
ناقش نخبة من أطباء أمراض الصدرية والتنفسية مع عدد من الإعلاميين الليبيين كيفية التوصل لألية عمل تساهم في اقناع المدخنين بالاقلاع عنه وتخفيف أضراره الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها ، و اتفق الجميع في الجلسة الحوارية التي نظمتها شركة «ميد» المغاربية والمعنية بالشؤون الطبية الخميس في تونس ، على ضرورة العمل معا لكشف مخاطر هذه الآفة على متعاطيها والمحيطين بهم ، من خلال خطة عمل إعلامية صحية مشتركة لعلها تنجح في تحقيق الهدف و ترجمة الأفكار التي من الممكن العمل عليها في القطاعين المذكورين ومنها التوعية المبكرة للمدخنين المبتدئين تمكينا لهم من حماية صحتهم وتجنب الوقوع في الدائرة المغلقة للتدخين الإيجابي والسلبي . و أكد الأطباء علي أهمية مراجعة القوانين والسياسات المتبعة في ليبيا كافة للحد من مخاطر التدخين في الأماكن العامة ومتابعة تفشي هذه الظاهرة في المجتمع واستعراض الأسباب المؤدية إلى انتشارها ومنها عدم وجود رقابة على بائعي التّبغ، مما ساهم في تيسر حصول حتى الأطفال واليافعين عليها دون علمهم بخطورتها .
أثناء متابعتها لفعاليات هذه الجلسة المختصة رصدت «فبراير» ما دار فيها من نقاش و اراء و مقترحات حيث وصف الدكتور«حسين المصراتي» نائب مدير مستشفي طرابلس لامراض الصدرية ، التدخين السلبي بالمرض البطيء، ذو التأثير الكبير على جسم الإنسان ، لافتا الى عدم جدوى السجائر الالكترونية كبديل للتدخين التقليدي فهي لاتخفف من استهلاك النيكوتين كما يعتقد الكثيرون ، بل تسبب أمراض خطيرة علي الرئتين والجهاز التنفسي بشكل عام .
و لم يخف «المصراتي» قلقه على صحة المدخنين من الأطفال وشدد علي ضرورة نقل كل ما هو بشع ، و تفنيذ ما يشاع بينهم بأن السيجارة تعني الرجولة ، والحقيقة هي أمراض قاتلة لروح الابداع و النظافة والصحة ، وهنا يأتي دور الإعلام في التثقيف الصحي من خلال وسائل الاعلام ومكاتب التوعية في المستشفيات و المصحات .
الدكتور «هاشم بالخير» استشاري الأمراض الصدرية قال « لا أحد من الأطباء يضمن اقلاع مريضه عن التدخين و إقناعه بذلك ، فالتدخين ليس عادة التخلي عنها يعتمد على قوة الإرادة فحسب بل هو إدمان يتشكل في الدماغ بسبب تأثير النيكوتين ، ومخاطره تفوق كل التصورات ..» مستشهدا بما كشفته الدراسات الطبية العالمية عن احتواء دخان السجائرعلى مركبات و مواد كيميائية ضارة مسببة لأمراض السرطان ، و أمراض الرئتين والجهاز التنفسي والذبحة الصدرية وانتفاخ الرئة و الانسداد القصبي المزمن و نوبات الحساسية .
و أضاف مدة بقاء مريض ربو مدخن لا يتناول أدوية وأصيب بما يعرف لدينا«بالبردة» لا تقل عن 10 أيام في المستشفى، بينما غير المدخن لن تتعدي مدته 3 أيام بالكثير، و من هنا أؤكد ان الطب الوقائي عالميا هو الحل و الهدف و المسار ..» مؤكدا إيجاد العالم المتقدم بدائل للتدخين والسجائر التقليدية التي اعدت وزارات الصحة المتقدمة دراساتها و ابحاثها العلمية بخصوصها، و قدمتها لمنظمة الرقابة على الأغذية والأدوية الأمريكية فاطلعت عليها و بكل تأكيد قالت نعم .
واختتم «بالخير»مداخلته داعيا الجميع كل حسب تخصصه و دوره لتحمل مسؤولياته وبصفته طبيب صدرية مختص ولديه تجربة مع الاعلام أكد استعداده للتعاون مع كافة وسائل الإعلام وتنفيذ خطة إعلامية للكشف عن مخاطر آفة التدخين وتوعية المواطنين بأنها من أولي أسباب ارتفاع معدلات الوفيات في العالم.
الدكتور«محمد بن خيال» المتخصص في جراحة الصدر والرئتين رئيس قسمم امراض الصدرية في مركز طرابلس الطبي ، نبه إلى أن التدخين السلبي غير المرئي والذي غالبًا ما يُقلل من شأنه يشكل خطرًا صحيًا جسيمًا، خاصةً فيما يتعلق بسرطان الرئة ، كما يؤثرعلى الذين يعانون من الانسداد الرئوي المزمن، مما يسهم بشكل كبير في تفاقم الأعراض التنفسية وتعقيد علاج سرطان الرئة .
و فسر«بن خيال» عنوان الجلسة«التدخين بين الحقيقة والمغالطة» بقوله الحقيقة ثبت علميا انه آفة مضرة بالصحة تلحق أمراضا خطيرة بالجهازالتنفسي والبولي و المعدة و المريء و القلب و اللسان واللثة ، يقلل من العمر الافتراضي للإنسان يؤثر علي الشهية و الاكل الصحي ، و من المغالطات ان نقول انه عادة لايمكن التخلي عنها، واختتمت الجلسة بضرورة تعزيز خطط الإقلاع عن التدخين، و تثقيف الأجيال الجديدة منذ الصغر بخطورته ، وأن الخيار الأفضل أمام المدخنين البالغين خاصة هو الإصرار علي التوقف النهائي ومقاومة الرغبة في العودة إليه حتي يتم الإعلان عن منتجات بديلة قد تكون بديلاً ناجعا في استئصال هذه الافة التي لا حدود لاضرارها.