محطة
يحدث وتتقاطع استراتيجيات الدول الكبرى مما يقود إلى اندلاع الحروب الأهلية في العالم النامي..مثلما حصل سابقا في الصومال وبورما واوغندا وانغولا..التي كانت في طريقها وقتها إلى تحقيق مستقبل واعد..وتاريخيا قادت الحروب الأهلية إلى نتائج اقتصادية واجتماعية وخيمة على المدى المنظور وكانت مؤثرة بعمق على المستقبل البعيد..حيث تصاب الحياة الاقتصادية بالشلل ويتمزق النسيج الإجتماعي لتحتاج بعدها إلى عقود لإعادة البناء وخلق التوازن وتحقيق الوئام..وكثيرا ما شكلت الحروب الداخلية فرصة لمزيد من تدخل الدول الكبرى أو الإقليمية المجاورة في مجريات الأمور بالدول التي تنشب فيها مثل تلك الحروب..مما يضعف كثيرآ من سيادتها ويرخي التماسك الداخلي في مواجهة التدخل الخارجي..والجدير بالذكر أن الدول الكبرى نفسها عاشت حروبا أهلية مثل الحرب الأمريكية وثلاثة حروب انجليزية..ولنحسب كذلك الضحايا بالملايين للثورة الروسية وتقلبات الثورة الفرنسية..وكمثال على حرب أهلية مدمرة نجد الحرب الإسبانية التي ساهمت فيها عدة أطراف خارجية واثرت بعدها لفترات طويلة على أهم عوامل بناء الدولة وهي الإدارة..
وما حدث في ليبيا من حروب قصيرة الأمد يمكن ان نطلق عليها من حيث الآثار المترتبة عنها ‘زوبعة في فنجان‘..لأن الشعب متماسك جدآ اجتماعيا ودينيا..وسرعان ما تتعافى البلاد ويسود مناخ عام من المصالحة والاستقرار والتنمية..فالشعب الليبي بطبعه مسالم والمعارك الداخلية تكون غالبا مجرد ‘سحابة صيف‘ ويسود بعدها شعار لدى الكل رغبة في تنفيذه وهو ‘من الوحدة إلى السلام‘..ولابد من الإشارة هنا عند حدوث خلافات من أي نوع إلى وجود صفحات وتطبيقات في التواصل الاجتماعي تصب البنزين على الرماد بنشرها أخبارا مضللة ومعلومات مفبركة وطرحها أراء هدامة تختصرها عبارة انجليزية تقول “الشخص الذي يصدق الأكاذيب حولك قبل سماعه الحكاية منك..كان يبحث منذ البداية عن فرصة ليصطف ضدك..