رأي

اشكاب والمعيشة والفقر والاقتصاد الليبي

أمين مازن

أوكل‭ ‬الصالون‭ ‬الثقافي‭ ‬لـحزب‭ )‬السلام‭ ‬والازدهار‭( ‬إلى‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬اشكاب‭ ‬أحد‭ ‬أساتذة‭ ‬الاقتصاد‭  ‬بجامعة‭ ‬مصراتة‭ ‬تخصيص‭ ‬محاضرة‭ ‬السبت‭ ‬لما‭ ‬يشهده‭ ‬الواقع‭ ‬الليبي‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬الأحوال‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتجليات‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تدنّي‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للدينار‭ ‬الليبي‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬ضرويات‭ ‬الحياة‭ ‬ووصولا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬فوق‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تؤكده‭ ‬عديد‭ ‬الإحصائيات‭ ‬وما‭ ‬تشير‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬نِسَبِ‭ ‬الفقر‭ ‬الذي‭ ‬يوصَف‭ ‬غالباً‭ ‬بالمدقع،‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬عدمها‭ ‬يُستخلص‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للمُراجع‭ ‬أن‭ ‬يحدد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬هذا‭ ‬المستوى‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬متسلحاً‭ ‬في‭ ‬أقواله‭ ‬هذه‭ ‬مجتمعة‭ ‬بجملة‭ ‬من‭ ‬الاحصائيات‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬علمياً‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬لكل‭ ‬باحث‭ ‬يتوخى‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬بحثه‭ ‬والإقناع‭ ‬برأيه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬إليها‭ ‬بوضوح‭ ‬ويتبنى‭ ‬ضرورة‭ ‬معالجتها‭ ‬بقوة،‭ ‬والحق‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬خاض‭ ‬فيه‭ ‬المحاضِرُ‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬الملموسة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬كبير‭ ‬جهد‭ ‬لتبيانها‭ ‬فقد‭ ‬طال‭ ‬الغلاء‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز‭ ‬إلى‭ ‬السلع‭ ‬المعمّرة‭ ‬إن‭ ‬صح‭ ‬التعبير‭ ‬والتي‭ ‬تحولت‭ ‬بالنسبة‭ ‬للكثيرين‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬الحلم،‭ ‬فإذا‭ ‬ما‭ ‬حاول‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الأسباب‭ ‬وبالذات‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬في‭ ‬الأربعة‭  ‬عشر‭ ‬سنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬قفل‭ ‬لتصدير‭ ‬البترول‭ ‬واحتكام‭ ‬للسلاح‭ ‬ووجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حكومة،‭ ‬كانت‭ ‬الشواهد‭ ‬لديه‭ ‬شديدة‭ ‬الوضوح‭ ‬وتمظهراتها‭ ‬أكثر‭ ‬استفزازاً‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬حلَّ‭ ‬بالناس‭ ‬جرّاء‭ ‬ارتفاع‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬والذي‭ ‬آخر‭ ‬أسبابه‭ ‬الرسوم‭ ‬التي‭ ‬فُرِضَت‭ ‬بموجب‭ ‬اقتراح‭ ‬بنك‭ ‬ليبيا‭ ‬وموافقة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الانقسام‭ ‬الذي‭ ‬ابتليت‭ ‬به‭ ‬البلاد‭ ‬والنتائج‭ ‬كما‭ ‬يعلم‭ ‬كل‭ ‬منصف‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬قبول‭ ‬الذين‭ ‬خسروا‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬فأصروا‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬مواعيد‭ ‬وأمكنة‭ ‬تسليم‭ ‬السلطة،‭ ‬فرأى‭ ‬الطرف‭ ‬المقابل‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يطمئن‭ ‬فوظّفه‭ ‬للشروع‭ ‬في‭ ‬الانفراد‭ ‬لتكون‭ ‬النتيجة‭  ‬قسمة‭ ‬المجالس‭ ‬وبقية‭ ‬المواقع،‭ ‬ونبقى‭ ‬في‭ ‬محاضرتنا‭ ‬فنقدِّر‭ ‬للذين‭ ‬تناولوا‭ ‬المحاضرة‭ ‬بالتعليقات‭ ‬والأسئلة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬مجتمعة‭ ‬في‭ ‬لغة‭ ‬بنّاءة‭ ‬ومكاشفة‭ ‬مُشرِّفة‭ ‬تُحفِّزُ‭ ‬على‭ ‬المساهمة‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تحدث‭ ‬بعض‭ ‬المستجدات‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬المغادرة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬شخصياً‭ ‬فتعين‭ ‬أن‭ ‬أُعيد‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬قلت‭ ‬بأن‭ ‬أول‭ ‬مظاهر‭ ‬التصرف‭ ‬غير‭ ‬السليم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نقل‭ ‬الأسوأ‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬المالية‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬الذين‭ ‬حصدوا‭ ‬زرع‭ ‬انتصار‭ ‬فبراير‭ ‬فسارعوا‭ ‬بتعويض‭ ‬ضحايا‭ ‬العهد‭ ‬الزائل‭ ‬بما‭ ‬قُدِّرَ‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬دون‭ ‬إجراء‭ ‬المصالحة‭ ‬الوطنية،‭ ‬كما‭ ‬قرروا‭ ‬مكافآت‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬ومن‭ ‬في‭ ‬حكمه‭ ‬بمبالغ‭ ‬فلكية‭ ‬لينعكس‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬العقارات‭ ‬والعملات‭ ‬القابلة‭ ‬للتحويل‭ ‬وكذلك‭ ‬ما‭ ‬يُخصص‭ ‬لأصحاب‭ ‬المناصب‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬النقل‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أسعارها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬شراؤها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الوكلاء‭ ‬ودونما‭ ‬التزام‭ ‬بالمناقصات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬اللوائح‭ ‬السارية،‭ ‬فكان‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬التضخم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬واختفاء‭ ‬العدالة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فأدّى‭ ‬ذلك‭ ‬وغيره‭ ‬كثير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أفقد‭ ‬زوال‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬وتجاوزاته‭ ‬مما‭ ‬كنت‭ ‬اعتزم‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬فتعين‭ ‬التذكير‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬تحية‭ ‬الدكتور‭ ‬اشكاب‭ ‬على‭ ‬جهده،‭ ‬والحزب‭ ‬على‭ ‬التزامه‭ ‬بلقائه‭ ‬الأسبوعي‭ ‬أفضل‭ ‬الالتزام‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى