عشتُ عصر الثلاثين من نوڤمبر لحظات غامرة بالانتعاش عندما استمعت إلى القراءات الثلاثة المُعَدة من قبل الدكتور نور الدين سعيد والشاعر والكاتب عبد اللطيف البشكار والدكتور عمر بن ناصر، عن تجربة الشاعر المهدي الحمروني الذي حضر خصيصا من ودان حيث فضاء دار اسكندر بالمدينة القديمة بطرابلس والتي بلغت حتى الآن ستة مجموعات شعرية آخرها ما عنونه بـ «مهدي غير مُنتظر»، والذي سبق أن اقتربت منه بفضائي هذا منذ فترة، وتم التوقيع على المُقتنى منه مُخفّضا لصالح عمل خيري كم أشار الكاتب حسين المزداوي وهو يقدم أصحاب الأوراق الذين اكتفى الترتيب بالإصغاء إليهم، ودونما إسماعهم ولو القليل من الحاضرين، وما ذلك فيما يبدو إلا لعامل الوقت وبالأحرى التوقيت حيث مساء الشتاء قصير وأجواؤه تفرض الإسراع بالعودة إلى البيوت خاصة وأن الموجودين كُثر كمّا ونوعا، واشتياقهم إلى بعضهم غير خافي وتعدد المستجدات يُغَلِّب الخاص على العام، خاصة وأن فضاء التواصل الاجتماعي صار كافيا لكل ذي رأي كي يدلي بما لديه سواء من حيث اتساع الحركة أو قوة التواصل، ولعلّي من أجل هذه الجزئية دون غيرها وددت لو اتسع الوقت لحث هذه الأسماء القادرة والتي حيل بينها وبين فضائها الخاص بها والمُتنزَّه عن سيِّء الاصطفاف بأن ليس لها تجاه ما تحسه من التهميش، ومن الإعلام العام المستباح، من التسطيح وقصر الأخبار على ذوي السلطان، نقول ليس لها أكثر من الحرص على مشاركة بعضها البعض لتوزيع ما ترتئيه حول الفن والأدب لتصنع من ذلك كله أداة تواصل تستطيع التغلب على ضالة الانتشار سواء كانت الضالة عن قصد أو ضعف. صحيح أن الاهتمام قد لا يكون بالقدر الذي نتوقعه،إلا أن المداومة والصبر كفيلة بأن تسبب في تحقيق العدد الكافي من المتابعين، والمهم هو عدم ترك هذه الفضاءات التي نرى أصحاب القرار أنفسهم يصرون على نشر ما يجب أن يتولاه غيرهم بأنفسهم، فلنحذر من هذا النهم الذي بات يعول على حسن نيتنا، فنشغل قومنا بما يفيدهم ونقطع الطريق على كل من يتخذ من حسن ظننا سبيلا لتمرير للمزيد في استغلالنا ويكفي أن يبقى فضاء دار اسكندر سبيلا لتواصل أوسع وسيلة.