تحت رعاية المركز الليبي لحرية الصحافة أُقيمتْ ندوة حول الإعلام والانتخابات صباح يوم السبت الموافق 24فبراير الماضي بمقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات )المركز الإعلامي(،وذلك لدعم العملية الانتخابية.
حضرها لفيفٌ من الإعلاميين من القنوات المرئية والمسموعة، والمقروءة، وباحثين إقليميين من تونس والجزائر ونُشطاء بالمجتمع المدني، والأحزاب السياسية، وعددٌ من أساتذة جامعات ليبية،والأستاذ محمد اليوسفي صحفي وباحث من تونس ورئيس تحرير «منصة الكتيبة» المختصة في الصحافة الاستقصائية، وهو عضوٌ بلجنة أخلاقيات المهنة بمجلس الصحافة التونسي، ومقدم برامج إذاعية وتلفزية.
ضمان النزاهة لا يتأتى إلا بالحد من تأثير المال السياسي
الندوةُ تناولتْ محاور َمتنوعة، وشاملة لموضوع رصد التعدَّدية السياسية في وسائل الإعلام في الحملات الانتخابية، وآليات التدقيق والتحقَّق من المعلومات، وبمشاركةِ مداخلات أثراها الحضور وذلك من خلال أربع جلسات حوارية اهتمت بتوعية الصحفيين، وآلية عملهم في جميع مراحل التغطية الانتخابية.
في ختام الندوة جراء نقاش عام حول المحاور وحول أهم المراحل التي مر بها تنفيذ مشروع الإعلام والانتخابات، وخلصت إلى نتائج وتوصيات.
د. محمد الأصفر رئيس مجلس الأمناء بالمركز الليبي لحرية قال :
يحرصُ المركز للوصول إلى انتخابات شفافة وديمقراطية مبنية على تغطية إعلامية ناجحة لذا تناولتْ الجلسةُ الأولى التعددية السياسية في وسائل الإعلام وأساليب الدعاية السياسية في الحملات الانتخابية، والّتي تُعقد ضمن نـــدوة «الإعلام والانتخابات،» والجلسة الثانية دور منصات التحقَّق من الأخبار في تدقيق المعلومات المتعلقة بالعملية الانتخابية والجلسة الثالثة كيفية تقديم تغطية صحفية منصفة لمسارات العملية الانتخابية، والجلسة الرابعة «دور المؤسسات والمجتمع المدني، والبعثات الدولية في مُراقبة الانتخابات».
« الأصفر» أشار إلى أن هدف الندوة دعم العملية الانتخابية حيث يُركز المركز على ملف الانتخابات ضمن رؤيتنا لبرنامج الإصلاح الهيكلي والقانوني لقطاع الصحافة والإعلام لإيماننا القوي بأن الإعلام يُمثل قاطرة إنجاح الانتخابات وضمان التعددية والنزاهة لا يتأتَ إلا بالحد من تأثير المال السياسي.
وأكد أن مركز حرية الصحافة يشدَّد على دعم مُبادرات تُفضي لإصلاح الإعلام وفقًا للمعايير الدولية المُتعلقة بحرية التعبير واستقلالية وسائل الإعلام ولن يكون ذلك إلا عبر سبيلٍ وحيد وهو إنشاء المجلس الأعلى للإعلام كأعلى سلطة إشرافيه مُستقلة على قطاع الإعلام والعمل على إقرار مقترح قانون الإعلام الذي علمت عليه المنظمة الليبية للإعلام المُستقلة والتي تشرفتُ أنني عملتُ كرئيس للجنة على مدار سنوات و التي صاغت مقترح القانون ونأمل أن نستأنف المفاوضات لإقراره إلا أن الأمر يتطلب ويحتاج لإرادة سياسية من الأعضاء بمجلس النواب ورئاستها .
أ. محمد الناجم المدير التنفيذي للمركز الليبي لحرية الصحافة قال:
لقد أصدرنا دليلًا استنادًا لشعار المركز )من أجل إعلام مهني حر( حرص منذ تأسيسه على المساهمة في خلق جيل إعلامي واعٍ من خلال الجوانب منها التدريب وفي مجال رصد الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، والمؤسسات الإعلامية ورصد خطاب الكراهية والأخبار المضلَّلة من خلال منظومة «فالصو» التي تساعد الصحفيين بالمعلومات والأخبار الصحيحة وتنبه من المغلوطة والمشوشة منها وفي مجال رصد التعددية السياسية في وسائل الإعلام الليبية وتم صدور أول تقرير لرصد اتجاهات الشخصيات السياسية في ليبيا. حالياً المركز يعمل على توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات المسح والرصد لأهم القضايا الإعلامية والسياسية والاقتصادية المثارة من قبل الرأي العام الليبي عبر «الإنترنت» ومواقع التواصل الاجتماعي إضافة إلى دعم المركز للصحفيين فيما يخص المناصرة القانونية والحقوقية لهم وللمؤسسات الإعلامية التي تتعرض للاعتداء، أو الانتهاكات غير المسؤولة وختم بتولي المركز نشاطه في مجال البحوث والتقارير ونشرها وتداولها للاستفادة من نتائجها من قبل الباحثين والدارسين والمتخصصين.
د. إبراهيم سالم اشتيوي عميد كلية الإعلام بجامعة الزيتونة قال:
تشرفتُ بالمشاركة في هذه الندوة التي نظمها المركز الليبي لحرية الصحافة، جاءت مشاركتي كرئيس للجلسة الأولى، الحقيقة تم طرح موضوعات جد مهمة، وتوضح التعددية السياسية والإعلامية والعلاقة بين الإعلام والتعددية السياسية وعن دور الإعلام في التوعية الانتخابية .
أ.انتصار ميلاد صحفية بالهيئة العامة للصحافة قالت :
إنَّ الإعلام يمثل قاطرة إنجاح الانتخابات وضمان التعددية والنزاهة و لا يتأت إلا بالحد من تأثير المال السياسي. وأشارتْ إلى المركز الليبي لحرية الصحافة الذي يعمل على تحسين وإصلاح المنظومة الإعلامية في ليبيا وذلك من خلال الاستعانة بالخبرات الإعلامية والصحفية من تونس، وأساتذة جامعة طرابلس وجامعة الزيتونة وخصتْ بالشكر للدكتور إبراهيم اشتيوي عميد الجامعة وأستاذ الإعلام والاتصال الذي لديه عديد المؤلفات البحثية والدراسية حول طرق البحث العلمي، ولديه حضور إعلامي في المؤتمرات المتعلقة بالإعلام والاتصال.. كما شكرت الأستاذ محمد الناجم ناشط بمجال حرية التعبير وحقوق الإنسان، ومستشار في برامج الإصلاح الهيكلي والقانوني لقطاع الإعلام، عمل بعديد المؤسسات الإعلامية الليبية، والدولية بجانب اهتماماته بمجال تقنيات الزراعة الحديثة والمُستدامة.
أ. ازدهار عطية البربار عضو هيئة تدريس كلية الإعلام جامعة الزيتونة ورئيس قسم الإذاعة والتلفزيون قالت :
ما يميز الندوة حضور أساتذة أكاديميين متخصصين وقانونيين، وأحزاب، وصحفيين من عدة قنوات وصحف كما ميزها حضور قامات من الصحفيين والباحثين من تونس.
وأشارت إلى صحافة التحري والتدقيق التي يجب على كل صحفي، أو إعلامي أن يقوم بالتحقَّق من المعلومات قبل نشرها ولا يحقق الصحفي في الآراء والانطباعات والتخمينات والمواقف بل في التصريحات والأخبار المتداولة التي تتضمن وقائع ومعلومات قد تكون غير صحيحة ومضلَّلة؛ فالإعلام عامة يعمل من أجل التثبت من صحة المعلومات.
من جانبها قالت أ. إيمان عطية الربار رئيس قسم الإعلام العامة جامعة الزيتونة جئنا من ترهونة للاطلاع على بحوث الأكاديميين والإعلاميين وللمساعدة في الأبحاث المقرر تنفيذها في المستقبل والوقوف على تقرير الرصد التابع للهيئة ومعرفة أوجه القصور في الإعلام الليبي وكيف سيؤثر في العملية الانتخابية الليبية القادمة .
أ. نادية مدير مكتب الإعلام بمنتدى المرأة الليبية قالت:
أسعدني الحضور بين قامات إعلامية وصحفية كصحيفة «فبراير» حيث تميزت الندوة بوجود إعلاميين من تونس والجزائر لمناقشة الجانب الإعلامي الديمقراطي.
وأوصت المركز الليبي لحرية الصحافة بإعداد برنامج ندوة في الإعلام الأخلاقي والتقيد بشرف المهنة خاصة مع قرب الانتخابات.
أ. راضية الزنتاني صحفية ومصورة بالهيئة العامة لصحافة قالت : أسهمت الندوة في إضافة معلومات لأطروحة الماجستير التي أنا بصدد إنجازها .
وأشارتْ إلى محور التضليل الإعلامي السياسي الذي يكيف العمليات الانتخابية ويزيد من الصراع بسبب خطاب الكراهية.
وأضافت على المؤسسات الإعلامية من صحفيين وإعلاميين أن يتحملوا مسؤوليتهم فيما ينشروه من أخبار؛ )فـالصو( أي غير دقيقة وعليهم التحري والبحث عن الرصد المحتوى وإظهار الحقيقة.
د.عمار المصباحي رئيس قسم الصحافة جامعة الزيتونة قال: ن
حن في حاجة ماسة إلى مثل هذه الندوات خاصة فيما يتعلق بعملية رصد ومتابعة الأخبار الزائفة والمفبركة خلال فترة الانتخابات لكن من خلال متابعتي لبعض منظمات الرصد لاحظتُ إنها قامت برصد مثل هذه الأخبار أثناء الانتخابات الرئاسية، والبرلمانية المزمع عقدها نهاية 2022 م ولم تقمْ بمثل هذا العمليات الخاصة بالرصد أثناء فترة انتخابات المجالس المحلية والبلدية و التي تمس المواطن مباشرة.
وشدد المصباحي أن يكون هناك تنسيق وتعاون بين هذه المنظمات الخاصة برصد المحتوي الإعلامي والهيئة الوطنية للانتخابات من خلال المكتب الإعلامي للهيئة نظرًا لأن أغلب المواطنين لا يعرفون آلية عمل هذه المنظمات.
وختم قائلاً : أشيد بهذه الندوة وكل الشكر للأخوة القائمين عليها لإثراء النقاش والحوار حول أهمية و دور الإعلام أثناء فترة الانتخابات. د. حسين الدقيني عضو هيئة تدريس بقسم الإعلام بكلية الآداب بالجامعة الأسمرية وباحث ببرنامج الدكتوراه في الإعلام بجامعة الزيتونة قال:
نحن بأمس الحاجة لمناقشة موضوعات محاور الندوة لأجل دعم العملية الانتخابية .
وأكد د. كمال أحمد الفرجاني عضو هيئة تدريس جامعة الزيتونة:
أن الندوة من ضمن الندوات الناجحة التي أقامها المركز الوطني لحرية الصحافة وإننا في ليبيا بحاجة ماسة وملزمة لمثل هذه الندوات وبدورنا كإعلاميين علينا القيام بالواجب المنوط بنا كون عملنا يركز على إيصال المعلومة للجمهور؛ فكذلك علينا القيام بتوعيتهم في مجال الانتخابات. ونحن ممتنون لمركز حرية الصحافة ومزيدًا من الندوات وورش العمل للدفع بالعملية الانتخابية إلى الأمام وتعريف الجمهور بكيفية ممارسة حقوقه الديمقراطية.
من جانبه قال د. أيمن عبدالنبي كشكر مدير مكتب أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الزيتونة :
تركيز الندوة على الرصد الإعلامي للتعددية السياسية في الحملات الانتخابية له نتائج إيجابية مع قرب موعد الانتخابات وتعد المحاور التي تم تناولها من قبل الباحثين والأكاديميين والصحفيين تهم الواقع الإعلامي وتسهم في تقليل صعوبات العمل الإعلامي قبل وبعد الانتخابات.
من جهته قال م. سالم بن جابر صحفي مستقل :
يجب على الصحفي ألا يكتفي بنقل المعلومات بل هو مطالبٌ بتمثيل دور الخبير حتى يشرح للجمهور المسائل الدقيقة المتعلقة بالانتخابات بجوانبها السياسية أو تقنية.
وأضاف نحتاج إلى صحافة استقصائية خاصة في الصحف الورقة، وكذلك الصحافة التفسيرية التي تتجاوز نشر الخبر فقط بل تحلله، وتشرحه مرفقة بالبيانات والإحصائيات بشكل مبسط بالإضافة إلى القصة التفسيرية فهي بين التحري والتفسير والبيانات؛ فالبسيط في طرح سؤال
بـ)من متى ماذا أين( لأجل التدقيق والتحري بينما صحافة العمق، والميدان بـ)كيف لماذا( تستخدم في التقارير التفسيرية، أما صحافة البيانات فتستخدم كم لأجل قياس لظاهرة، أو حدث، وهذا ما استفدناه من الندوة.
ونوصى بالمزيد لمثل هذه الموضوعات ليرتقي الإعلام الليبي .