصد أو بدونه في شيوع ثقافة الاتهام والتشكيك..وينتج عن ذلك وقوع أغلب العامة ضحايا للتعميم الخاطيء وضبابية رؤية المشهد على طبيعته..بل يمهد الأرضية أمام الناس لتصديق مايرغب فيه أو مايتمناه أن يحدث..دون مراعاة ان الاستحقاق الوطني يتطلب حمل هموم الوطن والإخلاص في معالجة مشاكله وابراز المشاريع والإنجازات وتسليط الضوء عليها وذكرها..فالحسنات تذهبن السيئات..وهذا لا يتأتى إلا بقبول الآخر والتعامل بأخلاقيات الحوار وإحترام الإختلافات في الفكر والرأي..فالثقافة الحقيقية تدعو للانفتاح والتجدد وعدم الربط بين الشخصانية والموضوع العام المطروح عفويا أو قصدا للنقاش أو للتداول بين الناس..بمعنى آخر لا تستوجب المرحلة الإسترسال كيفما اتفق حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه..وهذا ضروري حتى لا يتولد لدى غالبية الجمهور شعور كونهم في موقف لا يفرق بين المطلوب والمؤجل ومستوى ادراكي لا يستوعب مصالح البلاد العليا..إن نجاح الإعلام يتم بعد الغربلة لتحديد مصادر التضليل ويستعد لمواجهة الهجمات الإعلامية المفاجئة التي تهدف لزعزعة الاستقرار والتشويش على مناخ التصالح مع الظروف الحالية والمستجدات القادمة..والإستعداد لما هو آت من أزمات بعد قراءة المعطيات الظاهرة واستشراف القريب والبعيد..فالهجوم الإعلامي المدمر لا يختلف عن الهجوم السيبراني..حيث يستهدف الأول النسيج الإجتماعي والثاني منظومات ومواقع الدولة الشبكية..باختصار الوقاية الإعلامية خير من علاج وطأة من قد يرغب في إشعال عود ثقاب إلكتروني..