انتبه لهذه الأرقام..عدد سكان العالم 8 مليارات نسمة..منهم 5.4 مليار شخص يستخدمون الهواتف المحمولة..والذين يلجون الإنترنت عددهم 5.16 مليار..وعدد النشطين المبحرين في وسائل التواصل الإجتماعي 4.76 مليار إنسان..
إذن معظم سكان الأرض يصبحون ويمسون مسجونون ذهنيا وعاطفيا وراء قضبان شبكة عالمية..سمتها فردية متسمرة أمام جهاز..أي تباعد الكل عن الكل..وفي النهاية تحقيق هدف تشظية المجتمعات من الداخل..
نعم فالمعلومات الإلكترونية باتت وجبات خفيفة على مدار 24 ساعة..والتواصل عن بعد اصبح كأن المليارات يقطنون افتراضيا في قرية واحدة صغيرة..
نتيجة لذلك كل مجالات الحياة بداية من التربية والتعليم مرورا بالسياسة والاقتصاد والاجتماع وصولا إلى الثقافة المتمثلة في روتين الحياة اليومية للفرد و الأسرة..تلك الجوانب ترسم ملامحها وتحدد توجهاتها و تجذر قناعاتها شاشة صغيرة من زجاج..
انها إدارة التهام المعلومات أولا ومن ثم القيادة من وراء الكيبورد بشكل تغييبي غالبا إلى تنفيذ تلك التفاصيل بلا إرادة أو وعي..والأدهى من ذلك بالتغرير والجر والتمرير وغسل الأدمغة..
ما يهمنا كليبيين حفاظا على الأجيال الوطنية القادمة..ليس امامنا من توجه إلا الإهتمام بالكتاب المدرسي في مواد التربية الإسلامية و اللغات الحية والتربية الوطنية والتاريخ..فالأمر يستوجب المراجعة والتدقيق والتنقيح للمناهج..وإلا نكون قد سلمنا رقاب أجيال قادمة لمقصلة العولمة السلبية في أحد وجهي عملتها..
من ناحية أخرى فإن الاعتماد كليا على الإنترنت في كل شيء عند الاتصال بين الدولة أو البلدية مع المواطن..سوف يخلق هو نفسه مشكلة أو أزمة أو ورطة يوما ما في حالات مثل تذبذب موجات الشبكة الدولية بسبب حرب عالمية..أو هجمات سيبرانية واسعة دولية..أو هاكرز يعني قراصنة معلومات من وراء الحدود..
الحل المزدوج يكمن في كون الإدارة الإلكترونية مثل المنظومات في يد..والإدارة العميقة في اليد الأخرى..والأخيرة تعني معلوماتية البنية التحتية..بمعنى أوضح من البلدية إلى الشارع إلى المواطن..مباشرة بالطرق على الأبواب وليس على لوحة الكمبيوتر..هذا طبعا في حالات الطواريء..
صحيح ان الشبكة اليوم عالمية..لكن في المستقبل..الدولة الناجحة هي من تحقق توطين الإنترنت..إنترنت محلي داخل بوتقة العالمي..