لقد لعب الفن المرسكاوي دوراً مهماً في التدوين الموسيقي والغنائي في التاريخ الليبي، مما جعل صحيفة )فبراير( تفتح ملفًا حول الفن المرسكاوي حيث قدمتْ سؤالي التالي :
أين وصل الحال بالفن المرسكاوي؟، وهل تغير أم مازال بلونه الشعبي الأصيل؟ وغيرها من الأسئلة للفنانين المشاركين؟
لأجل هذا الموضوع كان ليَّ مصافحة مع عدد من فنانين الطرب الليبي شاركونا الحديث عن الفن المرسكاوي ..
البداية كانتْ مع الفنان فرج الشريف الذي تحدث عن الفن المرسكاوي بصورة جالية واضحة عنه حيث استعرض عدة نقاط تتعلق بهذا اللون الطربي قائلاً :
بالنسبة للغناء يتمتع بالكثير من الألوان الغناء والمستمع هو الذي يختار لونًا من الغناء الطربي أو الشعبي أو الشرقي أو فن المألوف، أو الراب، أو لفرانكو راب، أو الريقي، أو المرسكاوي، وهنا اختلفتْ النظرية الموسيقية وكيف تعتمد الأغنية لأنها كانت تتكون من ثلاث عناصر الكلمة، واللحن، والصوت، وكان الملحن زي التارزي يفصل لك الأغنية على درجة صوتك، وما يتناسب معاك من لون الأغنية اللون الدافئ وغيره من الأغنية الملتزمة التي يسمعها الأب والام والأخ والأخت والجيران وتجاز لعرضها في المرئية وهذه الأيام اختلفت الأغاني وصارت شبيها بالمنولوج اقصد بعضًا منها والكلمات صارت مباشره قبل الأغنية كانت بالمعنى .
وهناك بعض الاغاني لا تعطي معنى وكلام خارج لا يجوز التغني به، وغياب اللجنة الرقابية التي كانت تجيز الأغنية من عدمه على سبيل من الاغاني التي كلماتها تقول )ضربته لصقته عالحيط( مع احترام لهذا الفنان بس ارجو ان يتقبل نقدي لا اقصد اهانته ولكن يجب المحافظة على المظهر العام لأننا نحاول أن نرتقي بالأغنية الليبية ووصولها إلى العربية والعالمية لم لا يجب أن نرتقي بها وهذا شعارنا وفي كل محافلنا ومشاركتنا خارجيًا هذا الذي نعمل عليه…
أما فيما يخص المرسكاوي الفنانون الذين تغنوا به أساتذة فهو لون جميل ونحترمه بدأ به ملك المرسكاوي شادي الجبل السيد بومدين، وعلي ويكا وغيرهم ثم اجتهد بقية الشباب وكان بعضهم يردد القديم ومنهم من يستعمل اللحن نفسه مع تغيير الكلام وكثر شعراء المرسكاوي وبدؤوا يطورون هذا الفن دخلت آلة الأرج بدل الكرديون ودخل الناي وابتعدت الطبلة قليلا والدف وأصبح الايقاع الشعبي هو المسيطر وأصبح كل واحد يتنافس ويبحث عن التجديد وهذا شيء جميل وأنا برغم أني فنان طربي وميال للقديم ولكني احب هذا اللون وأُغنيه بشكل شعبي اكثر لان المرسكاوي يعتمد على الموال في المقدمة وهذا اللون نجح إلى حد كبير وحقق نجاحًا في تونس بالذات واتمنى ان ننتهز هذه الفرصة ونجدد الأغنية الليبية ونلبسها توب جديد ونرتقي لان من قبل الأغنية الخفيفة بالإيقاع الشعبي يتقبل كذلك الأغنية الإذاعية الحديثة مع الاحتفاظ بالهوية الليبية
وأريد أن أقول إنّ الأغنية الليبية بمختلف ألوانها لازلت بخير وتتمتع بشعبية والفضل لله وللشباب ومن شارك في اي مهرجان لم يخذلنا ونحن مع كل صوت جديد يحب الغناء ونقول له فقط اصقل نفسك بالدراسة اي الهواية تصقل ليكون متأسسًا صح يستمع إلى الأدوار والمألوف والاغاني الطربية القديمة التي فيها تغير مقامات وربي يوفق الجميع .
ومن بين الفنانين المشاركين معنا شاركنا الدكتور والفنان رمضان كازوز حيث تحدث بكل اسهاب موضحًا عدة نقاط مهمة تخص الفن المرسكاوي قائلا:
الفن المرسكاوي .. هو أصلاً لون حديث من بدايات الستينيات في القرن الماضي وانتشر في مدينة بنغازي وما حولها ويعد لونًا شبابيًا طرأ على الاغنية الليبية وانطلق بآلة الاكورديون فقط وايقاع اما اللون المرزقي اوالغناء المرزقي، فهو ارث قديم وهو من الغناء الصعب وبه اوزانه والوانه المختلفة، وهذا اللون يسمى المرزقي وليس له علاقة بالمرسكاوي…
فالمرسكاوي .. كلماته وألحانه وايقاعه سهل ويمكن لأي صوت ان يغنيه حتى المواطن العادي ولكن المرزوقي هو لون يتميز في أدائه بوجود النون المتعددة في بعض الكلمات والتي تضفي جمالية خاصة في الاداء وايقاعاته ايقاعات مركبة ومن العادة يتغنى مع الطبل وكان قديما ولا يزال يتغنى دون الات الا لون واحد وتتميز به مناطق الغريفه ومرزق والجفرة ويسمى «النخيخة» يتغنى بإيقاع ومقرونه وهو اللون الخفيف اما «الركاحي والزحلالي» هي ألوان ذات الايقاع المركب على الطبل والدر بوكه التمر، وتميل الى البطء … وهذا موجود في دراسة ليّ سابقه موضح بها الاختلاف بين الغناء المرزقي، والمرسكاوي وللأسف ما انتشر من لون المرسكاوى هى الوان مختلقه لألحان اخرى بعضها يرجع حتى لدول عربيه اخرى تغنى به الشباب فقط يغيرون الكلمات ويضعوا عليه الايقاع الليبي ولكن المرسكاوي هو لون ليس من التراث الليبي القديم وهو غير الغناء المرزقي الذي لم يحدد تاريخ قدمه ولا من هم فنانون القدامى فهو موروث انتقل سمعيًا من جيل الى جيل ويطول الحديث في هذا الموضوع استاذه فاطمه واعرف بأن ما كتبته لك سيتغير مفهوم المرسكاوي لديك ولدى الكثيرين حتى من اهل الوسط الفني ولكن يضل حقيقة واضحة .
وكذلك شاركنا الحور معنا الفنان مفتاح الفقيه شاركنا في هذا التحقيق الفني قائلا :
المرسكاوي .. من ألوان الفنون التي تتميز بجمالية خاصة على صعيد الأداء لأنه لون يقترب من لون المجرودة وغناوة العلم وهذه الأنماط الفنية غنية بالموروث اللحني الرائع خاصة الموجود في مصراته وطرابلس أن أبرز السلالم النغمية المستعملة وحسب معرفتنا الفنية من خلال الاصدقاء الفنانين اصحاب الاعمال الفنية الرائعة في هذا اللون تكاد تكون تتجاوز مقامين من مقامات الموسيقا العربية السائدة، وهما مقاما )الرست والبياتي( وبهذا فان النمط الغنائي البدوي لم يضف الكثير….
حتي ان فنون المرسكاوي يعد من نوع الموسيقى الشعبية المنتشرة في الشرق الليبي وحسب الأقوال المنتشرة في ربوع الوطن إن الفن المرسكاوي انتشر في بنغازي والبيضاء ودرنة …
اما عن حال تغير او لا نعم حدث عليه تغير ويعود ذلك إلى انتقاله من موطنه الأصلي واستقراره في الجنوب ثم انتشاره في ربوع الوطن خاصة المنطقة الشرقية وبالتحديد كما ذكرت سابقا بمدينة بنغازي وعن الفنانين الذين تغنوا به فهم كثر خاصة في منطقه الشرقية منهم الفنان الراحل محمد السيد ابومدين الذي اشتهر باسم شادي الجبل، وايضا الفنان الشعبي الدوكالى هو من مدينة زله ويتميز بأسلوبه الغنائية الخاص في غناء هذا الوان الطربي الجميل المرسكاو ي والفنان ابراهيم الصافي والفنان فوزي اصغيرونه والفنان احميده ابو نقطة وهناك عدد من الفنانين قدموا فن المرسكاوي بأصواتهم الجميلة منهم الفنان سمير الكردي والفنان وليد التلاوي ومؤخرا سمعت فن الفنان الشاب احمد السوكني والفنان عماد قدوره ومع هذه الاصوات التي أسهمت في انتشار هذا اللون الاصيل حتي وصل الي خارج حدودنا الليبية وتبقى بلادنا ارض الابداع والمبدعين .
أيضا تألق بحضوره الفنان الشعبي عمر المزداوي الذي تحدث عن فن المرسكاوي قائلا ّ:
الحقيقة انا اريد تأكيد كلامي عن فننا الراقي انه لون طربي رائع ولكن تم تغيره ولم يبقَ علي لونه الاصلي لأنه اليوم ليس كم كان بالونه الشعبي في السابق هو كان من عمق تراثنا الاصيل ولا يجوز تغيره بأي شكل من الأشكال وهنا نطلب على انه يجب أن يبقى كما هو عليه في كلماته والحانه و ادائه حتي الفنان الذي يرد ان يتغني به يحرص علي ان يجيد نطلق كلماته ويكون لحانه مؤكدًا وصحيحًا حتي لا يتغير حاله كم صار عليه هذه الفترة الزمنية مؤخرا…
هي أصلا التغيرات الفنية غيرت معها جوهره التراثي لهذا الفن المرسكاوي وأصبح نوعًا ما يسمى بالفرانكوني وليس بالمرسكاوي وهذه التغيرات قلبت المرسكاوي رأسًا علي عقب وهنا اقول انا ليس ضد التطور ولكن ما نراه الان في الحقيقة ومع احترامي للبعض ليس بفن بل هو مدح للآخرين من أجل كسب المال وليس فنًا والحقيقة هناك مجموعة من الفنانين اشتهروا حين قدموا الفن المرسكاوي على اصوله ودون أي تغيير عليه وهم الفنان دريس الدراسي والفنان ناجي ميلاد والفنان علي ويكا والفنان سعد البرعصي والفنان عبد الجليل عبد القادر والفنان مهدي الهيلع، ونترحم على من توفاه الله منهم هذه الاجيال التي أحيت المرسكاوي ونحترم من مازال محافظ في فنه ومحافظ علي تراثه الاصيل .
وليد التلاوي والفنان فوزي المزداوي والفنان عصام العبيردي وغيرهم من الفنانين تبقي بلادنا هي منبع اللون الفني المميز الذي يجد أصداء واسعة في أرجاء المعمورة وأكيد أن الفن المرسكاوي يعد فن الناس ومازال يتعايش معنا وحاضرا حتي في مناسباتنا الاجتماعية خاصة الأفراح .