رأي

ازيلوا كل المعسكرات كي تنجو عاصمتكم

زكريا محمد

  ‬من‭ ‬الهم‭ ‬ومعاناة‭ ‬ورعب‭ ‬الأحداث‭ ‬كلها‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬طيلة‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬كانت‭  ‬الفائدة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬خرجنا‭ ‬بها‭ ‬ويمكن‭ ‬ان‭ ‬نحسبها‭ ‬لصالح‭ ‬طرابلس‭ ‬وأهلها،‭ ‬هي‭ ‬ازالة‭ ‬معسكر‭ ‬الـ‭ )‬77‭( .‬

ااااه‭ ‬لو‭ ‬يحكي‭ ‬أهالي‭ ‬الأحياء‭ ‬المحيطة،‭ ‬عن‭ ‬الأهوال‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليهم‭ ‬نتيجة‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬حيهم،‭ ‬وتحيط‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬بيوتهم‭ …‬

إزالته‭ ‬تعني‭ ‬ياسر‭  ‬ما‭ ‬عانينا،‭ ‬ياسر‭ ‬رعب‭ ‬ونار‭ ‬وفقد‭ ‬ودم،‭ ‬غير‭ ‬قصف‭ ‬الناتو‭ ‬بروحه‭ ‬رواية‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬أجزاء،‭ ‬ولسنا‭ ‬في‭ ‬معرض‭ ‬ذكر‭ ‬هذا‭ ‬الآن‭ ..‬

المهم‭ ‬كل‭ ‬الحروب‭ ‬التي‭ ‬دارت‭ ‬بطرابلس‭ ‬كان‭ ‬الضحايا‭ ‬أهلها‭ ‬وسكانها،‭ ‬فقد‭ ‬اشتعلت‭ ‬نيرانها‭  ‬في‭ ‬شوارعهم،‭ ‬وأزقتهم،‭ ‬وسعاياتهم‭ ‬وفوق‭ ‬سطوح‭ ‬عماراتهم،‭ ‬مدارسهم،‭ ‬وأسواقهم،‭  ‬مساجدهم،‭ ‬محالتهم‭ ‬والطرق‭ ‬التي‭ ‬يسير‭ ‬عليها‭ ‬أطفالهم‭  ‬وشيوخهم‭  ‬وعجائزهم‭.. ‬الخ‭ . ‬

نحن‭ ‬أهالي‭ ‬هذه‭ ‬المدينة‭ ‬ضحايا‭ ‬هذه‭ ‬الحروب،‭ ‬غير‭ ‬من‭ ‬الرصاص‭ ‬الطائش‭ ‬كم‭ ‬فقدنا‭ ‬من‭ ‬اعزة‭ ‬على‭ ‬قلوبنا،‭ ‬ومن‭ ‬أبناء‭ ‬وجيران‭ ‬وأقارب‭ .‬

نعود‭ ‬لمعسكر‭ ‬الـ‭ )‬77‭( ‬وقرار‭ ‬الازالة،‭ ‬ولنربط‭ ‬الأحداث‭ ‬ببعضها،‭ ‬لنجد‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الخراب‭  ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬بطرابلس،‭ ‬سببه‭ ‬وجود‭ ‬كم‭ ‬كبير‭ ‬بل‭ ‬كبير‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬المعسكرات‭ ‬والثكنات‭ ‬العسكرية‭ ‬داخل‭ ‬بل‭ ‬بقلب‭ ‬أحياء‭ ‬المدينة،‭ ‬مقرات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬ورغم‭ ‬حجمها‭ ‬الكبير‭ ‬تكاد‭ ‬تضيق‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬أسلحة،‭ ‬وملغمة‭ ‬للسقف‭ ‬بالذخيرة‭ ‬على‭ ‬شتى‭ ‬أنواعها‭ .. ‬شي‭ ‬ذخيرة‭ ‬مدفعية،‭ ‬وآخر‭ ‬للدبابات‭ ‬والهاوتزر،‭ ‬وعدد‭ ‬بلا‭ ‬حصر‭ ‬ذخائر‭ ‬هاون،‭ ‬و‭ ‬آر‭ ‬بي‭ ‬جي،‭ ‬وخلي‭ ‬عليك‭ ‬الرقيق‭ ‬متع‭ ‬الـ‭)‬23و‭ ‬14‭.‬5‭(‬والبنادق‭ ‬والمسدسات‭ .‬

والصراعات‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬علينا‭ ‬وستعود‭ ‬لتمر‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬تدور‭ ‬كلها‭ ‬بين‭ ‬الفصائل‭ ‬المختلفة،‭ ‬لأجل‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المقرات‭ ‬بما‭ ‬فيها،‭  ‬وفي‭ ‬عرفهم‭ )‬يقولون‭ ‬غنيمة‭( ‬في‭ ‬حين‭ ‬نردّد‭ ‬نحن‭ ‬تحت‭ ‬القصف‭ ‬العشوائي‭  )‬يارب‭ ‬نسالك‭ ‬السلامة‭( .‬

وأنا‭ ‬اناشد‭ ‬المعنيين‭ ‬جميعًا‭ ‬بشتى‭ ‬أشكالهم‭ ‬وتوجهاتهم‭ ‬إنّ‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬قلوبكم‭ ‬مقدار‭ ‬ذرة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬لهذه‭ ‬المدينة،‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬بها‭ ‬نفس‭ ‬المقدار‭ ‬من‭ ‬الشفقة‭ ‬على‭ ‬أهلها،‭ ‬فاعملوا‭ ‬على‭ ‬تحييدهم‭ ‬من‭ ‬حروبكم،‭ ‬التي‭ ‬نعلم‭ ‬أنها‭ ‬حتمًا‭ ‬لم‭ ‬تنتهي‭ ‬بعد،‭ ‬وذلك‭ ‬بنفس‭ ‬الإجراء‭ ‬الذي‭ ‬ازلتم‭ ‬به‭ ‬معسكر‭ ‬77‭ .. ‬استمروا‭ ‬في‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬ازيلوا‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المعسكرات‭ ‬والمقرات‭ ‬والثكنات‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬مدينتنا‭ .. ‬ازيلوها‭ ‬كما‭ ‬الورم‭ ‬الخبيث‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬عاصمتكم‭ ‬كي‭ ‬تحافظوا‭ ‬عليها‭ ‬بالتالي‭ ‬أهلها‭ ‬ومعالمها‭ ..‬

وكان‭ ‬أنتم‭  ‬ما‭ ‬هداكم‭ ‬الله‭ ‬ولم‭ ‬تقرروا‭ ‬ترك‭ ‬اسلحتكم‭ ‬،‭ ‬وايقاف‭ ‬حروبكم‭  ‬،‭ ‬لتشتعل‭ ‬معاركم‭ ‬بعيدا‭ ‬،‭ ‬بعيدا‭ ‬جدا‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬في‭ ‬الخلاء‭ ‬،‭ ‬حينها‭ ‬ستكون‭ ‬حروبكم‭ ‬حروب‭ ‬رجال‭ ‬الوجه‭ ‬للوجه‭ ‬لا‭ ‬اختباء‭ ‬خلف‭ ‬الاهالي‭ ‬الامنين،‭ ‬أو‭ ‬تحصينات‭ ‬خلف‭ ‬بيوتهم‭ ‬ومساجدهم‭ ‬ومدارسهم،‭ ‬وثقوا‭ ‬وتأكدوا‭  ‬أن‭ ‬الحزن‭ ‬والالم‭ ‬لن‭ ‬يغادرنا‭  ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬غادرتم‭ ‬مدينتنا،‭ ‬فمن‭ ‬تدفعون‭ ‬بهم‭ ‬للمعركة‭ ‬ويكون‭ ‬القتل‭ ‬او‭ ‬الاعاقة‭ ‬مصيرهم‭ ‬،‭ ‬هم‭ ‬ابنائنا‭ ‬وفلذات‭ ‬اكبادنا‭ .. ‬

وسنبكيهم‭ ‬دمعًا‭ ‬ودًما،‭ ‬فنحن‭ ‬وبلادنا‭ ‬الخاسر‭ ‬الاكبر‭ ‬نتيجة‭ ‬رحيلهم‭  .. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬بمدارسهم،‭ ‬أو‭ ‬كلياتهم‭  ‬وجامعاتهم‭  ‬يرسمون‭ ‬لهذه‭ ‬البلاد‭ ‬مستقبلها‭ ‬الزاهر‭ .. ‬ويجعلون‭ ‬من‭ ‬احلامها‭ ‬واقعًا‭ ‬جميلًا‭ ‬ومبهرًا‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى