الاولىالرئيسية

المرسكاوي : بين القديم ولبس الموضة

فاطمة سالم

‭ ‬لقد‭ ‬لعب‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬التدوين‭ ‬الموسيقي‭ ‬والغنائي‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الليبي،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬تفتح‭ ‬ملفًا‭  ‬حول‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬حيث‭ ‬قدمتْ‭ ‬سؤالي‭  ‬التالي‭ :‬

أين‭ ‬وصل‭ ‬الحال‭ ‬بالفن‭ ‬المرسكاوي؟،‭ ‬وهل‭ ‬تغير‭ ‬أم‭ ‬مازال‭ ‬بلونه‭ ‬الشعبي‭ ‬الأصيل؟‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬للفنانين‭ ‬المشاركين؟

لأجل‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬كان‭ ‬ليَّ‭ ‬مصافحة‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬فنانين‭ ‬الطرب‭ ‬الليبي‭        ‬شاركونا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ..‬

البداية‭ ‬كانتْ‭ ‬مع‭  ‬الفنان‭ ‬فرج‭ ‬الشريف‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬بصورة‭ ‬جالية‭ ‬واضحة‭ ‬عنه‭ ‬حيث‭ ‬استعرض‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬تتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬اللون‭ ‬الطربي‭ ‬قائلاً‭ :‬

بالنسبة‭ ‬للغناء‭ ‬يتمتع‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الألوان‭ ‬الغناء‭ ‬والمستمع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يختار‭ ‬لونًا‭ ‬من‭ ‬الغناء‭ ‬الطربي‭ ‬أو‭ ‬الشعبي‭ ‬أو‭ ‬الشرقي‭ ‬أو‭ ‬فن‭ ‬المألوف،‭ ‬أو‭ ‬الراب،‭ ‬أو‭ ‬لفرانكو‭ ‬راب،‭ ‬أو‭ ‬الريقي،‭ ‬أو‭ ‬المرسكاوي،‭ ‬وهنا‭ ‬اختلفتْ‭ ‬النظرية‭ ‬الموسيقية‭ ‬وكيف‭ ‬تعتمد‭ ‬الأغنية‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ ‬ثلاث‭ ‬عناصر‭ ‬الكلمة،‭ ‬واللحن،‭ ‬والصوت،‭ ‬وكان‭ ‬الملحن‭ ‬زي‭ ‬التارزي‭ ‬يفصل‭  ‬لك‭ ‬الأغنية‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬صوتك،‭ ‬وما‭ ‬يتناسب‭ ‬معاك‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬الأغنية‭ ‬اللون‭ ‬الدافئ‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأغنية‭ ‬الملتزمة‭ ‬التي‭ ‬يسمعها‭ ‬الأب‭ ‬والام‭ ‬والأخ‭ ‬والأخت‭ ‬والجيران‭ ‬وتجاز‭ ‬لعرضها‭ ‬في‭ ‬المرئية‭ ‬وهذه‭ ‬الأيام‭ ‬اختلفت‭ ‬الأغاني‭ ‬وصارت‭ ‬شبيها‭ ‬بالمنولوج‭ ‬اقصد‭ ‬بعضًا‭ ‬منها‭ ‬والكلمات‭ ‬صارت‭ ‬مباشره‭ ‬قبل‭ ‬الأغنية‭ ‬كانت‭ ‬بالمعنى‭ .‬

وهناك‭ ‬بعض‭ ‬الاغاني‭ ‬لا‭ ‬تعطي‭ ‬معنى‭ ‬وكلام‭ ‬خارج‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬التغني‭ ‬به،‭ ‬وغياب‭ ‬اللجنة‭ ‬الرقابية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تجيز‭ ‬الأغنية‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬من‭ ‬الاغاني‭ ‬التي‭ ‬كلماتها‭ ‬تقول‭ )‬ضربته‭ ‬لصقته‭ ‬عالحيط‭( ‬مع‭ ‬احترام‭ ‬لهذا‭ ‬الفنان‭ ‬بس‭ ‬ارجو‭ ‬ان‭ ‬يتقبل‭ ‬نقدي‭ ‬لا‭ ‬اقصد‭ ‬اهانته‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬المظهر‭ ‬العام‭ ‬لأننا‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نرتقي‭ ‬بالأغنية‭  ‬الليبية‭ ‬ووصولها‭ ‬إلى‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭ ‬لم‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نرتقي‭ ‬بها‭ ‬وهذا‭ ‬شعارنا‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬محافلنا‭ ‬ومشاركتنا‭ ‬خارجيًا‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬نعمل‭ ‬عليه‭…‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬المرسكاوي‭ ‬الفنانون‭ ‬الذين‭ ‬تغنوا‭ ‬به‭  ‬أساتذة‭  ‬فهو‭ ‬لون‭ ‬جميل‭ ‬ونحترمه‭ ‬بدأ‭ ‬به‭ ‬ملك‭ ‬المرسكاوي‭ ‬شادي‭ ‬الجبل‭ ‬السيد‭ ‬بومدين،‭ ‬وعلي‭ ‬ويكا‭ ‬وغيرهم‭ ‬ثم‭ ‬اجتهد‭ ‬بقية‭ ‬الشباب‭ ‬وكان‭ ‬بعضهم‭ ‬يردد‭ ‬القديم‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يستعمل‭ ‬اللحن‭ ‬نفسه‭ ‬مع‭ ‬تغيير‭ ‬الكلام‭ ‬وكثر‭ ‬شعراء‭ ‬المرسكاوي‭ ‬وبدؤوا‭ ‬يطورون‭ ‬هذا‭ ‬الفن‭ ‬دخلت‭ ‬آلة‭ ‬الأرج‭ ‬بدل‭ ‬الكرديون‭ ‬ودخل‭ ‬الناي‭ ‬وابتعدت‭ ‬الطبلة‭ ‬قليلا‭ ‬والدف‭ ‬وأصبح‭ ‬الايقاع‭ ‬الشعبي‭ ‬هو‭ ‬المسيطر‭ ‬وأصبح‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬يتنافس‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬التجديد‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬جميل‭ ‬وأنا‭ ‬برغم‭ ‬أني‭ ‬فنان‭ ‬طربي‭ ‬وميال‭ ‬للقديم‭ ‬ولكني‭ ‬احب‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬وأُغنيه‭ ‬بشكل‭ ‬شعبي‭ ‬اكثر‭ ‬لان‭ ‬المرسكاوي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الموال‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬وهذا‭ ‬اللون‭ ‬نجح‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬وحقق‭ ‬نجاحًا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬بالذات‭ ‬واتمنى‭ ‬ان‭ ‬ننتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭ ‬ونجدد‭ ‬الأغنية‭ ‬الليبية‭ ‬ونلبسها‭ ‬توب‭ ‬جديد‭ ‬ونرتقي‭ ‬لان‭ ‬من‭ ‬قبل‭  ‬الأغنية‭ ‬الخفيفة‭ ‬بالإيقاع‭ ‬الشعبي‭ ‬يتقبل‭ ‬كذلك‭ ‬الأغنية‭ ‬الإذاعية‭ ‬الحديثة‭ ‬مع‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالهوية‭ ‬الليبية

وأريد‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إنّ‭ ‬الأغنية‭ ‬الليبية‭ ‬بمختلف‭ ‬ألوانها‭ ‬لازلت‭ ‬بخير‭ ‬وتتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬والفضل‭ ‬لله‭ ‬وللشباب‭ ‬ومن‭ ‬شارك‭ ‬في‭ ‬اي‭ ‬مهرجان‭ ‬لم‭ ‬يخذلنا‭ ‬ونحن‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬صوت‭ ‬جديد‭ ‬يحب‭ ‬الغناء‭ ‬ونقول‭ ‬له‭ ‬فقط‭ ‬اصقل‭ ‬نفسك‭ ‬بالدراسة‭ ‬اي‭ ‬الهواية‭ ‬تصقل‭ ‬ليكون‭ ‬متأسسًا‭ ‬صح‭ ‬يستمع‭ ‬إلى‭ ‬الأدوار‭ ‬والمألوف‭ ‬والاغاني‭ ‬الطربية‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬تغير‭ ‬مقامات‭ ‬وربي‭ ‬يوفق‭ ‬الجميع‭  . ‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الفنانين‭ ‬المشاركين‭ ‬معنا‭ ‬شاركنا‭ ‬الدكتور‭ ‬والفنان‭ ‬رمضان‭ ‬كازوز‭  ‬حيث‭ ‬تحدث‭ ‬بكل‭ ‬اسهاب‭ ‬موضحًا‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬مهمة‭ ‬تخص‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬قائلا‭: ‬

الفن‭ ‬المرسكاوي‭ .. ‬هو‭ ‬أصلاً‭ ‬لون‭ ‬حديث‭ ‬من‭ ‬بدايات‭  ‬الستينيات‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وانتشر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بنغازي‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬ويعد‭ ‬لونًا‭ ‬شبابيًا‭ ‬طرأ‭ ‬على‭ ‬الاغنية‭ ‬الليبية‭ ‬وانطلق‭ ‬بآلة‭ ‬الاكورديون‭ ‬فقط‭ ‬وايقاع‭ ‬اما‭ ‬اللون‭ ‬المرزقي‭ ‬اوالغناء‭ ‬المرزقي،‭ ‬فهو‭ ‬ارث‭ ‬قديم‭  ‬وهو‭ ‬من‭ ‬الغناء‭ ‬الصعب‭ ‬وبه‭ ‬اوزانه‭ ‬والوانه‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهذا‭ ‬اللون‭ ‬يسمى‭ ‬المرزقي‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بالمرسكاوي‭…‬

  ‬فالمرسكاوي‭ .. ‬كلماته‭ ‬وألحانه‭ ‬وايقاعه‭ ‬سهل‭  ‬ويمكن‭ ‬لأي‭ ‬صوت‭ ‬ان‭ ‬يغنيه‭ ‬حتى‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭ ‬ولكن‭ ‬المرزوقي‭ ‬هو‭ ‬لون‭ ‬يتميز‭ ‬في‭ ‬أدائه‭  ‬بوجود‭ ‬النون‭ ‬المتعددة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الكلمات‭ ‬والتي‭ ‬تضفي‭ ‬جمالية‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الاداء‭ ‬وايقاعاته‭ ‬ايقاعات‭ ‬مركبة‭ ‬ومن‭ ‬العادة‭ ‬يتغنى‭ ‬مع‭ ‬الطبل‭ ‬وكان‭ ‬قديما‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يتغنى‭ ‬دون‭ ‬الات‭ ‬الا‭ ‬لون‭ ‬واحد‭ ‬وتتميز‭ ‬به‭ ‬مناطق‭ ‬الغريفه‭ ‬ومرزق‭ ‬والجفرة‭  ‬ويسمى‭ ‬‮«‬النخيخة‮»‬‭  ‬يتغنى‭ ‬بإيقاع‭ ‬ومقرونه‭  ‬وهو‭ ‬اللون‭ ‬الخفيف‭ ‬اما‭ ‬‮«‬الركاحي‭ ‬والزحلالي‮»‬‭ ‬هي‭ ‬ألوان‭ ‬ذات‭ ‬الايقاع‭ ‬المركب‭ ‬على‭ ‬الطبل‭ ‬والدر‭ ‬بوكه‭ ‬التمر،‭ ‬وتميل‭ ‬الى‭ ‬البطء‭ … ‬وهذا‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬ليّ‭ ‬سابقه‭ ‬موضح‭ ‬بها‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الغناء‭ ‬المرزقي،‭ ‬والمرسكاوي‭ ‬وللأسف‭ ‬ما‭ ‬انتشر‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬المرسكاوى‭ ‬هى‭ ‬الوان‭ ‬مختلقه‭ ‬لألحان‭ ‬اخرى‭ ‬بعضها‭ ‬يرجع‭ ‬حتى‭ ‬لدول‭ ‬عربيه‭ ‬اخرى‭ ‬تغنى‭ ‬به‭ ‬الشباب‭ ‬فقط‭ ‬يغيرون‭ ‬الكلمات‭ ‬ويضعوا‭ ‬عليه‭ ‬الايقاع‭ ‬الليبي‭ ‬ولكن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬هو‭ ‬لون‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬التراث‭ ‬الليبي‭ ‬القديم‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬الغناء‭ ‬المرزقي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدد‭ ‬تاريخ‭ ‬قدمه‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬فنانون‭ ‬القدامى‭ ‬فهو‭ ‬موروث‭ ‬انتقل‭ ‬سمعيًا‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الى‭ ‬جيل‭ ‬ويطول‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭  ‬استاذه‭ ‬فاطمه‭ ‬واعرف‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬لك‭ ‬سيتغير‭ ‬مفهوم‭ ‬المرسكاوي‭ ‬لديك‭ ‬ولدى‭ ‬الكثيرين‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬اهل‭ ‬الوسط‭ ‬الفني‭ ‬ولكن‭ ‬يضل‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ .‬‭ ‬

وكذلك‭ ‬شاركنا‭ ‬الحور‭  ‬معنا‭ ‬الفنان‭ ‬مفتاح‭ ‬الفقيه‭ ‬شاركنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق‭ ‬الفني‭ ‬قائلا‭ : ‬

المرسكاوي‭ ..‬‭ ‬من‭ ‬ألوان‭ ‬الفنون‭ ‬التي‭  ‬تتميز‭  ‬بجمالية‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأداء‭ ‬لأنه‭ ‬لون‭ ‬يقترب‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬المجرودة‭ ‬وغناوة‭ ‬العلم‭ ‬وهذه‭ ‬الأنماط‭ ‬الفنية‭ ‬غنية‭ ‬بالموروث‭ ‬اللحني‭ ‬الرائع‭ ‬خاصة‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬مصراته‭ ‬وطرابلس‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬السلالم‭ ‬النغمية‭ ‬المستعملة‭ ‬وحسب‭ ‬معرفتنا‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاصدقاء‭ ‬الفنانين‭ ‬اصحاب‭ ‬الاعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬تتجاوز‭ ‬مقامين‭ ‬من‭ ‬مقامات‭ ‬الموسيقا‭ ‬العربية‭ ‬السائدة،‭ ‬وهما‭ ‬مقاما‭ )‬الرست‭ ‬والبياتي‭( ‬وبهذا‭ ‬فان‭ ‬النمط‭ ‬الغنائي‭ ‬البدوي‭ ‬لم‭ ‬يضف‭ ‬الكثير‭….‬

حتي‭ ‬ان‭ ‬فنون‭ ‬المرسكاوي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬الموسيقى‭ ‬الشعبية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الليبي‭  ‬وحسب‭ ‬الأقوال‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭  ‬إن‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬انتشر‭ ‬في‭ ‬بنغازي‭ ‬والبيضاء‭ ‬ودرنة‭ … ‬

‭ ‬اما‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬تغير‭ ‬او‭ ‬لا‭  ‬نعم‭ ‬حدث‭ ‬عليه‭ ‬تغير‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬انتقاله‭ ‬من‭ ‬موطنه‭ ‬الأصلي‭ ‬واستقراره‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬ثم‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬خاصة‭ ‬المنطقة‭ ‬الشرقية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقا‭ ‬بمدينة‭ ‬بنغازي‭ ‬وعن‭ ‬الفنانين‭ ‬الذين‭ ‬تغنوا‭ ‬به‭ ‬فهم‭ ‬كثر‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬منطقه‭ ‬الشرقية‭ ‬منهم‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬السيد‭ ‬ابومدين‭ ‬الذي‭ ‬اشتهر‭ ‬باسم‭ ‬شادي‭ ‬الجبل،‭ ‬وايضا‭ ‬الفنان‭ ‬الشعبي‭ ‬الدوكالى‭  ‬هو‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬زله‭ ‬ويتميز‭ ‬بأسلوبه‭ ‬الغنائية‭  ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬غناء‭ ‬هذا‭ ‬الوان‭ ‬الطربي‭ ‬الجميل‭ ‬المرسكاو‭ ‬ي‭ ‬والفنان‭ ‬ابراهيم‭ ‬الصافي‭ ‬والفنان‭ ‬فوزي‭ ‬اصغيرونه‭ ‬والفنان‭ ‬احميده‭  ‬ابو‭ ‬نقطة‭  ‬وهناك‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬قدموا‭ ‬فن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬بأصواتهم‭ ‬الجميلة‭ ‬منهم‭ ‬الفنان‭ ‬سمير‭ ‬الكردي‭ ‬والفنان‭ ‬وليد‭ ‬التلاوي‭ ‬ومؤخرا‭ ‬سمعت‭ ‬فن‭ ‬الفنان‭ ‬الشاب‭ ‬احمد‭ ‬السوكني‭ ‬والفنان‭ ‬عماد‭ ‬قدوره‭ ‬ومع‭ ‬هذه‭ ‬الاصوات‭ ‬التي‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬الاصيل‭ ‬حتي‭ ‬وصل‭ ‬الي‭ ‬خارج‭ ‬حدودنا‭ ‬الليبية‭ ‬وتبقى‭ ‬بلادنا‭ ‬ارض‭ ‬الابداع‭ ‬والمبدعين‭ .‬

    أيضا‭ ‬تألق‭ ‬بحضوره‭ ‬الفنان‭ ‬الشعبي‭ ‬عمر‭ ‬المزداوي‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬فن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬قائلا‭ ‬ّ‭:‬

الحقيقة‭ ‬انا‭ ‬اريد‭ ‬تأكيد‭ ‬كلامي‭ ‬عن‭ ‬فننا‭ ‬الراقي‭ ‬انه‭ ‬لون‭ ‬طربي‭ ‬رائع‭ ‬ولكن‭ ‬تم‭ ‬تغيره‭ ‬ولم‭ ‬يبقَ‭ ‬علي‭ ‬لونه‭ ‬الاصلي‭  ‬لأنه‭ ‬اليوم‭ ‬ليس‭ ‬كم‭ ‬كان‭ ‬بالونه‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬هو‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬عمق‭ ‬تراثنا‭ ‬الاصيل‭  ‬ولا‭ ‬يجوز‭ ‬تغيره‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬وهنا‭ ‬نطلب‭ ‬على‭ ‬انه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كلماته‭ ‬والحانه‭ ‬و‭ ‬ادائه‭  ‬حتي‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬يرد‭ ‬ان‭ ‬يتغني‭ ‬به‭ ‬يحرص‭ ‬علي‭ ‬ان‭ ‬يجيد‭ ‬نطلق‭ ‬كلماته‭ ‬ويكون‭ ‬لحانه‭ ‬مؤكدًا‭ ‬وصحيحًا‭ ‬حتي‭ ‬لا‭ ‬يتغير‭ ‬حاله‭ ‬كم‭ ‬صار‭ ‬عليه‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬مؤخرا‭…‬

هي‭ ‬أصلا‭ ‬التغيرات‭ ‬الفنية‭ ‬غيرت‭ ‬معها‭ ‬جوهره‭ ‬التراثي‭ ‬لهذا‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭  ‬وأصبح‭ ‬نوعًا‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالفرانكوني‭  ‬وليس‭ ‬بالمرسكاوي‭ ‬وهذه‭ ‬التغيرات‭ ‬قلبت‭ ‬المرسكاوي‭ ‬رأسًا‭ ‬علي‭ ‬عقب‭ ‬وهنا‭ ‬اقول‭ ‬انا‭ ‬ليس‭ ‬ضد‭ ‬التطور‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬الان‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬ومع‭ ‬احترامي‭ ‬للبعض‭ ‬ليس‭ ‬بفن‭  ‬بل‭ ‬هو‭ ‬مدح‭ ‬للآخرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسب‭ ‬المال‭ ‬وليس‭ ‬فنًا‭ ‬والحقيقة‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬اشتهروا‭ ‬حين‭ ‬قدموا‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬على‭ ‬اصوله‭ ‬ودون‭ ‬أي‭ ‬تغيير‭ ‬عليه‭ ‬وهم‭ ‬الفنان‭ ‬دريس‭ ‬الدراسي‭  ‬والفنان‭ ‬ناجي‭ ‬ميلاد‭  ‬والفنان‭ ‬علي‭ ‬ويكا‭  ‬والفنان‭ ‬سعد‭ ‬البرعصي‭ ‬والفنان‭ ‬عبد‭ ‬الجليل‭ ‬عبد‭ ‬القادر‭ ‬والفنان‭ ‬مهدي‭ ‬الهيلع،‭ ‬ونترحم‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬توفاه‭ ‬الله‭ ‬منهم‭  ‬هذه‭ ‬الاجيال‭ ‬التي‭ ‬أحيت‭ ‬المرسكاوي‭ ‬ونحترم‭ ‬من‭ ‬مازال‭ ‬محافظ‭ ‬في‭ ‬فنه‭ ‬ومحافظ‭ ‬علي‭ ‬تراثه‭ ‬الاصيل‭ .‬

وليد‭ ‬التلاوي‭ ‬والفنان‭ ‬فوزي‭ ‬المزداوي‭ ‬والفنان‭ ‬عصام‭ ‬العبيردي‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬تبقي‭ ‬بلادنا‭ ‬هي‭ ‬منبع‭ ‬اللون‭ ‬الفني‭ ‬المميز‭ ‬الذي‭ ‬يجد‭ ‬أصداء‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭ ‬وأكيد‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬المرسكاوي‭ ‬يعد‭ ‬فن‭  ‬الناس‭ ‬ومازال‭ ‬يتعايش‭ ‬معنا‭ ‬وحاضرا‭ ‬حتي‭ ‬في‭ ‬مناسباتنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خاصة‭ ‬الأفراح‭ . ‬

‭ ‬

‭ ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى