الاولىتقارير

تقارير إنسانية تسلط الضوء على الجوانب الخطـيرة للهجرة غير الشرعية عبر ليبيا

 

 

 

تحدث تقريران إنسانيان نشرهما المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومدى الإخباري المصري عن معاناة المهاجرين غير الشرعيين الراحلين عبر ليبيا.

التقريران جاء في أولهما أن عددًا من المهاجرين غير الشرعيين فقدوا بعد انقلاب قاربهم في البحر الأبيض المتوسط وهو ما يحتم على الاتحاد الأوروبي المشاركة بنشاط في إنقاذهم وإنهاء عمليات الاعتراض والعودة غير القانونية.

وأضاف التقرير أن معلومات وردت بشأن هذا القارب الذي كان على متنه 30 مهاجرًا غير شرعي جُلهم من مدينة «درعا» السورية داعيًا السلطات الليبية والأوروبية إلى تبني سياسة جديدة تراعي البُعد الإنساني في موضوع اللجوء والهجرة بعد أن غرق هذا القارب وفقًا للشهادات.

وتابع التقرير أن القارب غرق في الساعة العاشرة بعد أن انطلق من ساحل مصراتة باتجاه أوروبا ليتمكن خفر السواحل الليبيين من إنقاذ عدد من المتشبثين فيه فيما قتل 5 من الركاب بينهم امرأة فيما لا زال البحث جاريًا عن مفقودين آخرين وتم نقل الناجين لمراكز احتجاز ليبية للتحقيق معهم.

وأكد التقرير إن إجراءات السلطات الليبية في معظمها لا تأخذ في الاعتبار البعد الإنساني لأوضاع المهاجرين غير الشرعيين ليتم عوضا عن ذلك الحط من كرامتهم الإنسانية وتركهم يغرقون من خلال اختيار الاستجابة ببطء لنداء الاستغاثة أو فرض تدابير لاحقة على الناجين بعد إنقاذهم

وبيَّن التقرير أن هذه التدابير من شأنها جعل المهاجرين غير الشرعيين عرضة للعديد من الانتهاكات والتجاوزات بما في ذلك الابتزاز فالمخاوف الأمنية لا تبرر ترك الآلاف معرضين باستمرار للغرق في مياه البحر الأبيض المتوسط في وقت يتحمل فيه الاتحاد الأوروبي جانبا من مسؤولية الغرق.

وأضاف التقرير إن دول الاتحاد الأوروبي تقيد وصول المهاجرين غير الشرعيين إلى السواحل الأوروبية من خلال عقد صفقات واتفاقيات مع دول المصدر للحد من حركتهم داعيا هذه الدول لمعالجة التدفقات بشكل مشترك وفقا للمعايير القانونية التي تضمن الحقوق الإنسانية.

إلى ذلك تطرق التقرير الثاني إلى شهادات ناجين من مصر غرقت مراكبهم للهجرة غير الشرعية قبالة سواحل ليبيا وتم احتجازهم في الزاوية في ظل نوايا من السلطات لترحيلهم إلى العاصمة طرابلس التي يتواجد فيها حاليا ناج بعد هروبه ورفيق آخر من السلطات.

وأضاف التقرير أن العشرات من سكان قرية تلبانة في مركز المنصورة بمحافظة الدقهلية حرروا أكثر من 50 محضرا في مركز شرطة القرية بشأن فقدان التواصل مع أبنائهم بعد أن كانوا على متن قارب هجرة غير شرعية غرق مؤخرا بالقرب من سواحل الزاوية.

وأوضح التقرير أن خفر السواحل الليبيين نشروا مقطعا مصورا لمركب صغير مقلوب وحوله عدد من الأشخاص في البحر الأبيض المتوسط مؤكدين إنقاذ 51 مصريا وانتشال جثمان وفقدان 18 آخرين من المهاجرين غير الشرعيين لأن المركب كان على متنه 70 شخصا وفقا للناجين.

وأشار الناجي واسمه محمد طه عبد العليم ذو الـ34 عاما من محافظة الفيوم وناجٍ ثان من قرية تلبانة إلى أن السلطات الليبية تحتجز الناجين حتى انتهاء التحقيقات فيما تم تداول مقطع مصور منسوب للمصريين الناجين من الغرق داخل مكان الاحتجاز في ما يبدو أنه تحقيق معهم.

وتابع التقرير أن المصريين حكوا في المقطع عن رحلتهم من مصر وصولا إلى ركوبهم القارب من الزاوية والكيفية التي غرق القارب بها بعد تعطل محركه عقب تحركه بساعات فضلا عن أسماء السماسرة المصريين والليبيين وما تعرضوا له من تعنيف.

ووفقا للمقطع فقد تحدث المصريون عن المبالغ التي دفعوها وهي ما بين 20 ألف جنيه مصري و10 آلاف دينار ليبي أي نحو 34 ألفا و700 جنيه مصري فيما أكد عبد العليم أنه سافر من مصر في أبريل الماضي ووصل إلى ليبيا بواسطة التهريب عبر السلوم في مايو الماضي.

وأضاف عبد العليم إنه فكر في الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط بعد ما نجح معارف له في الوصول إلى إيطاليا بالطريقة ذاتها ما دفعه لاستدانة ما يزيد على 7 آلاف جنيه دفعها للسماسرة بالفعل على أن يدفع باقي المبلغ الإجمالي البالغ 40 ألف جنيه بعد الوصول.

وبين عبد العليم بالقول: (في الـ9 من أغسطس احتجزونا في العجيلات في المخازن 13 يوما تقريبا وبعدها أخذونا في الليل إلى الزاوية ووجدنا مركب 7 أمتار وكانوا يقولولن إنها 26 مترًا وهي عائدة من البحر الأبيض المتوسط وعلى متنها 30 شخصا خافوا وقرروا العودة).

وأضاف عبد العليم قاموا بوضعنا في المركب وكان عددنا 70 ومن كان يعارض يتم إطلاق النَّار عليه لأنهم عناصر ميليشيات ليتحركوا في الساعة الواحدة صباحا بعد توفير الطعام والمياه والبنزين و2 من الأفارقة ممن تولوا مهام قيادة هذا المركب.

وبين عبد العليم إن الحمولة كانت ثقيلة جدا لتحترق المحركات بعد الاقتراب من حدود تونس بسبب دخول المياه إلى المركب مشيرا إلى أن المركب غرق في الساعة الـ6 صباحا وهم تحته وهو لم يكن فيه أية أطواق أو عوامات نجاة ليتدخل خفر السواحل الليبيين عبر مركب إنقاذ.

وأشار عبد العليم إلى قيام السلطات الليبية بتقديم علاجات ومياه وطعام لهم قبل احتجازهم ليتم مصادرة هاتفه في مركز الشرطة مع 100 يورو ومن ثم تم حبسه ومعه قرابة الـ46 مصريا في مكان بمساحة 5 أمتار* 8 فيما طالب أهالي المفقودين بتدخل الخارجية المصرية للكشف عن مصير أبنائهم.

وشدد الأهالي على وجوب القبض على السماسرة بعد أن نشر السمسار المصري المسؤول عن المهاجرين

غير الشرعيين في قرية تلبانة محمد أبو سمرة أسماء من غرقوا في البحر الأبيض المتوسط فيما كشف مصدر قريب لأحد الناجين يقيم بين السعودية ومصر تفاصيل أخرى.

ووفقا للمصدر فإنه بمجرد سماعه خبر غرق المركب بدأ بالاتصال بمعارفه حتى علم باحتجاز نسيبه في مركز الهجرة غير الشرعية في الزاوية مشيرا إلى أنه اتصل بقريبه قبل نحو 4 أيام عبر هاتف أحد العاملين في مركز الاحتجاز وأخبره أنه محتجز في السرية 51.

وبالعودة إلى عبد العليم الذي نجح مع أحد الناجين في دفع 5 آلاف دينار لمسؤول في مركز الاحتجاز ليساعدهما على الهرب مبينا إنه في حيرة من أمره فهو غير قادر على العمل ومديون ومحرج ولا يستطيع مقابلة الناس وجواز سفره تم فقدانه في البحر ولا توجد سفارة مصرية في طرابلس وسفارة تونس مقفلة.

وبحسب التقرير فإن قائمة الناجين التي نشرها خفر السواحل الليبيين تبين إن غالبيتهم من المنصورة وبعضهم من الفيوم والبحيرة والغربية و3 من السودان وشخص غاني الجنسية وآخر سوري الجنسية فيما أدلى مصدر من قرية تلبانة قريب ناج محتجز في ليبيا بدلوه بشأن الأمر.

ورجح المصدر وفاة المفقودين في الحادث الأخير فيما حاول هو خلال تواجده في ليبيا في العامين 2002 و2003 السفر عبر البحر الأبيض المتوسط إلا أن أمواله لم تكن كافية في وقت غادر فيه شباب مصريون وغرقوا ولا أحد يعلم عنهم شيئا منذ ذلك الوقت.

وأضاف المصدر إن مضوع الهجرة غير الشرعية منتشر كثيرا في تلبانة منذ زمن إلا أنه قد توقف لفترة قبل أن يعود قبل عام ويتم تداول روايات عن ناس تمكنوا من الوصول إلى إيطاليا في ظل وضع اقتصادي صعب جدا في مصر وهجرة الشباب الواقعة أعمارهم بين الـ14 والـ18.

وتابع المصدر إن ابن أخيه سافر إلى إيطاليا عبر ليبيا ونسيبه الذي كان على المركب الغارق مؤخرا ونجا استدان بعض المال منه والبعض الآخر من أقاربه مبينا إن الواصلين إلى أوروبا يصورون أنفسهم ويثيرون حماس الناس التي لا تدرك حجم الخطر في البحر ولا في ليبيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى