كثيراً ما رددها العرب قديمًا، وتناقلتها الأجيال والأخبار دون معرفة من هي «براقش»؟!، وكيف جنت على نفسها كما في المثل الشهير )جنتْ على نفسها براقش(.
)براقش( هو اسم كلبة كانت لبيت من العرب، وكانت تحرس المنازل لهم من اللصوص وقطاع الطرق، فإذا حضر أناسٌ غرباء إلى القرية فإنها تنبح عليهم، وتقوم بمهاجمتهم حتى يفروا من القرية، وكان صاحب )براقش( قد علَّمها أن تسمع وتطيع أمره، فإذا ما أشار إليها بأن تسمح لضيوفه بالمرور سمعتْ وأطاعتْ، وإن أمرها بمطاردة اللصوص انطلقتْ لفعل ما تؤمر.
ومرتْ الأيامٌ وحدث ما لا يحمد عقباه، إذ حضر إلى القرية مجموعة من الأعداء، فبدأتْ )براقش( بالنباح لتنذر أهل القرية الذين سارعوا بالخروج من القرية والاختباء في إحدى المغارات القريبة، حيث إن تعداد العدو كان أكثر من تعداد أهل القرية، وفعلا خرج أهل القرية واختبئوا في المغارة، بحث الأعداء عنهم كثيرًا ولكن دون جدوى ولم يتمكنوا من العثور عليهم فقرَّر الأعداء الخروج من القرية وفعلًا بدؤوا بالخروج، فرح أهل القرية واطمأنوا بأن العدو لن يتمكن منهم، ولأن )براقش( اعتادت توديع الغرباء، بدأت بالنباح عندما رأتْ )براقش( أن الأعداء هموا بالخروج، حاول صاحبها أن يسكتها لكن دون جدوى، عند ذلك عرف الأعداء المكان الذي كان أهل القرية فيه مختبئين، فقتلوهم جميعًا بما فيهم )براقش(.
لذا اعتاد أهل المغرب ترديد المثل )جنت على نفسها براقش(، كلما مروا على قرية ووجدوها خاوية، وهذا تحديداً ما وصل إليه حال الفن الليبي الغني والعريق من حال الضعف والهوان والتعدي عليه وسرقته واستباحته من هنا وهناك بسبب هؤلاء «البراقيش» الذين يدعون، أو يسمون أنفسهم فنانين وهم لا صلة لهم به.
أصواتهم نشاز، وهي أقرب للنباح من كونها أصوات بشر، يسرحون ويمرحون دون قيد أو شرط أو ضوابط تظهر لنا الغث من السمين ناهيك عن سرقة الألحان وتوظيفها بالكلام المبتذل والهزيل لأشباه الكتَّاب وم ايزيد الأمر سوءًا الانحطاط الأخلاقي الذي تحث عليه هذه الأغاني والأدهى والأنكى والأمر أن هؤلاء )البراقيش( أصبحوا يمثلون الفن الليبي وينقلونه خارج ليبيا وأنزلوه منزلةً لا تليق بالفن الليبي أضف لذلك أن الفن الليبي بدأ يؤخذ وتنسب لغيره من الدول جهاراً نهاراً ولا من يحرك ساكن وإن والله لازلت الدهشة والذهول تنتابني من التفرج على ما يحصل والكل يدعي خوفه على الفن الليبي والأغلبية من يستاهمون فيما يحصل له .
لذلك من المهم بل من الواجب وعلى وجه السرعة إنشاء نقابة الفنانين والشعراء في ليبيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذنه قبل فوات الأول .