رأي

الحاج صالح وقائمة رمضان

نجاح مصدق

‮ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬مواطن‭ ‬بسيط‭ ‬أفنى‭ ‬حياته‭ ‬في‭ ‬الحداده‭ ‬وبعد‭ ‬التقاعد‭ ‬تفرغ‭ ‬للعبادة‭ ‬والجلوس‭ ‬‮ ‬مع‭ ‬أبنائه‭ ‬لساعات‭ ‬كحقن‭ ‬حكمة‭ ‬وارشادات‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬معاركة‭ ‬الحياة‭ ..‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬كان‭ ‬‮ ‬يمتليء‭ ‬زهوا‭ ‬كلما‭ ‬أثنت‭ ‬زوجته‭ ‬الحاجة‭ ‬زينب‭ ‬‮ ‬على«قضيته‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تملأ‭ ‬سقيفة‭ ‬البيت‭ ‬والتي‭ ‬‮«‬ماتغيب‭ ‬عليها‭ ‬حاجة‮»‬‭ ‬حسب‭ ‬مدحها‭ .. ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬‮ ‬يكتفى‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬فراغه‭ ‬بالجلوس‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬أمام‭ ‬منزله‭ ‬أو‭ ‬مرافقة‭ ‬أحفاده‭ ‬للدكان هو‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬موازنة‭ ‬الأسعار‭ ‬ولا‭ ‬آخر‭ ‬قرارات‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ولا‭ ‬حجم‭ ‬الإيرادات‭ ‬والسلع‭ ‬المدعومة‭ ‬والبضائع‭ ‬المستوردة‭ ‬هو‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬ثابتا‭ ‬الزيارة‭ ‬آخر‭ ‬الشهر‭ ‬للمصرف‭ ‬وقبض‭ ‬مرتبه‭ ‬وتأمين‭ ‬الحاجات‭ ‬هو‭ ‬مختص‭ ‬بالقدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬أمضى‭ ‬حياته‭ ‬وهو‭ ‬يدير‭ ‬مطالب‭ ‬أسرته‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أبناء‭ ‬‮ ‬بدقة‭ ‬وتنظيم‭ ‬ومكافأة‭ ‬مميزة‭ ‬من‭ ‬زوجته‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬تأمين‭ ‬للمشتريات‭ ‬اليوم‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬كثير‭ ‬السكوت‭ ‬كثير‭ ‬السرحان‭ ‬والتفكير‭ ‬وقليل‭ ‬الخروج‭ ‬الا‭ ‬للجامع‭ ‬حتى‭ ‬مرافقة‭ ‬الأحفاد‭ ‬اصبحت‭ ‬مرهقة‮ ‬

والتبضع‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬هوايته‮ ‬‭ ‬كان‭ ‬كلما‭ ‬تقرأ‭ ‬له‭ ‬ابنته‭ ‬نواقص‭ ‬المنزل‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬خضار‭ ‬ومواد‭ ‬تنظيف‭ ‬ولحم‭ ‬وزيت‭ ‬يسكت‭ ‬‮ ‬ويحسبها‭ ‬في‭ ‬دماغه‭ ‬ويقول‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬نفسه‭ ‬ماتلايمش

هو‭ ‬لا‭ ‬يأكل‭ ‬البيتزا‭ ‬والمكرونة‭ ‬بالباشميل‭ ‬ومكرونة‭ ‬الفاريدو‭ ‬ولا‭ ‬يحب‭ ‬‮ ‬الدجاج‭ ‬المستورد‭ ‬‮ ‬ولا‭ ‬اكياس‭ ‬الخضرة‭ ‬المجمدة‭ ‬ولا‭ ‬عاد‭ ‬عنده‭ ‬سنون‭ ‬للوز‭ ‬والبندق‭ ‬والكاجو‭ ‬ولا‭ ‬يهمه‭ ‬الرز‭ ‬البلاو‭ ‬ولا‭ ‬كيكة‭ ‬التفاح‭ ‬وكنافة‭ ‬المانجا‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬طوال‭ ‬حياته‭ ‬زمني‭ ‬يحب‭ ‬المبكبكة‭ ‬والبازين‭ ‬وكسكسي‭ ‬بالبصلة‭ ‬ويحب‭ ‬المقروض‭ ‬والكعك‭ ‬المالح‭ ‬وشاهي‭ ‬العالة‭ ‬‮ ‬بالنعناع‭ ‬‮ ‬حاسبها‭ ‬على‭ ‬قد‭ ‬فلوسه‭ ‬ومستور

اليوم‭ ‬استيقظ‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬على‭ ‬خبر‭ ‬نزول‭ ‬المرتبات‭ ‬مع‭ ‬لمة‭ ‬العائلة‭ ‬على‭ ‬‮ ‬الفطور‭ ‬وورقة‭ ‬طويلة‭ ‬لتجهيزات‭ ‬رمضان‭ ‬وصوت‭ ‬الحاجة‭ ‬وهي‭ ‬تسأل‭ ‬في‭ ‬بناتها‭ ‬‮ ‬شن‭ ‬تبوا‭ ‬ثاني

كل‭ ‬‮ ‬المطلوب‭ ‬الحاج‭ ‬صالح‭ ‬راتبه‭ ‬مايجيبش‭ ‬ربعه‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أمكنه‭ ‬تحويشه‭ ‬وادخاره‭ ‬لايكفي‭ ‬طلبات‭ ‬البنات‭ ‬وامهم

ومع‭ ‬أول‭ ‬سؤال‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬رجوعه‭ ‬من‭ ‬المصرف‭ ‬لاول‭ ‬بقال‭ ‬عن‭ ‬شيشة‭ ‬الزيت‭ ‬واول‭ ‬جزار‭ ‬عن‭ ‬كيلو‭ ‬اللحم‭ ‬الوطني‭ ‬‮ ‬فكر‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يخبر‭ ‬زوجته‭ ‬ان‭ ‬التاجر‭ ‬اجابه‭ ‬بوضوح‭ ‬بأن‭ ‬‮ ‬بين‭ ‬البايع‭ ‬والشاري‭ ‬يفتح‭ ‬الله‭ ‬ووان‭ ‬جيب‭ ‬الفرمله‭ ‬الذي‭ ‬يعتقدون‭ ‬امتلاءه‭ ‬سرق‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يمتليء‭.‬

وفور‭ ‬وصله‭ ‬واول‭ ‬مافتح‭ ‬الباب‭ ‬قال‭ :‬هوقداش‭ ‬مازال‭ ‬على‭ ‬رمضان‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى