من المأثور المتداول عند نبتات الصبر من الشيوخ والعجائز أن الجنة تبي والنار تبي.. كما من المعلوم ان الشياطين تصفد أو يفتر تأثيرها خلال الأشهر الحرم ..
التجار المرابين هم شياطين أيضا الا ان الفارق بينهم وبين الشياطين التي لانراها هو انهم يترعرعون وتشتعل نيرانهم خلال هذا الاشهر والأعياد ومنها عيد الأضحى ..
إننا نحتاج فعلا إلى نص خطابي ديني سواء الواعظ أو نص الترهيب والترغيب يكون صارما وفي مستوى مايحدث من جشع لتوعية وتوجيه إلى ماهو أهم وأجدى لحياتنا اليومية..
نحن نحتاج لعودة الضمير والإنسانية أكثر من صلاة التراويح مثلا ونحتاج للفهم والادراك أكثر من السلات الغذائية والأضاحي المجانية .. إننا نحتاج إلى الدين المعاملة في التواصل والبيع والشراء والأمانة بعد مافقدنا الجانب القانوني الرادع الذي يتابع ويدافع عن حقوقنا قدر الإمكان..
أصبح الخوض في قضايا الوطن والانقسام السياسي أهون من الخوض في آلام المواطن.. وخاصة عندما تصدمه المناسبة وهو يعاني من أزمات متواصلة ومتلاحقة من نقص السيولة واشتعال نيران السوق الموازي الذي ترتب عليه حجج في استفحال السلع والاحتياجات تماما كما حدث لأسعار الأضاحي..
كم هو مؤلم أن يكون ترند تلك الليلة المباركة وان يتداول الصغير قبل الكبير بأن السوق طاح.. الأضحية التي كان من المفترض أن لاتخضع لنهم وجشع المرابين بل تبقى قدسيتها في ثمنها مناسبتها كما شرعها الله خالص النوايا وصادق الفعل..
لا شك أن الدولة غائبة تماما في تحديد سعر الصرف والسلع بما فيها رغيف الخبز فما بالك بكل من هب ودب وامتهن تجارة المواشي مثلا ..
لما هذه الشراهة وهذا العبث بشعائر فرضت في سبيل الفرح والرحمة بين سائر المسلمين ..
لقد اتسع لهيب اسعار ممن سموا تجارا وتجاوزوا حتي خيالنا ليصل لفحها الى كل شيء متعلق بحياتنا اليومية.. لم يبق الا الهواء الذي جعله الله متاحا لكل من خلق من عباده والا لكنا رهائن الاكسجين
#كونوا_بخير