إجتماعي

الامتحانات.. تقييم أم تفاخر..؟!

إستطلاع: فائزة صالح

تستنفر‭ ‬أغلب‭ ‬البيوت‭ ‬وتصبح‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬طوارئ‭ ‬مع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬إجراء‭ ‬الامتحانات،‭ ‬خاصة‭ ‬امتحاني‭ ‬الشهادتين‭ )‬الإعدادية،‭ ‬والثانوية‭(‬،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬تم‭ ‬تأجيلها‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتعارض‭ ‬موعدها‭ ‬مع‭ ‬موعد‭ ‬إجراء‭ ‬الامتحانات؟،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬زيارات‭ ‬توقفت،‭ ‬وتصبح‭ ‬البيوت‭ ‬مغلقة‭ ‬أمام‭ ‬الضيوف؟،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يحدث‭ ‬لتهيئة‭ ‬البيئة‭ ‬الملائمة‭ ‬للتلاميذ‭ ‬والطلاب،‭ ‬لمراجعة‭ ‬دروسهم،‭ ‬والاستعداد‭ ‬الأمثل‭ ‬لأداء‭ ‬الامتحانات‭..‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬موعد‭ ‬الامتحانات،‭ ‬ارتأينا‭ ‬أن‭ ‬نستطلع‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬خاصة‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬حول‭ ‬الأجواء‭ ‬داخل‭ ‬البيوت،‭ ‬وما‭ ‬يفعلونه‭ ‬لمساعدة‭ ‬أبنائهم‭ ‬التلاميذ،‭ ‬والطلاب،‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الامتحانات‭ ‬بكل‭ ‬يسر‭ ‬وسهولة‭..‬

فتحية‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ :‬

لدي‭ ‬أبناء‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬دراسية‭ ‬مختلفة،‭ ‬ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬الامتحانات‭ ‬يزداد‭ ‬التوتر،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬داخل‭ ‬الفصل‭ ‬الدراسي‭ ‬أصبحت‭ ‬قليلة،‭ ‬ما‭ ‬يجبرني‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬أبنائي‭ ‬في‭ ‬كورسات‭ ‬أو‭ ‬دروس‭ ‬خصوصية،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مكلف‭ ‬مادياً‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬الأسرة،‭ ‬ولارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الحصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شح‭ ‬السيولة،‭ ‬وموجة‭ ‬الغلاء‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬البلاد‭..‬

عادل‭  ‬محمد‭ :‬

عندما‭ ‬كنا‭ ‬على‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬ولا‭ ‬الكورسات‭ ‬ولا‭ ‬الأسئلة‭ ‬الأسترشادية،‭ ‬وكانت‭ ‬نسبة‭ ‬الاستيعاب‭ ‬كبيرة،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬المعلمين‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كانوا‭ ‬يحرصين‭ ‬على‭ ‬تبيسط‭ ‬وتسهيل‭ ‬الدروس‭ ‬حتى‭ ‬يفهمها‭ ‬الجميع،‭ ‬وكانوا‭ ‬يكرّرون‭ ‬الشرحَ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬مراعاةً‭ ‬للفروق‭ ‬الفردية‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭.‬

عبدالله‭ ‬فرج‭ :‬

العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬عملية‭ ‬متعدَّدة‭ ‬الأطراف‭ ‬والمسؤولية‭ ‬لا‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الاسرة‭ ‬وحدها‭ ‬بل‭ ‬يشترك‭ ‬فيها‭ ‬المعلم،‭ ‬والمدرسة،‭ ‬والبيئة‭ ‬والتلميذ‭ ‬والأسرة‭ ‬وكذلك‭ ‬الدولة‭ ‬لتوفير‭ ‬البيئة‭ ‬التعليمية‭ ‬الملائمة،‭ ‬وأنا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لا‭ ‬تعطي‭ ‬مستوى‭ ‬الطلاب‭ ‬الحقيقي،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬مشتركة‭..‬

ن‭.‬م‭ :‬

كولية‭ ‬أمر‭ ‬أنا‭ ‬استغرب‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬المعلمين،‭ ‬والمعلمات،‭ ‬فمنذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬والأسرة‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تقوم‭ ‬بتعليم‭ ‬أبنائها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البيت،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية،‭ ‬ويفترض‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬اجراء‭ ‬امتحانات‭ ‬سنوية‭ ‬للمعلمين‭ ‬لمعرفة‭ ‬مدى‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬رسالتهم،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬العطاء‭ ‬بسبب‭ ‬سنوات‭ ‬العمل‭ ‬الكثيرة،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬اتقانهم‭ ‬لطرق‭ ‬التدريس‭ ‬بالمناهج‭ ‬الحديثة،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يدفع‭ ‬ثمنه‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬من‭ ‬وقتهم،‭ ‬وجهدهم‭ ‬،وأموالهم‭. ‬

س‭.‬ر‭ :‬

للأسف‭ ‬أصبحتْ‭ ‬الامتحانات‭ ‬الآن‭ ‬ليست‭ ‬لمعرفة‭ ‬مستوى‭ ‬التلاميذ،‭ ‬بل‭ ‬صارت‭ ‬تتسابق‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬والمعدل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور،‭ ‬المهم‭ ‬لديهم‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬ابنهم‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬ممتاز‭ ‬ونسبة‭ ‬عالية‭ ‬للتفاخر‭ ‬والتباهي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يستوعب‭ ‬المنهج،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬ظاهرة‭ ‬الغش‭ ‬التي‭ ‬يسهم‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬للأسف‭..‬

ويقول‭ ‬أحد‭ ‬المعلمين‭ :‬

إن‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تقيم‭ ‬مهارات‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكل‭ ‬شامل،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬العملية‭ ‬والقدرات‭ ‬الشخصية‭.‬

حيث‭ ‬يشعر‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬بالقلق‭ ‬بشأن‭ ‬الضغط‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الطلاب‭ ‬أثناء‭ ‬التحضير‭ ‬للامتحانات،‭ ‬وقد‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬حاجةً‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬هذا‭ ‬الضغط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬نظام‭ ‬الامتحانات،‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬دعم‭ ‬نفسي‭ ‬للطلاب‭. ‬إن‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬المعرفة‭ ‬والمهارات‭: ‬يعتقد‭ ‬بعض‭ ‬المعلمين‭ ‬أن‭ ‬الشهادة‭ ‬الثانوية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬تقييم‭ ‬المعرفة‭ ‬وتطوير‭ ‬المهارات‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬المهنية‭. ‬

يرى‭ ‬المعلمون‭ ‬أهمية‭ ‬التطوير‭ ‬المستمر‭ ‬لنظام‭ ‬التعليم‭ ‬والامتحانات‭ ‬لضمان‭ ‬أنه‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬الطلاب‭ ‬ويعكس‭ ‬التغيرات‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والاقتصاد‭.‬‭ ‬

أيضًا‮ ‬‭ ‬دعم‭ ‬الطلاب‭: ‬يشدد‭ ‬المعلمون‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬دورهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الطلاب‭ ‬وتقديم‭ ‬التوجيه‭ ‬والمساعدة‭ ‬لهم‭ ‬أثناء‭ ‬التحضير‭ ‬للامتحانات‭. ‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬المعلمون،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تختلف‭ ‬الآراء‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬تجاربهم‭ ‬الشخصية،‭ ‬وآرائهم‭ ‬حول‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى