تحقيق حصري/ سالمة عطيوة
الحاج عثمان الطاهر رئيس جمعية حبوب فزان وعضو لجنة إستلام القمح المحلي من جهته قال :
بالنسبة لأنتاج الحبوب في الجنوب تعتبر الزراعة هي الحرفة الأساسية في الجنوب بنسبة 98% ويمتلك الجنوب الغربي حوالي 1700 دائرة بمساحة 50 هكتارا لكل دائرة تختص بزراعة القمح والشعير .
وكمية الإنتاج في سنة 2009 حوالي 585 الف طن من قمح صلب وطري وشعير ومازال الأنتاج مستمرا إلى الوقت الحالي بنفس الكمية هذا إذا ما كان أكثر ولكن للأسف الشديد لم تقم الدولة باستلامه من الفلاحين من سنة 2015 .
اما فيما يخص المشكلات والمعوقات التي يواجهها الفلاحون لا يوجد أي إهتمام أو دعم من وزارة الزراعة مطلقا فالمزارع بحاجة الى دعم وذلك بتوفير البذور وشراء المحاصيل من قبل شركات المطاحن .
وفي حال تم إستغلال كافة الاراضي الزراعية بالتأكيد ستكتفي ليبيا وسنغطي كافة الإحتياجات من الخبز والمكرونة والسميد وهذا في حال وجود وزارة زراعة ملتزمة بوقفة جدية مع المزارعين وفي حال القضاء على الجهات التي تقوم بتهريب ماينتج .
ونوه :إن جميع ماينتج وجميع الدوائر الزراعية هي تحت إشراف جمعية حبوب فزان .
الانتاج الزراعي للجنوب ..
لم يسلَّم إلى الدولـــــــــــة منذ سبع سنوات !!
أغلب المشاروعات بوادي عتبة متوقفة
نتيجة التسيب والعبث
فبراير خاص
تعتبر زراعة الحبوب من المحاصيل المهمة والتي تعود بتأمين المخزون الغذائي فالحبوب محصول رئيس في جميع دول العالم ويزرع القمح بشكل أساسيٍ في مشاريع الجنوب ولكن إلى الآن يعتبر إنتاج ليبيا للحبوب محدوداً،لا يحقق الاكتفاء الذّاتي ولذلك يعتبر مشروع زراعة الحبوب من المشروعات النّاجحة لو توفرت له سبل الدعم الحكومي اللازم لكل مراحله الانتاجية وتبلغ الأراضي الصالحة للزراعة في ليبيا، وفق البيانات الرسمية، نحو 3.6 ملايين هكتار، تعادل 2.07% من إجمالي مساحة البلاد،
لم يكن البحث عن المعنيين بهذا القطاع الحيوي بالأمر السهل وبعد عديد الاتصالات منهم من اجاب مشكوراً ومنهم من اعتذر ومنهم من مد لنا يد المساعدة عبر ارسال ارقام بعض المعنيين لاجراء اللقاءات .
واشار : الحاج عثمان : خلال الاسبوع الماضي كان لنا لقاء مع رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة بحضور وزيري الاقتصاد والتجارة محمد الحويج والعمل والتأهيل علي العابد الرضا تم خلاله بحث سبل دعم المزارع الليبي لانتاج القمح والشعير ووضع حلول نهائية لتدني انتاجهما
كما اجرينا لقاء مع د. ابو القاسم عامر . عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة سبها . استاذ جامعي / اكاديمي باحث في المجال الزراعي.
من المفيد التذكير بأن محاصيل الحبوب هي القمح والشعير والذرة تنجح زراعتها بمنطقة الجنوب الغربي الليبي وخاصة المنطقة الواقعة بين وادي الاجال ومنطقة حوض مرزق حيث التربة الخصبة والمياه الجوفية العذبة وهي صالحة لزراعة أغلب المحاصيل الحقلية والبستانية واشجار الفاكهة وعلى الاخص محصولي القمح والشعير والجدير بالذكر بأن قطاع الزراعة بالمنطقة قد قام بتوزيع قطع اراض بعقود انتفاع على بعض الفلاحين المهتمين بزراعة الحبوب (قطاع خاص ) فقد تم توزيع عدد 1700 قطعة ارض زراعية مساحة كل قطعة 50 هكتار بمساحة قدرها 85 الف هكتار مستغل منها حالياً حوالي 60 الف هكتار تقريباً ويبلغ متوسط الانتاجية بالمنطقة من 4-5 طن للهكتار تقريباً ومن المهم ذكره بأنه تتم زراعة القمح بصنفيه الطري والصلب وكما هو معلوم فإن القمح الطري يستخدم في صناعة رغيف الخبز والفطائر والقمح الصلب يستخدم في صناعة المكرونة بأنواعها المختلفة والكسكسي والسميد والمعجنات بصفة عامة .
*استاذ فيما تنحصر معوقات انتاج الحبوب في الجنوب ؟
اهم المعوقات التي تواجه الانتاج تنحصر في عدة عوامل منها :
– عدم توفر البذور الجيدة والتي تعطي اعلى أنتاج وجودة عالية وتقاوم الافات الزراعية وتتمتع بخصائص وراثية عالية حسب معايير العالمية .
– عدم توفر الاسمدة المطابقة للمواصفات الفنية والخالية من بذور الحشائش الضارة وتوفيرها في الوقت المناسب .
– انقطاع وتذبذب التيار الكهربائي الامر الذي يؤتر على كمية وجودة الانتاج .
– عدم توفر الات الحصاد والدراس والجررارات الزراعية والات اليذور ونتر السماد .
– غلاء اسعار مستلزمات الانتاج الزراعي في السوق المحلي وغير مطابقتها للمعايير المعتمدة .
– عدم توفر ورش خاصة بصيانة الالات والمعدات الزراعية مثل الجرارات الزراعية والات الحصاد والدراس والمضخات الغاطسة وغيرها من الالات .
– واخيراً وليس اخراً من بين اكبر المعوقات تسويق الحبوب وخاصة القمح ففي كثير من الحالات لا يتمكن الفلاح من تسويق انتاجه ولا توجد جهة معنية تهتم بشراء محصول القمح الامر الذي يضطر الفلاح الى بيع المحصول بأسعار اقل من سعر التكلفة .
* وهل العوامل المناخية لها دور في نذرة الانتاج ؟
مما لاشك فيه ان العوامل المناخية لها تأثير مباشر وبعضها ايجابي والبعض الاخر سلبي وفيما يخص محاصيل الحبوب وخاصة محصول القمح والشعير والذرة فإن مناخ الجنوب الليبي يعتبر مناسب الى حد كبير لزراعة محاصيل الحبوب خاصة تحت نظام الري المحوري الذي يعطي النبات احتياجاته المائية دون تبذير او اسراف بمعنى ان المناخ له تأثير ولكنه ليس سلبي والدليل ان متوسط انتاجية الهكتار 5. طن للهكتار في المتوسط وفي بعض الحالات يصل متوسط الانتاج الى 6 طن للهكتار وهذا معدل جيد .
* هل هناك خطة بديلة تمكن منتجي الحبوب لتوفيره في السوق المحلي وتحقيق الاكتفاء المحلي ؟
اعتقد انه حان الوقت لكي تهتم الدولة الليبية بوضع الخطط اللازمة للانتاج بنسبة مقبولة من احتياجات البلاد من القمح وهو مايسمى بسياسة الامن الغذائي وتحقيق جزءا من الاكتفاء الذاتي النسبي بمعنى ليس بالإمكان في ليبيا بتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل ولكن يمكن تحقيق نسبة 25-30% ويمكن ان ترتفع هذه النسبة تدريجياً وذلك بوضع سياسة تنموية متوازنة وفعالة من خلال تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجال انتاج الحبوب وخاصة القمح وعن طريق توفير مستلزمات الانتاج الزراعي مثل ( البذور، السماد، المضخات الغاطسة ، الجرارات ، الات الحصاد والدراس ، وراس المال العامل ) كما لاننسى توقيع عقود مع الفلاحين بشراء المحصول وتحديد سعر الشراء منذ بداية موسم الزراعة وبسعر تشجيعي حتى يتحفز الفلاح للزراعة .
من خلال بحثنا عن المشاريع المهمة للحبوب وجدنا عدة مشاريع لعل اكبرها مشروع مكنوسة الزراعي ببلدية وادي عتبة والذي يحتوي على دوائر زراعية لإنتاج الحبوب تبلغ مساحتها الإجمالية 5000 هكتار وكذلك مشروع الديسة لإنتاج الحبوب بمساحة إجمالية تقدر 1500 هكتار .
لهذا اتصلنا : بمدير مكتب الزراعة ببلدية وادي عتبه أ. مهدي ادريس:من جانبه قال :
ببلدية عدة مشاروعات منها مشروع ( مكنوسة ، تساوة ، برجوج ) هناك انتاج حالياً ولكن ضعيفة حقيقاً لا تتوفر عندي معلومات دقيقة حولها .
قمنا بدورنا بالاتصال بعميد البلدية أ. عبدالرحمن الصالحين عميد بلدية وادي عتبة لتوضيح الصورة اكثر حول المشاريع القائمة ببلدية فقال :
يوجد بالبلديه عدد 3مشاروعات كبرى لزراعة القمح والشعير وهي مشروع مكنوسه الانتاجي لزراعة القمح والشعير ويحتوي على 120 دائرة عن طريق الرش الدايم كل دائرة تبلغ 45 هكتار ولكن لاسف لاتعمل كل الدوائرة سوي 25 دائرة وبالنسبه لمشروع تساوه لاكثار وتحسين البذور يوجد به 25 دائرة تعمل منها 20 فقط وبالنسبه لمشروع برجوج يوجد به 95 دائرة تعمل منها في الوقت الحالي30 دائرة كما يوجد بالمشروع انتاج حيواني متمثل في الابل والابقار و الاغنام في السابق هذه المشاريع كانت تتبع وزارة الزراعه ولكن للاسف بعد الاحدات تعرضت المشاريع للاهمال والتسيب وكذلك بعضها تعرض للعبث ، وحالياً المشاريع تتبع لادارة الاستثمار العسكري وبداء العمل بها عن طريق الاستثمار من قبل الاهالي وبدات الحياة تذب من جديد وبداء الانتاج وفق الامكانت المتوفره.
وعن سؤالنا حول دور البلدية بخصوص قطاع الزراعة؟
دور البلديه بقطاع الزراعه تقوم البلديه بالاشراف والمتابعه لهذا القطاع الحيوي من ناحية دعمه لوجستيا فيما يتعلق بتوفير المقر وتوفير الاثات اللازم وفق الاحتياج كذالك قام القطاع بالمعرض الزراعي الاول بالبلديه حيث شارك فيه الفلاحين والجمعيات الزراعيه والجمعيات التي تهتم بالزراعه والشركات التي تعمل بهذا النشاط من داخل البلديه ومن خارجها عرض فيه كل الانشطه والمنتجات الزراعيه في المنطقه كما تم عرض تطور الزراعه والمراحل التي مرت من خلالها تاريخيا.
من جانبه قال احد المزارعين بمدينة سبها خلال الاعوام الماضية كانت كميات الانتاج كبيرة ونظراً لعدم شراء محصول القمح من المزارعين سبب بأزمة للمزارعين مما يدفعهم لتخلي عن مهنة الزارعة لان عليهم التزامات والحكومات المتعاقبة لم تلتفت لهم .
د : على فرج الاصفر : عضو هيئة تدريس بجامعة الزيتونة . كلية التجارة : قسم الاقتصاد .
هل تلوح في الافق ازمة غداء وتوفيره خاصاً ان العالم يمر بإزمة حقيقة لتوفير الحبوب والتي تعتبر الغداء الرئيسي للانسان ؟
يعتبر الغداء من اهم المشكلات التي تعاني منها البشرية في عصرنا الحاضر وستظل مشكلة الغداء قائمة مادامت غالبية السكان تعاني من سؤ التغذية وهذا له اثاره السلبية على فعالية الانسان الانتاجية ويضعف الجسم ويقلل من قدرته على مقاومة الامراض ، عليه فإن الازمة التي يمر بها العالم اليوم من صراعات وعدم استقرار له اثر سلبي على كل الدول عامة وليبيا خاصة .
ماذا عن الاقتصاد الليبي هل له القدرة على مواجهة هذه الازمة ؟
الاقتصاد الليبي يعتبر من ضمن الاقتصادات الهشة في الدول النامية وليس له القدرة على مواجهة الازمات التي يتعرض لها الاقتصاد الوطني سوء ازمة القمح الحالية وغيرها من الازمات الاخرى وذلك نتيجة عدم وجود سياسات اقتصادية واضحة فسرعان ما اثرت تداعيات الحرب بين روسيا واوكرانيا على الاسعار في الاقتصاد المحلي من ارتفاع سلعة الدقيق ورغيف الخبز الاقتصاد الليبي يعتمد على قطاع وحيد وهو قطاع النفط ومما يزيد الأمور اكثر تعقيد هو انتشار ظاهرة الفساد المالي والاداري لذا يجب على الحكومة تشيجع المزارعين ودعمهم بكل الامكانيات الازمة لزراعة القمح والشعير وهناك مساحات كبيرة بالدولة الليبية صالحة لمثل هذه المنتوجات ( القمح ، الشعير ، وغيرها من الحبوب ) خاصة في الجنوب الليبي حيت تتوفر المياه والارض الخصبة الصالحة للزراعة واضاف : على الحكومة ايضاً تحمل تداعيات التضخم وتفعيل كل السياسات الاقتصادية اللازمة وضرورة اتخاد كل مايلزم لحل المختنقات التي يتعرض لها الاقتصاد المحلي وختم بقوله : كان من الضروري الاهتمام بقطاع الزراعة من وقت سابق ونحتاج في هذه الفترة الجدية في الانتاج وتنوعه ولا تظل مجرد امنيات .
كلمة المحررة :
اكملت اللقاءات ولم اتوقف عن البحث عن المشاريع الزراعية في الجنوب الليبي والذي نأمل فيه اجراء العديد من اللقاءات الاخرى وان تكون على ارض الواقع وهذه هي اهم المشاريع والتي تشمل عدة مشاريع زراعية مختلفة حيت تتواجد المشروعات الزراعية العامة في ثلاث مناطق جغرافية في ليبيا وهي : منطقة الجنوب الغربي ( منطقة فزان) وبها مشروع مكنوسة ومشروع برجوج ومشروع الدبوات ومشروع الديسه والمنطقة الوسطى (وادي بوشيبة) وبها مشروع ابوشيبه ، والجنوب الشرقي ( منطقة السرير والكُـفـرة ) وبها مشروع السرير جزء شمالي وجزء جنوبي ومشروع الكُـفـرة الإنتاجي ( منطقة
الدراسة ) .
الامن الغدائي واجب وطني تقع مسئوليته على الادارة والارادة السياسية والاقتصادية الصادقة بعيداً عن السمسرة بقوت المواطن وبعيداً عن الاحتكار بكل انواعة سؤ ان كان المنتوج محلي او مستورد وشهر رمضان على الابواب ونشاهد الارقام الجنونية لمادة الطحين لهذا وجب علينا فتح هذا الملف ليعي كل المسؤولين والتجار حجم المأساة خاصة وان العالم يمر بأزمات متلاحقة بداية بجائحة كورونا واخرها الحرب الروسية الاوكرانية ، الخطر ليس بعيداً عنا فشبح ازمة غداء ستطرق ابواب كل الدول وتبقى الخطط ورسم السياسيات الاقتصادية بعيدة المدى هي الكفيلة للتأمين الامن القومي الغدائي للدولة الليبية .