امتحانات الشهادة الثانوية فى بلدنا ليبيا الحبيبة تنال اهتمامًا كبيرًا من النَّاس، فهي فضلاً عن كونها الامتحانات التي يعدها أغلب الطلبة مفترق الطريق بالنسبة لمستقبلهما هي أيضاً مبعث توترات يعاني منها كثير من الآباء والأمهات الذين يظلون في حالة ترقب وقلق لأداء أبنائهم في هذه الامتحانات ورغبة في الاطمئنان على سير أدائهم في امتحانات كل مادة لذا ما أن تأتي مرحلة إعلان النتائج حتى تزداد اللهفة المصحوبة بالخوف، وتعم حالة من الطوارئ في الأسرة ومحيطها الأوسع من الأقارب والأصدقاء الكل يسأل ويتصل ويبث المعلومات التي تختلط بالشائعات لتزيد الموقف لبسًا وغموضًا، وترفع معدل القلق والتوتر .
وما أن تعلن النتائج حتى تعم مشاعر الفرح والسعادة قلوب أولئك المتفوقين الذين أحرزوا نتائج عالية تؤهلهم للحصول على مقاعد دراسية في الجامعات والمعاهد العليا التي هي أبواب المستقبل المشرق كما يرونها، وفي المقابل يخيم الحزن ومرارة الخيبة على قلوب الطلبة الذين لم يحالفهم الحظ والتوفيق، وهي مشاعر قد تنسحب كذلك على أهلهم وذويهم.
يحدث هذا كل عام فى بلدنا ليبيا الحبيبة، قد تزداد وتيرة الأفراح والأتراح في عام، وقد تخف في آخر ، لكن المشاعر متشابهة تقريبًا، فرحًا، أو حزنًا، أو بين بين، وهذا ما حدث عند إعلان نتائج الامتحانات قى السنوات الماضية، فقد اتسمت بشيء من الغموض، واللبس على البعض ممن لم يطلعوا بما فيه الكفاية على التطويرات التي تم إحداثها في النظام التعليمي من إلغاء نظام الامتحانات التقليدية و إيجاد أفضل الوسائل التي تسهم في السير قدمًا بالعملية التعليمة واكتشاف أنسب وأنجح الطرق لذلك أدخل الحاسوب إلى المدارس وذلك كنوع من التطور للعملية التعليمية حيث تغيرت طريقة الامتحانات وأدخلت طريقة امتحانات الاختيار من متعددٍ، و أصبح المطبق )التصحيح الإلكتروني(.
واللافت للنظر أن الأغلبية تعتقد أنها طريقة أمريكية لكنها في الواقع ليست كذلك ومن المعروف أن هذه الطريقة متبعة في الجامعات الأمريكية، وكليات الطب ولكنها الآن تقحم امتحانات إتمام الشهادة الثانوية بما فيه من تغيير لآليات تقييم الطلبة، ومواصفات إعداد الامتحانات، وطبيعة المهارات والأفكار والمعارف التي وضعت هذه الامتحانات لقياسها وهو ما أدى إلى قدر من الشائعات والآراء المتضاربة، قد تعزى ربما إلى أن أجواء ما بعد إعلان نتائج الشهادة العامة خاصة بالنسبة للذين لم يحالفهم الحظ والتوفيق تميل على الأرجح إلى البحث عن تعليل وتفسير وتبرير، ولهذا تصبح مهيأة أكثر لتلقي أي شائعة، أو رأي، أو تفسير بغض النظر عن صحة المعلومات التي يستند إليها.
وفي المقابل هنالك بالفعل بعض الطلبة ومعهم أولياء أمورهم غير مقتنعين بالنتائج التي أحرزها أبناؤهم وهذا حق طبيعي للمرء أن يقتنع، أو لا لكن المهم أن يكون على بينة ووضوح خاصة وأن هنالك طرقًا وسبلًا وضعتها الوزارة تتيح للراغبين الاطلاع على أوراق إجاباتهم والتأكد من صحة إجاباتهم ودرجاتهم، ولكن البعض يقول إن الطريقة القديمة تعطي للطالب مجالًا للكتابة وبالتالي يكسب الطالب القدرة على ترتيب العبارات والمعاني وكذلك تحسين الخط وأن الطريقة القديمة أفضل من الطريقة الالكترونية لأن الطالب يعبر عن الحل الذي يريده ويأخذ مجالاً في الكتابة وهذا يكسب الطالب مهار وتحسيناً في الخط واللغة و تعطي فرصة للطالب في التعبير عن الحل بأكثر من طريقة.
أما الطريقة الحديثة فيوجد بها ميزة واحدة فقط وهي عدم الغش واعتماد الطالب على نفسه وأنها لا تعطي للطالب فرصة للتعبير اللغوي التي تنمي قدرة صياغة الألفاظ والتذوق الأدبي لدى الطالب، والامتحانات الإلكترونية لا تخدم أهداف العملية ألتعليمية خصوصًا في مادة اللغة العربية التي أساسها التذوق اللغوي والإحساس باللغة وجمالها والقدرة على الإبداع وعدم وجود الرسم فى المواد العلمية وكذلك مادة الجغرافيا.. و لا تعطي قياسًا لقدرة التلميذ أو مهاراته في بعض المواد مثل الرياضيات لعدم وجود أسئلة مقاليه تعطي الفرصة للتفكير والإبداع ومن هنا ننادي وزارة التعليم بتوفير الأسئلة المقاليه في الامتحان النهائي بنسبة 50% إلى الاسباب السالفة الذكر.