الديمقراطي الناطق باسم الديمقراطية.. للكاتب محمد بن زيتون
الديمقراطي الناطق باسم الديمقراطية
محمد بن زيتون
في ليبيا بفضل البعثة الأممية الحاكمة فعليا القطر الليبي لا يمكن تحريك حجر واحد بدون المبعوث الأممي المكلف والذي يبلغ دول كبرى بعينها كل صغيرة وكبيرة في الشأن الليبي وما دسكة السيادة الليبية إلا تطمين وتزلف لكل الليبيين حتى لا يحسون بفقد السيطرة نهائيا , واليوم أستباح المجتمع الدولي السيادة الليبية وحتى في دقائق الأمور مثل تعيينات الوزراء والوكلاء وجل القرارات السياسية تحت شعار تبادل الرأي والمشورة مع المبعوث الأممي .
مازال أعضاء لجنة الحوار الليبي المختارين بعناية أممية بالتنسيق مع إستخبارات مصر والإمارات وفرنسا وغيرها وقد زعمت البعثة الأممية أنهم يمثلون جل الشعب الليبي كعينات مجتمعية دون النظر للعلم والدراية السياسية مع جزء بسيط من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى كذر الرماد في العيون لا يشكلون اجماعا لنجاح قرار متوازن.
اليوم وبعد فشل المتحاورين في اعتماد قاعدة دستورية لنجاح إجراء الانتخابات المقررة في موعدها, يحاول عماد السائح من موقع مركزه كرئيس مفوضية الانتخابات بالتنسيق مع البعثة الأممية قلب طاولة الحق الإنتخابي لصالح شرق ليبيا حيث قلص حق التصويت لدوائر المنطقة الغربية 14% ثم أضافها لدائرة المنطقة الشرقية كما أكد كثير من المحللين لتأكيد فوز شخصيات بعينها من الشرق وسهولة التلاعب بفرز الأصوات تحت مظلة الكرامة المهدورة.
بعد ابعاد السائح الدستور الوليد بعد مخاض عسير لسنوات طوال وصرف ملايين من خزينة الشعب الليبي وتعرض أعضاء الهيئة الدستورية لكثير من المخاطر والتحديات وتعرضهم للتهديد والمضايقات, فالخطوة التالية للتلاعب بالأصوات الدوائر الانتخابية لصالح المنقلبين واضحة للعيان دون مناكفة حيث ستكون الخطوة القادمة وهي أجبار المواطنين بشتى الطرق على التصويت لشخصيات جذلية بعينها حيث أن الحماية الأمنية في منطقتي الشرق والجنوب تخضع للكرامة فيبقى الغرب بسكانه ما يمثل قرابة ثلثي البلاد فتقليص النسبة الانتخابية والتلاعب في عد الأصوات لكل الدوائر الانتخابية في الغرب والشرق والجنوب وخاصة بعد دخول الكشف التقني على البصمة الانتخابية لا يترك أثرا بعد التصويت مما يمكن تكرار عودة الناخب أمام أنظار المراقبين الدوليين الذين لا يفرقون بين محمد وحميده خاصة الدوائر التي تحت حماية وتوجيه مليشيات شرقية وعناصر الفاغنر مدعومة بالجيش الروسي وعصابات الجنجويد وعملاء استخبارات مفضوحة النوايا.
ويبقى السيد عماد السائح وكأنه وحده اليوم الناطق بسم الديمقراطية وحماية مصلحة الليبيين وأملهم في أرساء مبادئ الحكم المدني وحماية القانون وقد نصحى يوما نجد ليبيا تدخل عتبة التجربة السيسوية من أوسع أبوابها بدعوى أن الشعب قال كلمته الانتخابية وتمرير انقلاب ناعم بعد أن فشل المنقلب في حربه الأخيرة بطرابلس والاستعداد لكوارث ستهز الوطن الليبي وستنشر شوارع الزيت وتعود السجون الرهيبة وستتوسع المقابر الجماعية وستعم المجاري المصارف والخطف في رابعة النهار والتفتيش على الهوية من مليشيا المدخلية في كل زاوية وشارع وسيهاجر الليبيون بالآلاف لتركيا ومالطا وغيرها وفي قوارب الموت جماعات لأوروبا ولن يجد الليبي حتى الخردة لبيعها في الغرب الليبي قريبا .