اسدل الستار على بطولة أمم افريقيا في نسختها الرابعة والثلاثين بملعب الحسن واترا بالعاصمة الايفوارية ابيدجان بتتويج مستحق لمنتخب صاحب الأرض والجمهور بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من المغادرة من الدور الأول دوري المجموعات لكن المنتخب المهلهل في الدور الأول كشر عن أنيابه في الأدوار الاقصائية واستطاع تجاوز كل من كان في طريقه إلى أن توج باللقب تتويج جعل أغلب المحللين والنقاد وعرافة كرة القدم الأفريقية والعالمية في موقف صعب لأن من كان في غرفة الانعاش وفي حالة موت سريري عاد إلى الحياة بكامل قواه أمر يؤكد أن مقولة كرة القدم علم غير صحيح تقترب إلى الواقع كثيرًا.
المنتخب الايفوري بعد الخسارة أمام نيجيريا بهدف وغيرها برباعية نظيفة في الدور الأول انتزع فوزًا على حامل اللقب والمرشد الأول للمحافظة عليه المنتخب السنغالي وفي النهائي استطاع حصد عصفورين بضربة واحدة والأمر يتعلق بالفوز على نيجيريا ورد الاعتبار لخسارة منها في الدور الأول وحيد اللقب التاريخي الثالث ببطولة الأمم الافريقية.
هذا بالنسبة للمنتخب الايفواري والتتويج المستحق أما ما يخصنا ويخص كرة القدم الليبية والعربية هو التراجع الكبير للكرة العربية أمام المنتخبات الافريقية والخروج الكبير لكافة المنتخبات العربية من الأدوار الأولى للنسخة 34 من بطولة الأمم الأفريقية في مشهد لم نكن نراه في أغلب النسخ السابقة ما يعنى ان الكرة العربية في شقها الأفريقي أصبحت تعانى وهي بحاجة إلى اعادة النظر بصوره كبيرة إلى كل مكونات اللعبة حيث لم تعد إسطوانة وجود المواهب التى ينقصها الاعداد السليم تشنف أذان من يسمعها وما شاهده الجميع في نسخه الكوت ديفوار من تطور على كل المناحي الفنية والمشاركة والتكتيكية وخصوصا البدنية التى وصلت إلى مراحل من الصعب على المنتخبات العربية مجارتها بما نراه من إعداد اليوم تبدو كرتنا الليبية خصوصا والعربية عموما في مفترق الطرق امام القوة الضاربة الافريقية التى أصبحت الصعب مواكبة التطور الذي نراه فيها.
وحتى على جانب البنية التحتية من ملاعب نجد أن اغلب الدول الافريقية هي اليوم في عملية تطوير لملاعبها بصورة سوف ذات بنية تحتية قوية وهنا أنا لا اتكلم عن الدول الافريقية المتقدمة في مجال البنية التحتية على غرار جنوب أفريقيا والمغرب بل اتحدث عن أفريقيا الفقيرة مثل تشاد التى وبعد أشهر سوف يكون لها «استاد» من اجمل الملاعب في أفريقيا
الوقت أصبح ينفذ أمام من هم على رأس الهرم في الكرة العربية لأن الأفارقة قادمون وبقوة .