رياضة

الغباء‭ ‬الاضطراري‭ ‬

خيري القاضي

منذ‭ ‬نعومة‭ ‬أظافري‭ ‬وتحديدًا‭ ‬عند‭ ‬بدء‭ ‬تعلقي‭ ‬بكرة‭ ‬القدم‭ ‬كنتُ‭ ‬أنا،‭ ‬وجيلي‭ ‬نتطلع‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬كرتنا‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬طبيعي‭ ‬أقل‭ ‬شيء‭ ‬بواقع‭ ‬يشابه‭ ‬دول‭ ‬الجيران‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭ .. ‬فتحنا‭ ‬أعيينا‭ ‬على‭ ‬دوري‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬تلعب‭ ‬معظم‭ ‬مبارياته‭ ‬على‭ ‬ملعبين‭ ‬فقط‭ .. ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬تمامًا‭ ‬كان‭ ‬هنالك‭ ‬نجومٌ‭ ‬ومواهب‭ ‬نفثتْ‭ ‬سحرها‭ ‬على‭ ‬ملاعب‭ ‬متهالكة‭ …‬

بعد‭ ‬سنوات،‭ ‬وعقود‭ ‬اتى‭ ‬الفرج‭ ‬أخيرًا‭ ‬ببنية‭ ‬تحتية‭ ‬مرضية‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬شح‭ ‬المواهب،‭ ‬وكان‭ ‬العلاقة‭ ‬عكسية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المواهب،‭ ‬والملاعب‭.‬

يأتي‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬هرم‭ ‬سلطة‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ليعيدنا‭ ‬لنقطة‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الصفر‭ ‬بهذا‭ ‬الشكل‭ ‬الغريب‭ ‬المضحك‭ ‬للدوري‭ ‬الليبي‭ .. ‬لكَ‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬بلدًا‭ ‬قوام‭ ‬سكانها‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬السبعة‭ ‬ملايين‭ ‬ينشط‭ ‬في‭ ‬دوريها‭ )‬35‭( ‬ناديًا،‭ ‬ودوري‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬تجازوز‭ )‬120‭( !!!‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬توافرت‭ ‬فيه‭ ‬أدوات‭ ‬النجاح‭ ‬كان‭ ‬الاصرار‭ ‬على‭ ‬الفشل‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭ ‬وبنظام‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬المحال‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬اختيارت‭ ‬المنتخب‭ ‬دقيقة‭ ‬وبشكل‭ ‬انهك‭ ‬فرق‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬لجأت‭ ‬إلى‭ ‬لاعبين‭ ‬هواة‭ .. ‬رحل‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬السابق‭ ‬وبقت‭ ‬ذكراه‭ ‬بهذه‭ ‬الورطة‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬نخرج‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ .. ‬وجعلنا‭ ‬نتحسر‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬اسثنائية‭ ‬لدورينا‭..‬

هل‭ ‬من‭ ‬عاقل‭ ‬يعيد‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬نصاب‭ ‬المنطق،‭ ‬ويعبد‭ ‬طريق‭ ‬النجاحات‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬من‭ ‬16‭ ‬فريقًا‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬واحدة،‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬بضع‭ ‬سنوات‭ !!!‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى