رأي

افعلها و”نق”

نجاح مصدق

كلـمات ..

نجاح مصدق

في الغالب اكره الالحاح في الطلب واعول كثيرًا على استيعاب الآخر وفهمه والذي اكتشفتُ مؤخرًا إنه من المغالطات التي لا يتحمل وزرها أحد سوى انا وصاحب الظن مثلي 

وابدو انزعاجًا إذا ما تبدلت الأدوار ووقع عليَّ الالحاح ولكن سرعان ما الجأ للخلاص بالتلبية بدل المماطلة

ولأن الالحاح مرتبط في منظومتنا بالازعاج وسموه بـ(النق) استعارة من ذاك الصوت الذي تقرع به الضفادع الأذان لتكراره غير المحبَّب ولأن  النق لفظ عرف في المعاجم اللغوية بأنه 

السلوك المتكرَّر في التواصل بين الاشخاص بشكل مزعج ومستبد ومتغطرس، أو هو حث أو استثارة شخص ما بشكل متكرَّر من أجل القيام بأمر ما أو تنفيذ شيء تم الإتفاق عليه سواء كان للضفدع أو الدجاجة أو للبشر جميعًا اعتبره أمرًا غير منصف حينما ينحصر استخدام هذا اللفظ للنساء وهذا ليس من باب الانحياز لبنات جنسي وإنما لدلالة هذه الكلمة في لهجتنا واستخداماتنا ولالباسها ثوب العنف إذا ما خصصنا السيدات به بدل الرجال.

هذه الكلمة المستخدمة باللهجة الدارجة (ينق)،أو (تنق) لا نعد وحدنا من استخدمها؛  فالسوريون، واللبنانيون يقولون (لا اظلك تنق على راسي) بالهمزة بدل القاف في لهجتهم، والمصريون أيضًا  يقولون (بطل نق)، و ربما لا يحصرونها في خانة نكد النساء والحاحهم المزعج  وسواء كانت للرجال أم النساء على أي حال هي طلب يقابل باستجابة قد  تأتي متأخرة أو سريعة وكل منا معرض لأن يكون نقاقًا أو منقوقًا عليه الفارق الوحيد الايجابي والفيصل ما قد يتسم به هذا النق أو الالحاح لطيف حسن محبَّب مطلوب مرغوب أم عكس كل ذلك في إطار عملي لا اضطر لأن اقف في خانة المنقوق عليه  تجنبًا لما يسببه ليَّ الشعور المصاحب للطلب من قلق، ولكن الجأ لأن اكون ذاك الكائن كثير الطلب عندما يتعلق الأمر بالعمل الذي اود انجازه تجتاحني حالة نق مبالغٌ فيها عندما ارغب في اشراك احد الكتَّاب أو المسؤولين في قضية ما أو وإجراء مقابلة مع جهة بعينها، وانتهج هذا السلوك بخجل شديد واضفاء بهرجة مرحة حتى لا ابدو ثقيلة حد الإزعاج كمنبه يأتي مع كل الأوقات وبصوت غاية في العلو أو كطفل وعد بشراء لعبة واصطحابه لنزهة على شاطيء البحر وتأخر التنفيذ .. ومع اتفاقنا على هذا الاستخدام أو اختلاقنا عليه اقف مرات عديدة منتظرة ذاك الالحاح اللطيف الذي وجوده يعد حافزًا كبيرًا وطاقة دفع للعجلة ورسائل بمثابة ومضات تأتي ولا تتكرر دائمًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى