الرئيسية

الدولار في الـ6 والأسعار … “يا قمر علالي”

نادية البطني

البدايةُ‭ ‬كانتْ‭ ‬مع‭ ‬اختصاصي‭ ‬الحجامة‭ ‬جوهر‭ ‬توفيق‭ ‬صاحب‭ ‬مركز‭ ‬حجامة‭ ‬يزوره‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرضي‭ ‬يوميًا،‭ ‬عن‭ ‬الأسعار‭ ‬والدولار،‭ ‬وأمور‭ ‬أخرى‭ ‬سألناه‭ ‬فأجابنا‭ :‬

للأسف‭ ‬ونظرًا‭ ‬للظروف‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يزيد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ )‬الغلبان‭( ‬صاحب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود،‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬لاحظنا‭ ‬هبوطًا‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬باقي‭ ‬المواد‭ ‬الأساسية‭ ‬ظلتْ‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬اعتبره‭ ‬جشعًا‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬‮«‬الكبار‮»‬‭ ‬المتحكمين‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬ما‭ ‬ارجوه‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬الصعبة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬التجار،‭ ‬واجبارهم‭ ‬على‭ ‬التقيد‭ ‬بالأسعار‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬الظروف‭ ‬مواتية‭ ‬للعيش‭ ‬للمواطنين‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ .‬

حسنَّنا‭ ‬مِنْ‭ ‬خلال‭ ‬عملكَ‭ ‬كطبيب‭ ‬حجامة،‭ ‬هل‭ ‬الأسعار‭ ‬عندكم‭ ‬بالمركز‭ ‬ثابته‭ ‬أم‭ ‬تتأثر‭ ‬بسعر‭ ‬المواد‭ ‬في‭ ‬السوق؟

بالنسبة‭ ‬لمجال‭ ‬عملي‭ ‬أسعارنا‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬لا‭ ‬زيادة‭ ‬وجل‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬نستقبلها‭ ‬يوميًا،‭ ‬تكون‭ ‬حالات‭ ‬علاجية،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل،‭ ‬أولاً‭ ‬وثانيًا‭ ‬مراعاة‭ ‬للمواطنين‭ ‬ميسوري‭ ‬الحال،‭ ‬فلهذا‭ ‬وحتي‭ ‬بعد‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار،‭ ‬أسعار‭ ‬جلسات‭ ‬الحجامة‭ ‬باقية‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬ولو‭ ‬زادتْ‭ ‬الأسعارُ‭ ‬في‭ ‬النزول‭ ‬سأكون‭ ‬أول‭ ‬النَّاس‭ ‬في‭ ‬تنزيلها‭. ‬

مَنْ‭ ‬وجهة‭ ‬نظركَ‭ ‬َمْن‭ ‬المتحكم‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأسعارِ‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬التاجر،‭ ‬أم‭ ‬الدولة؟

هنا‭ ‬أجزمُ‭ ‬أنّ‭ ‬التجارَ‭ ‬هم‭ ‬المتحكمون‭ ‬فيها‭ ‬بدليل‭ ‬أنّ‭ ‬الدولة‭ ‬خفضتْ‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬والحمدلله‭ ‬هذا‭ ‬الخبر‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬الفرحة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬النَّاس‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬وتخفيض‭ ‬سعر‭ ‬الاستيراد‭ ‬إلا‭ ‬أنَّ‭ ‬ما‭ ‬لاحظناه‭ ‬أنَّ‭ ‬الأسعارَ‭ ‬هي‭ ‬نفسها،‭ ‬والدولار‭ ‬بـ‭)‬6‭( ‬دنانير،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتحدَّدها‭ ‬خاصة‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية،‭ ‬ومعاقبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يُخالف‭ ‬القوانين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬فقط‭ ‬سيلتزم‭ ‬الكل‭ ‬مخافة‭ ‬أن‭ ‬تطاله‭ ‬العقوبات،‭ ‬ختامًا‭ ‬نسأل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬أنَّ‭ ‬يحفظ‭ ‬الوطنَ،‭ ‬ويعم‭ ‬عليه‭ ‬بالخيراتِ‭.‬

أما‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الزاوي‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬جملة‭ ‬بسوق‭ ‬الأدوية‭  ..‬

التحَّكمُ‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬يعتمد‭ ‬اعتمادًا‭ ‬كليًا‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭ %‬،‭ ‬والـ‭ ‬30‭ ‬الباقية‭ ‬للتجار،‭ ‬والأفضل‭ ‬أنّ‭ ‬تتحكم‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الأسعار،‭ ‬ولكن‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬تحدَّدها‭ ‬وينفذها‭ ‬التاجرُ‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التسعيرة‭. ‬

أما‭ ‬عن‭ ‬ثبات‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬فهذه‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬جدًا‭ ‬لما‭ ‬يلعبه‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬رئيس،‭ ‬وعدم‭ ‬استقرار‭ ‬أي‭ ‬الدولار‭ ‬سيضع‭ ‬التاجرَ‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬من‭  ‬حيث‭ ‬تسعيرة‭ ‬السلعة‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وجشع‭ ‬التجار‭ ‬أو‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الغلاء،‭ ‬فالنفس‭ ‬أمارة‭ ‬بالسوء‭ ‬وليس‭ ‬كل‭ ‬تاجر‭ ‬يخاف‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬البيع،‭ ‬أما‭ ‬الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬هو‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬فكل‭ ‬تاجر‭ ‬يعوَّل‭ ‬في‭ ‬مزاولة‭ ‬نشاطه‭ ‬التجاري،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬نحن‭ ‬أصحاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬الصغيرة‭ ‬مع‭ ‬وبقوة‭ ‬استقرار‭ ‬البلاد‭ ‬وعُملتها،‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬هذا‭ ‬يمكن‭ ‬تجار‭ ‬الأزمات‭ ‬في‭ ‬أنَّ‭ ‬يطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬

ماذا‭ ‬يعني‭ ‬لكم‭ ‬كتجار‭ ‬صغار‭ ‬عدم‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬في‭ ‬السوق؟

تذبذبُ‭ ‬العُملة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬نزول‭ ‬وصعود‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬عند‭ ‬البعض‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬سوى‭ ‬أنهم‭ ‬مقربون‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬وأصحاب‭ ‬القرار‭ ‬السياسي،‭ ‬أما‭ ‬التجارُ‭ ‬الآخرون،‭ ‬وحسب‭ ‬قوله‭: ‬هم‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مواطنين‭ ‬همهم‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن،‭ ‬وما‭ ‬يعود‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬أرباح‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬قليلة‭.‬

وعملية‭ ‬نزول‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتسعير‭ ‬السلعة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬ثبات‭ ‬للعُملة‭ ‬لدى‭ ‬المصرف‭ ‬المركزي،‭ ‬وللعلم‭ ‬أغلب‭ ‬تحويلاتنا‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬السوداء،‭ ‬وليستْ‭ ‬من‭ ‬المصرف،‭ ‬وللعلم‭ ‬أغلب‭ ‬التجار‭ ‬ومنهم‭ ‬أنا‭ ‬العبد‭ ‬لله‭ ‬لم‭ ‬أخذ‭ ‬أي‭ ‬تسهيلات‭ ‬من‭ ‬المصرف،‭ ‬والمستفيدون‭ ‬منها‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الحاشية‭ ‬المقربة‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬وللعلم‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬وبقرار‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬ليببا‭ ‬المركزي‭ ‬عدم‭ ‬جلبها‭ ‬للسوق‭ ‬الليبي‭ ‬وبقاء‭ ‬هذه‭ ‬الأصناف‭ ‬عندهم،‭ ‬وسحب‭ ‬وكالتها‭ ‬من‭ ‬الشركات‭. ‬

كما‭ ‬ذكرتُ‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حديثي‭ ‬معكم‭ ‬التسعيرة‭ ‬والغلاء‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬والباقي‭ ‬من‭ ‬التجار‭.‬

أيهم‭ ‬الأحمر‭ ‬موظف‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬محل‭ ‬جملة‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ ‬قال‭ : ‬سأوجز‭ ‬إجابتي‭ ‬في‭ ‬نقاط‭ :‬

أولاً‭ :‬‭ ‬المتحكّم‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬والمعترف‭ ‬بها‭ ‬هي‭ ‬الدولة‭. ‬

ثانيًا‭ :‬‭ ‬عندما‭ ‬يتحكم‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬خلل‭ ‬ٌواضحٌ‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬الدولة‭ ‬بسبب‭ ‬الربح‭ ‬المتفاوت‭ ‬للتاجر‭.‬

ثالثًا‭ : ‬عندما‭ ‬يتحكم‭ ‬التاجرُ‭ ‬في‭ ‬الأسعار؛‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬قوى‭ ‬قاهرة‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬أو‭ ‬بصورة‭ ‬أوضح‭ ‬ضعف‭ ‬الحكومة‭ ‬والأفضل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬هي‭ ‬المتحكمة‭ ‬وذلك‭ ‬لمراعاتها‭ ‬للمواطن‭ ‬وتوحيد‭ ‬الأسعار‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬حدود‭ ‬الدولة،‭ ‬واصلا‭ ‬متوقع‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القادمة‭ ‬أن‭ ‬تنزل‭ ‬باقي‭ ‬الأسعار‭ ‬وهناك‭ ‬سلعٌ‭ ‬بدأتْ‭ ‬فعليًا‭ ‬في‭ ‬النزول‭ ‬مثل‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬‮«‬الشكاليط‮»‬،‭ ‬وأنواع‭ ‬من‭ ‬الاجبان،‭ ‬والزبدة‭. ‬

محمد‭ ‬التريكي‭ ‬موظف‭ ‬بمحل‭ ‬جملة‭ ‬مواد‭ ‬غذائية‭ :‬

التاجر‭ ‬الذي‭ ‬يشتري‭ ‬البضاعة‭ ‬من‭ ‬حسابه‭ ‬الخاص‭ ‬سيكون‭ ‬سعرها‭ ‬مرتفعًا‭ ‬نظرًا‭ ‬لارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الدولار،‭ ‬أما‭ ‬التاجر‭ ‬المتحصل‭ ‬على‭ ‬ضمانات‭ ‬من‭ ‬الدولة‭ ‬واعتمادات‭ ‬سيشتريها‭ ‬بسعر‭ ‬أقل‭ ‬فـ‭)‬المتحكم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬هو‭ ‬الدولار‭(‬،‭ ‬ثم‭ ‬الشيء‭ ‬الآخر‭ ‬الذي‭ ‬أراه‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬توفير‭ ‬ضمانات‭ ‬من‭  ‬الدولة‭ ‬لجميع‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سعر‭ ‬البضاعة‭ ‬المشترات‭ ‬أقل‭.‬

اعطيكِ‭ ‬مثالاً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬عندما‭ ‬يشتري‭ ‬التاجرُ‭ ‬بضاعةً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬زاد‭ ‬سعر‭ ‬الدولار‭ ‬فاصبح‭ ‬سعره‭ ‬7‭ ‬دينارات‭ ‬ففي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬التاجر‭ ‬هو‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬البضاعة‭ ‬التي‭ ‬اشتراها‭ ‬بـ‭)‬100.000‭( ‬دينار‭ ‬علي‭ ‬أساس‭ ‬أنّ‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬كان‭ ‬بـ‭)‬6‭( ‬دينارات‭ ‬وزاد‭ ‬إلى‭ )‬7‭( ‬دينارات،‭ ‬إذا‭ ‬البضاعة‭ ‬التي‭ ‬اشتراها‭ ‬بـ‭)‬100.000‭( ‬أصبح‭ ‬سعرها‭ ‬بـ‭)‬150000‭(‬؛‭ ‬فاجباري‭ ‬على‭ ‬التاجر‭ ‬زيادة‭ ‬سعر‭ ‬البضاعة‭ ‬لأنه‭ ‬عندما‭ ‬اشتراها‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬كان‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ )‬7‭(‬،‭ ‬وبالتالي‭ ‬سيخسر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬150000،‭ ‬والعكس‭ ‬في‭ ‬حالة‭  ‬نقص‭ ‬الدولار‭ ‬وكان‭ ‬بـ‭)‬6‭( ‬سيشتري‭ ‬بضاعة‭ ‬بقيمة‭ ‬100000،‭ ‬وإن‭ ‬خفض‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬إلى‭ )‬5‭( ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للتاجر‭ ‬خفض‭ ‬بضاعته‭ ‬لأنه‭ ‬سيخسر‭ ‬مبلغ‭ ‬50000،‭ ‬وبصورة‭ ‬عامة‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يرضى‭ ‬لنفسه‭ ‬الخسارة‭.‬

إذا‭ ‬ملخص‭ ‬الحديث‭ ‬أنّ‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة،‭ ‬والنامية‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬تسهيلات‭ ‬للتجار،‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬النواحي‭ ‬والمتحكم‭ ‬في‭ ‬سعر‭ ‬البضاعة‭ ‬هي‭ ‬الدولة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬الحكومات‭ ‬أو‭ ‬غيابها‭ ‬سيكون‭ ‬المتحكم‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬البضاعة‭ ‬هو‭ ‬التاجر‭.‬

عماد‭ ‬رحيل‭ / ‬مواطن

أسعار‭ ‬السلع‭ ‬غير‭ ‬ثابت‭ ‬سببه‭ ‬من‭ ‬الدولة،‭ ‬فالدولة‭ ‬مقصرة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وضع‭ ‬الضوابط‭ ‬والعقوبات‭ ‬والتهاون،‭ ‬والسبب‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬تأثيرًا‭ ‬سياسيًا،‭ ‬وأمنيًا‭ ‬في‭ ‬الدولة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬تدعم‭ ‬التجار‭ ‬بنسبة‭ ‬80‭ % ‬منهم‭ ‬أجانب‭ ‬متحكمون‭ ‬في‭ ‬الجملة،‭ ‬ويتحكمون‭ ‬في‭ ‬قوت‭ ‬المواطن‭ ‬الغلبان‭ ‬إلى‭ ‬نشاطات‭ ‬أخرى،‭ ‬كغسل‭ ‬الأموال،‭ ‬لأنها‭ ‬أموال‭ ‬غير‭ ‬شرعية،ووهذا‭ ‬الشي‭ ‬لن‭ ‬ينتهي‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬إلا‭ ‬حين‭ ‬تتكاتف‭ ‬جهود‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬القانون‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬الأعلاف‭ ‬والمزارع‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬بقوت‭ ‬المواطن‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أشخاص‭ ‬يملكون‭ ‬نفوذًا‭ ‬بالدولة‭ ‬ومتحكمون‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬والعسكري،‭ ‬والاقتصادي‭ ‬هم‭ ‬عرابي‭ ‬التجار،‭ ‬وكافليهم‭ ‬باختصار‭ ‬شديد‭ ‬لن‭ ‬تقوم‭ ‬لنا‭ ‬قائمة‭ ‬إلا‭ ‬بتفعيل‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الكل‭ ‬وفرض‭ ‬ضوابط‭ ‬صارمة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬جهاز‭ ‬لجنة‭ ‬التطهير،‭ ‬ومن‭ ‬أين‭ ‬لكَ‭ ‬هذا؟،‭ ‬وأن‭ ‬يطبق‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬موظفي‭ ‬المصارف،‭ ‬والشركات‭ ‬فلو‭ ‬كان‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬يتبع‭ ‬منهجًا‭ ‬أو‭ ‬أسلوب‭ ‬التسلسل‭ ‬الهرمي‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬ستنتهي‭ ‬الفوضى‭ ‬من‭ ‬حياة‭ ‬الشعب،‭ ‬لأن‭ ‬الموظف‭ ‬الصغير‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬التاجر‭ ‬الصغير‭ ‬لن‭ ‬يفسد‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تبع‭ ‬شخصًا‭ ‬آخر،‭ ‬أو‭ ‬اقتبس‭ ‬التجربة‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬أكبر‭ ‬منه‭ ‬مرتبة،‭ ‬وطمن‭ ‬نفسه‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬لوم‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬الفساد‭.‬

الوضع‭ ‬يحتاج‭ ‬لمعرفة‭ ‬أو‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‭ ‬وصارمة‭ ‬على‭ ‬الكل‭ ‬دون‭ ‬رحمة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى