رأي

إنقاذ مايمكن إنقاذه!

هاشم شليق

لا‭ ‬نريد‭ ‬لعموم‭ ‬بلادنا‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬مكتسباتها‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬حجم‭ ‬الإنجازات‭..‬فبعد‭ ‬قطع‭ ‬فبراير‭ ‬في‭ ‬البدايات‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مشوار‭ ‬ظل‭ ‬المواطن‭ ‬يأمل‭ ‬أن‭ ‬تنتهي‭ ‬مراحل‭ ‬المسير‭ ‬خطوة‭ ‬ثم‭ ‬الرجوع‭ ‬خطوتين‭..‬وعندما‭ ‬كنا‭ ‬نقترب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬معالجة‭ ‬التحديات‭..‬تعود‭ ‬بنا‭ ‬التجاذبات‭ ‬كلما‭ ‬تحصل‭ ‬أزمة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬المراوحة‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬ندري‭ ‬بعدها‭ ‬أين‭ ‬الإتجاه‭..‬لكن‭ ‬يظل‭ ‬حافز‭ ‬مهم‭ ‬وهو‭ ‬كون‭ ‬تخطي‭ ‬ماضي‭ ‬الصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بالأمر‭ ‬السهل‭..‬فقد‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭  ‬بمثابة‭ ‬اختبار‭ ‬صعب‭ ‬لمدى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬وترك‭ ‬الجمل‭ ‬بما‭ ‬حمل‭ ‬خلف‭ ‬ظهورنا‭..‬وفعلا‭ ‬تم‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬تجاوز‭ ‬صعوبات‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬يمكن‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬مثاليا‭ ‬فالأمر‭ ‬يظل‭ ‬دوما‭ ‬بيد‭ ‬الفرقاء‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬خلاف‭ ‬على‭ ‬وطنيتهم‭ ‬لكن‭ ‬لكل‭ ‬فريق‭ ‬بوصلته‭..‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬مثل‭ ‬ركوب‭ ‬الدراجة‭ ‬بمعنى‭ ‬لكي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬توازنك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭..‬نجد‭ ‬تعكر‭ ‬صفو‭ ‬المناخ‭ ‬فوق‭ ‬الخارطة‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تعثر‭ ‬مؤخرا‭  ‬نتيجة‭ ‬تفاوت‭ ‬المواقف‭..‬رغم‭ ‬علمنا‭ ‬بأن‭ ‬المواطن‭ ‬بات‭ ‬منهكا‭ ‬ويفتح‭ ‬عينيه‭ ‬على‭ ‬ضبابية‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭..‬فكيف‭ ‬لو‭ ‬أقيمت‭ ‬استطلاعات‭ ‬رأي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬معنوياتها‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬الثروات‭..‬المهم‭ ‬المطلوب‭ ‬حاليا‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الإنتخابات‭ ‬البلدية‭ ‬واللجوء‭ ‬إليها‭ ‬للإفلات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭..‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يمثل‭ ‬مايحدث‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬خلافات‭ ‬مفارقة‭ ‬مستعصية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬حلها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭..‬لأنه‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المدمر‭ ‬تحول‭ ‬النزاعات‭ ‬إلى‭ ‬طول‭ ‬أمد‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬العودة‭ ‬بخفي‭ ‬حنين‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬المصروفات‭ ‬وتواصل‭ ‬عمل‭ ‬النهار‭ ‬بالليل‭..‬وبالتالي‭ ‬نشوء‭ ‬فراغ‭ ‬نتيجة‭ ‬عدم‭ ‬التوافق‭ ‬ليخلق‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬يصعب‭ ‬تفكيكها‭..‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مرات‭ ‬تكرار‭ ‬نفس‭ ‬الأزمات‭..‬فكل‭ ‬ساعة‭ ‬تعد‭ ‬ضائعة‭ ‬عند‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭  ‬المختنقات‭ ‬بحقن‭ ‬مسكنة‭..‬فهذا‭ ‬مستقبل‭ ‬دولة‭ ‬وشعب‭ ‬وأجيال‭ ‬واليوم‭ ‬بألف‭ ‬سنة‭..‬فبما‭ ‬أن‭ ‬ترك‭ ‬خصام‭ ‬الأخوة‭ ‬الحالي‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬قد‭ ‬نحظى‭ ‬بمستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬نوقف‭ ‬ضياع‭ ‬السنوات‭ ‬دون‭ ‬طائل؟‭..‬فنحن‭ ‬لن‭ ‬نجد‭ ‬مصيرنا‭ ‬أبدا‭ ‬في‭ ‬مرآة‭ ‬الرؤية‭ ‬الخلفية‭..‬لما‭ ‬لا‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬متصدري‭ ‬المشهد‭ ‬المحنكين‭ ‬علمتهم‭  ‬التجارب‭..‬مما‭ ‬تمنحهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التخلي‭ ‬عما‭ ‬يعتقد‭ ‬إنه‭ ‬بات‭ ‬مألوفا‭ ‬عند‭ ‬الغير‭ ‬ويظل‭ ‬يلوكه‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة‭ ‬وأمامها‭..‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬هي‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬نعرف‭ ‬أننا‭ ‬نمتلكها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬والمطلوب‭ ‬الإستفادة‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬الإحتمالات‭ ‬المتوافرة‭..‬وكلما‭ ‬اتيحت‭ ‬الفرص‭ ‬للنقاش‭ ‬وتدوير‭ ‬الأمور‭ ‬كلما‭ ‬قلت‭ ‬مناسبات‭ ‬استضافة‭ ‬القريب‭ ‬والبعيد‭ ‬ليسمع‭ ‬منا‭ ‬ونسمع‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نتراشق‭ ‬فيه‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬بتدارك‭ ‬استخدام‭ ‬أوراق‭ ‬الضغط‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أحدنا‭ ‬الآخر‭ ‬لن‭ ‬يتبقى‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬الغريب‭ ‬إلا‭ ‬المثول‭ ‬للقرار‭ ‬السيادي‭..‬وهنا‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬الصديقة‭ ‬تتباين‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وكل‭ ‬دولة‭ ‬تحاول‭ ‬دني‭ ‬الموقد‭ ‬ناحيتها‭..‬لكن‭ ‬علم‭ ‬السياسة‭ ‬يقول‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬صديق‭ ‬دائم‭ ‬ولا‭ ‬عدو‭ ‬دائم‭..‬لذا‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مواقفنا‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬حطبا‭ ‬لتدفئة‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬إنها‭ ‬نار‭ ‬تحرقنا‭..‬ختاما‭ ‬ونأمل‭ ‬ألا‭ ‬يحدث‭ ‬فلربما‭ ‬تواجه‭ ‬البلاد‭ ‬مشاكل‭ ‬لوجستية‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬فصل‭ ‬شتاء‭ ‬قاس‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬كما‭ ‬توقعت‭ ‬مراصد‭ ‬جوية‭ ‬عالمية‭..‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مستجد‭ ‬إستعداد‭ ‬الدولة‭ ‬غربا‭ ‬وشرقا‭ ‬له‭ ‬مسبقا‭ ‬بتبادل‭ ‬التصرف‭ ‬ورمي‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬مثلما‭ ‬من‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬عند‭ ‬الطواريء‭..‬ففي‭ ‬النهاية‭ ‬لا‭ ‬يحك‭ ‬ظرفك‭ ‬السياسي‭ ‬أو‭ ‬الإقتصادي‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مثل‭ ‬ظفرك‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى