ثقافة

الترند أمر واقع

ربما كان المقصود هنا والمعول عليه في مثل هذه الظروف تحديدا، الكاتبُ أو المثقف العضوي، كما سماه أنطونيو غرامشي، بعلم ومعرفة وثقافة تحمّله باستمرار مسؤولية وطنية، بل أخلاقية، بالإسهام في مناصرة قضاياه المجتمعية العادلة من خلال كل الوسائل التثقيفية والتنويرية المتاحة، لا سيما في ظل انتشار التواصل الاجتماعي الذي حسر الهوة إلى حد بعيد جدًا بين الكاتب وقرائه، حتى أصبحت الكلمة أسرع انتشارًا، وأقوى تأثيرا بمساعدة كل هذه الوسائط المتعددة التي جعلت من التعرض للقضايا اليومية أمرًا أكثر يسرًا بل وإلزامًا في بعض الأوقات، فلم يعد للكاتب، أو المثقف، أو المؤثر، بمسميات اليوم وبما يتماشى مع مفهوم «الميديا» الجديدة، عذرٌ في التخلف عن أي قضية مجتمعية سواء أكان مناصرًا، أم معارضًا أم بين ذلك.

للكتابة أشكال متعددة وأغراض شتى، ولكل مقام مقال، ولكل لون إبداعي ما يناسبه من مواضيع، فإذا كانت الرواية مثلا تأريخًا إبداعيًا متمهلاً لقضايا المجتمع وهمومه وتبدلاته، كان المقال والتقرير الصحفي أكثر جدوى في التعرض لكل ما سبق بشكل يومي، وبالعودة لمكانة مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبح )الترند( حالة أمر واقع لا يمكن لكاتب أو قارئ تجاهله، فقضايا الناس أصبحت من يصنع الرأي ويقوده في عصر صحافة مواطن ذهب بها الإعلام الاجتماعي بعيدًا حتى كادت وسائل الإعلام التقليدية أن تبقى مجرد انعكاس لما تثيره )السوشيال ميديا( من قضايا مهما عظمت أو صغرت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى