تقارير

الدفع الإلكتروني الحــل الــذي لم يكتمل !!

منى الساحلى

في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتسارع‭ ‬فيه‭ ‬خطى‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬أنظمة‭ ‬دفع‭ ‬أكثر‭ ‬ذكاءً‭ ‬وأقل‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬النقد،‭ ‬يجد‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬نفسه‭ ‬بين‭ ‬خيارين‭ ‬متناقضين‭: ‬بطاقة‭ ‬مصرفية‭ ‬تقدّم‭ ‬حلولًا‭ ‬حديثة‭ ‬لكنها‭ ‬محاطة‭ ‬بتحديات‭ ‬الواقع،‭ ‬وكاش‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬يتربّع‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬التعاملات‭ ‬رغم‭ ‬مشاكله‭. ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬ظهرت‭ ‬منظومة‭ ‬الدفع‭ ‬بالبطاقة‭ ‬كملف‭ ‬محوري‭ ‬يمس‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬اليومية،‭ ‬لا‭ ‬لأنها‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬مالية،‭ ‬بل‭ ‬لأنها‭ ‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬جاهزية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمي،‭ ‬وقدرة‭ ‬المواطن‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬والشفافية‭. ‬فالانتقال‭ ‬من‭ ‬اليد‭ ‬التي‭ ‬تُسلّم‭ ‬النقود‭ ‬إلى‭ ‬البطاقة‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬الجهاز‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬ترفًا،‭ ‬بل‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬نمط‭ ‬معيشي‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًالكنها‭ ‬خطوة‭ ‬لم‭ ‬تكتمل‭ ‬بعد،‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬أعمق‭ ‬ودراسة‭ ‬أوضح‭ ‬لواقع‭ ‬التطبيق‭ ‬والتحديات‭ ‬القائمة

فقد‭ ‬أصبحت‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬اليوم‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬المنظومة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أدوات‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬للمواطنين‭. ‬فمع‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬العالمي،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬النقود‭ ‬الورقية‭ ‬‮«‬الكاش‮»‬‭ ‬خيارًا‭ ‬مناسبًا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الظروف،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ازدياد‭ ‬المعاملات‭ ‬المالية‭ ‬وتنوعها‭. ‬وفي‭ ‬ليبيا،‭ ‬ورغم‭ ‬التطور‭ ‬الملحوظ‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬خدمات‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬والدفع‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬الطريق‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬طويلًا‭ ‬قبل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬وآمنة‭ ‬وفعّالة‭.‬

و‭ ‬تُعتبر‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬وسيلة‭ ‬دفع‭ ‬حديثة‭ ‬تمنح‭ ‬المستخدم‭ ‬عدة‭ ‬مزايا،‭ ‬أبرزها‭ ‬الراحة‭ ‬والسرعة‭ ‬والأمان‭. ‬فبدل‭ ‬حمل‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة،‭ ‬يستطيع‭ ‬المواطن‭ ‬الدفع‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬حسابه‭ ‬عند‭ ‬شراء‭ ‬السلع‭ ‬أو‭ ‬دفع‭ ‬الخدمات‭. ‬ومع‭ ‬إدخال‭ ‬تقنيات‭ ‬جديدة‭ ‬مثل‭ ‬الدفع‭ ‬اللاتلامسي‭ ‬و‭ ‬أصبحت‭ ‬العملية‭ ‬تستغرق‭ ‬ثوانٍ‭ ‬فقط‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬لإدخال‭ ‬الرقم‭ ‬السري‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭.‬

كما‭ ‬تساعد‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬على‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬السرقة‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬النقود،‭ ‬وتوفر‭ ‬وسيلة‭ ‬تتبع‭ ‬للعمليات‭ ‬المالية‭ ‬عبر‭ ‬الكشوفات‭ ‬البنكية،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬الشفافية‭ ‬وينظّم‭ ‬الإنفاق‭ ‬الشخصي‭. ‬وفي‭ ‬بيئة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تشهد‭ ‬تقلبات‭ ‬في‭ ‬توفر‭ ‬السيولة،‭ ‬تصبح‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬جزءًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬التعاملات‭ ‬اليومية‭.‬

فقد‭ ‬شهدت‭ ‬ليبيا‭ ‬توسعًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬السيولة‭ ‬النقدية،‭ ‬مما‭ ‬دفع‭ ‬المواطنين‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭. ‬كما‭ ‬ساهمت‭ ‬الدولة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬‮«‬POS‮»‬،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬محدودًا‭ ‬مقارنة‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭. ‬فعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬التجارية،‭ ‬خاصة‭ ‬الصغيرة‭ ‬منها،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬التعاملات‭ ‬النقدية‭ ‬فقط‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية‭  ‬مثل‭ ‬المخابز،‭ ‬المحطات،‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية،‭ ‬والعيادات‭ ‬الخاصة‭  ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬خدمة‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬أو‭ ‬موثوق‭.‬

ورغم‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬المواطن‭ ‬يواجه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬عند‭ ‬استخدام‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭:‬

‭ ‬قلة‭ ‬توفر‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المحلات

حيث‭ ‬ان‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والورش‭ ‬والأسواق‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬جهاز‭ ‬نقطة‭ ‬بيع‭. ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬لعدة‭ ‬اسباب‭ ‬منها‭ ‬ضعف‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭.‬

وعدم‭ ‬رغبة‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬إظهار‭ ‬حجم‭ ‬مبيعاتهم‭ ‬الحقيقي‭.‬

وارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬تركيب‭ ‬وصيانة‭ ‬بعض‭ ‬الأجهزة‭.‬

وضعف‭ ‬ثقافة‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬داخل‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضعف‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬وانقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬التى‭ ‬تُعد‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات؛‭ ‬فالدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬يعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الاتصال‭ ‬بالشبكة‭. ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬أو‭ ‬ضعف‭ ‬الشبكة،‭ ‬تتوقف‭ ‬العملية‭ ‬بالكامل،‭ ‬مما‭ ‬يسبب‭ ‬ازدحامًا‭ ‬وإحراجًا‭ ‬للمستخدم‭ ‬والبائع‭ ‬معًا‭.‬

ناهيك‭ ‬عن‭ ‬مشاكل‭ ‬تأخر‭ ‬خصم‭ ‬المبلغ‭ ‬أو‭ ‬تعليق‭ ‬العمليات‭ ‬فأحيانًا،‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬الدفع‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يظهر‭ ‬الخصم‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬حساب‭ ‬المواطن،‭ ‬أو‭ ‬يحدث‭ ‬تعليق‭ ‬للمبلغ‭ ‬لفترة‭. ‬وهذا‭ ‬يولّد‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬ويدفعهم‭ ‬لتفضيل‭ ‬الكاش‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬رسوم‭ ‬السحب‭ ‬والتحويل‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬يعتبرون‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬السحب‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الصراف‭ ‬أو‭ ‬رسوم‭ ‬الخدمة‭ ‬مرتفعة‭ ‬نسبيًا،‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬على‭ ‬الكاش‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬متوفرًا‭ ‬لديهم‭.‬

وهذا‭ ‬يقودنا‭ ‬الى‭ ‬نقطة‭ ‬نقص‭ ‬التوعية‭ ‬والاستخدام‭ ‬الخاطئ‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المستخدمين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬بيانات‭ ‬بطاقاتهم‭ ‬أو‭ ‬تجنب‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬البعض‭ ‬طريقة‭ ‬استخدام‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬الحديثة‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأعطال‭ ‬البسيطة‭.‬

الى‭ ‬جانب‭ ‬محدودية‭ ‬سقف‭ ‬الشراء‭ ‬اليومي

ففي‭ ‬بعض‭ ‬المصارف،‭ ‬يكون‭ ‬السقف‭ ‬اليومي‭ ‬للشراء‭ ‬أو‭ ‬السحب‭ ‬محدودًا،‭ ‬وهذا‭ ‬يعيق‭ ‬استخدام‭ ‬البطاقة‭ ‬في‭ ‬المشتريات‭ ‬ذات‭ ‬القيمة‭ ‬العالية‭.‬

وهنا‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ‬الذى‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬وهو‭  ‬لماذا‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬الكاش‭ ‬هو‭ ‬الخيار‭ ‬الأسهل؟

رغم‭ ‬توفر‭ ‬البطاقات‭ ‬المصرفية‭ ‬وانتشار‭ ‬نقاط‭ ‬البيع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الكاش‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬ملك‭ ‬التعاملات‭ ‬اليومية‮»‬‭ ‬عند‭ ‬الكثيرين،‭ ‬وذلك‭ ‬للأسباب‭ ‬التالية‭:‬

بساطة‭ ‬التعامل‭: ‬الدفع‭ ‬النقدي‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬شبكة‭ ‬أو‭ ‬جهاز‭ ‬أو‭ ‬تأكيد‭.‬

قبول‭ ‬محليًا‭: ‬كل‭ ‬محل‭ ‬وكل‭ ‬بائع‭ ‬يقبل‭ ‬الدفع‭ ‬نقدًا،‭ ‬بعكس‭ ‬البطاقة‭.‬

تجنب‭ ‬الأعطال‭ ‬التقنية‭: ‬المواطن‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬مشكلة‭ ‬تعليق‭ ‬العملية‭ ‬أو‭ ‬فشلها‭.‬

تعود‭ ‬ثقافي‭: ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬معتاد‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬نقدًا‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭.‬

الخوف‭ ‬من‭ ‬الخصم‭ ‬المزدوج‭: ‬بعض‭ ‬التجارب‭ ‬السابقة‭ ‬جعلت‭ ‬الناس‭ ‬متخوفين‭ ‬من‭ ‬الأخطاء‭ ‬التقنية‭.‬

ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬يظل‭ ‬الاعتماد‭ ‬الكامل‭ ‬على‭ ‬الكاش‭ ‬محفوفًا‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬ومنها‭ ‬فقدان‭ ‬المال،‭ ‬صعوبة‭ ‬الإدارة‭ ‬المالية،‭ ‬وزيادة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬المصارف‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬السيولة‭.‬

‭ ‬فالتحول‭ ‬للدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬راحة‭ ‬للمستخدم،‭ ‬بل‭ ‬له‭ ‬تأثيرات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬والاقتصاد،‭ ‬منها‭:‬

تقليل‭ ‬استخدام‭ ‬السيولة‭ ‬الورقية‭ ‬وبالتالي‭ ‬تخفيف‭ ‬الأزمة‭.‬

و‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الشفافية‭ ‬وتقليل‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭.‬

الى‭ ‬جانب‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمان‭ ‬المالي‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬السرقة‭ ‬والمضاربات‭.‬

وتسهيل‭ ‬جمع‭ ‬البيانات‭ ‬حول‭ ‬حركة‭ ‬السوق،‭ ‬مما‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬الاقتصادي‭.‬

كذلك‭ ‬رفع‭ ‬كفاءة‭ ‬العمل‭ ‬المصرفي‭ ‬وتقليل‭ ‬الازدحام‭ ‬أمام‭ ‬المصارف‭.‬

و‭ ‬لكن‭ ‬لتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬المهمة،‭ ‬وتشمل‭:‬

‭ ‬دعم‭ ‬التجار‭ ‬وتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الاستخدام

وتوفير‭ ‬حوافز‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬ضريبية‭ ‬للتجار‭ ‬الذين‭ ‬يوفرون‭ ‬نقاط‭ ‬البيع،‭ ‬وتشجيع‭ ‬أصحاب‭ ‬الأنشطة‭ ‬الصغيرة‭ ‬على‭ ‬استخدامها‭.‬

الى‭ ‬جانب‭ ‬تحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الرقمية

وتطوير‭ ‬شبكات‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وتوفير‭ ‬بدائل‭ ‬اتصال‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء،‭ ‬مثل‭ ‬أجهزة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالاتصال‭ ‬عبر‭ ‬الشريحة‭ (‬SIM‭).‬

والاهم‭  ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬عبر‭ ‬حملات‭ ‬توعية‭ ‬توضح‭ ‬أهمية‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وكيفية‭ ‬حماية‭ ‬البطاقة،‭ ‬ومزايا‭ ‬استخدامها‭.‬

الى‭ ‬جانب‭  ‬تخفيض‭ ‬رسوم‭ ‬المعاملات

و‭ ‬تحفيز‭ ‬المستخدمين‭ ‬عبر‭ ‬تقليل‭ ‬الرسوم‭ ‬أو‭ ‬إلغائها‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬معينة‭.‬

وتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬المصارف‭ ‬بتحسين‭ ‬سرعة‭ ‬المعالجة،‭ ‬منع‭ ‬تعليق‭ ‬العمليات،‭ ‬وإظهار‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬بشكل‭ ‬فوري‭.‬

و‭ ‬توسيع‭ ‬سقف‭ ‬الشراء‭ ‬اليومي‭ ‬ليتناسب‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬المواطنين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭.‬

فمع‭ ‬تسارع‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تواكب‭ ‬ليبيا‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭. ‬ورغم‭ ‬التحديات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مؤشرات‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬إيجابية،‭ ‬حيث‭ ‬تزداد‭ ‬أعداد‭ ‬نقاط‭ ‬البيع‭ ‬سنويًا،‭ ‬وتعمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬خدماتها‭ ‬وإطلاق‭ ‬تطبيقات‭ ‬حديثة‭.‬

ومع‭ ‬ازدياد‭ ‬ثقة‭ ‬المواطنين‭ ‬وتحسّن‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬سيصبح‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬وسيقل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكاش‭ ‬تدريجيًا،‭ ‬مما‭ ‬سيُحدث‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭.‬

وفي‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬التقرير،‭ ‬يتبيّن‭ ‬أن‭ ‬الدفع‭ ‬بالبطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬إضافي‭ ‬في‭ ‬المعاملات‭ ‬اليومية،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬مساحة‭ ‬اختبار‭ ‬حقيقية‭ ‬لمدى‭ ‬قدرة‭ ‬المجتمع‭ ‬الليبي‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬بثقة‭ ‬واستقرار‭. ‬فالمنظومة‭ ‬اليوم‭ ‬تقف‭ ‬بين‭ ‬واقع‭ ‬مليء‭ ‬بالعوائق‭ ‬ووعود‭ ‬مستقبلية‭ ‬تحمل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمل‭. ‬ومع‭ ‬كل‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬تحسين‭ ‬البنية‭ ‬التحتية،‭ ‬ورفع‭ ‬الوعي،‭ ‬وتوسيع‭ ‬دائرة‭ ‬الاستخدام،‭ ‬يقترب‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬يصبح‭ ‬فيه‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكاش‭ ‬مجرد‭ ‬خيار‭ ‬ثانوي‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭. ‬إن‭ ‬نجاح‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ليس‭ ‬مرهونًا‭ ‬بالتقنية‭ ‬وحدها،‭ ‬بل‭ ‬بإرادة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمصارف‭ ‬والتجار‭ ‬والمستخدمين،‭ ‬لبناء‭ ‬نظام‭ ‬مالي‭ ‬أكثر‭ ‬شفافية‭ ‬وسهولة‭ ‬وأمان‭. ‬وما‭ ‬بين‭ ‬التحديات‭ ‬الحالية‭ ‬والطموحات‭ ‬المستقبلية،‭ ‬يبقى‭ ‬الأمل‭ ‬قائمًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬البطاقة‭ ‬المصرفية‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬متعثرة‭ ‬إلى‭ ‬ركيزة‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي‭ ‬الحديث‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى