رأي

البحث عن رجل رشيد عبر القوقل

محمد الرحومي

كل‭ ‬الأساسيات‭ ‬لبناء‭ ‬دولة‭ ‬متنامية‭ ‬ومتناغمة‭ ‬مع‭ ‬نسيجها‭ ‬الاجتماعي‭ ‬موجودة‭ ‬وكل‭ ‬الأسس‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وحتى‭ ‬الجيوغرافية‭ ‬متوفرة‭ ‬لانطلاقة‭ ‬دولة‭ ‬متقدمة‭ ‬منافسة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭.. ‬الموقع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والثروات‭ ‬الجوفية‭ ‬والمائية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬متوفرة‭.‬

إمكانية‭ ‬التسويق‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬على‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬سهلة‭ ‬ومتوفرة‭ ‬ومنافسة‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬بالعالم‭..‬إذا‭ ‬ماذا‭ ‬يحتاج‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وهذا‭ ‬الوطن‭ ‬حتى‭ ‬تتوقف‭ ‬عجلة‭ ‬ومؤشرات‭ ‬الإفلاس‭ ‬وتراجع‭ ‬عن‭ ‬مشهده‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬لقد‭ ‬استنسخنا‭ ‬تجارب‭ ‬الحرب‭ ‬والذخائر‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬ولكننا‭ ‬لم‭ ‬نحاول‭ ‬ولو‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة‭ ‬استنساخ‭ ‬تجارب‭ ‬ومشاهد‭ ‬التحول‭ ‬والتغيير‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬رواندا‭ ‬مثلا‭ ‬أو‭ ‬الصومال‭..‬

‭ ‬إشكالية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬ركام‭ ‬الذخائر‭ ‬والخردة‭ ‬الحربية‭ ‬فهي‭ ‬تنفذ‭ ‬ولكن‭ ‬المأزق‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬العقول‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬نغير‭ ‬مسار‭ ‬هيجانها‭ ‬وتركيزها‭ ‬صوب‭ ‬البناء‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنين‭ ‬ونحن‭ ‬نعاني‭ ‬العقول‭ ‬التي‭ ‬تولت‭ ‬إدارة‭ ‬ليبيا‭ .. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قضيتنا‭ ‬أبدا‭ ‬سلاح‭ ‬أو‭ ‬دولة‭ ‬معادية‭ ‬أو‭ ‬خلاف‭ ‬سياسي‭ ‬أو‭ ‬عرقي‭.‬

‭ ‬قضيتنا‭ ‬كانت‭ ‬ولازالت‭ ‬العقل‭ ‬المناسب‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب‭..‬قضيتنا‭ ‬في‭ ‬العقل‭ ‬وليست‭ ‬في‭ ‬العقيدة‭ ‬كل‭ ‬يمني‭ ‬النفس‭ ‬بالأمل‭ ‬والآمال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لنا‭ ‬غدا‭ ‬مشرق‭.. ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نجرد‭ ‬الفكر‭ ‬والعقل‭ ‬ونطوع‭ ‬الممتلكات‭ ‬والنيات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الآمال‭ ‬والطموحات‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬الدول‭ ‬المتنامية‭ ‬والتي‭ ‬خلقت‭ ‬لنفسها‭ ‬حلولاً‭ ‬أخرجتها‭ ‬من‭ ‬أنفاقها‭ ‬المظلمة‭ ‬استعانت‭ ‬بالعقول‭ ‬والأشخاص‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬المناسب‭ ‬تماما‭ ‬كسنغافورا‭ ‬ورواندا‭ ‬وغيرها‭.. ‬أما‭ ‬نحن‭ ‬فمازلنا‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬للقسمة‭ ‬والتراضي‭ ‬والمحاصصة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬نستوقف‭ ‬مشاهد‭ ‬الدم‭ ‬والموت‭ ‬ولو‭ ‬لفترة‭ ‬تهدئة‭.. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أمامنا‭ ‬إلا‭ ‬تشغيل‭ ‬محركات‭ ‬البحث‭ ‬علنا‭ ‬نجد‭ ‬حلا‭ ‬لذلك‭ ‬العقل‭ ‬الذي‭ ‬غاب‭ ‬عنا‭. ‬

‭#‬كونوا‭_‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى