إقتصادالاولىالرئيسية

السوق في البلاد العمالة وافدة .. والأرباح خارجها !!

وداد الجعفري نادية البطني

وجدت‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬من‭ ‬عديد‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬ملاذاً‭ ‬تمارس‭ ‬فيه‭ ‬أنشطتها‭ ‬سواء‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬الخدمية‭ ‬مستغلة‭ ‬الظروف‭ ‬فأحكمت‭ ‬قبضتها‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭:‬

‭)‬الخضار،‭ ‬اللحوم،‭ ‬البناء‭( ‬أغلب‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬تتدفق‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬مصر‭ ‬المواطن‭ ‬يشعر‭ ‬بالذهول‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬الأسعار‭ ‬المتزايد‭ ‬والمبالغ‭ ‬فيه،‭ ‬وكذلك‭ ‬الغش‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬الموازين‭.‬

الدولة‭ ‬لا‭ ‬قانون‭ ‬لا‭ ‬قرار‭ ‬صريح

الليبي‭ ‬يبي‭ ‬الفلوس‭ ‬بالساهل‭ .. ‬والوافد‭ (‬يسبق‭ ‬للسوق‭ ‬زي‭ ‬مرزوق‭)!! ‬

صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬فتحت‭ ‬ملف‭ ‬‮«‬العمالة‭ ‬الوافدة‮»‬،‭ ‬طرحت‭ ‬فيه‭ ‬عديد‭ ‬التساؤلات‭ ‬لمعرفة‭ ‬من‭ ‬يقنن‭ ‬وضع‭ ‬الأسعار؟،‭ ‬ومَنْ‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬وضعها؟‭ .‬

تجولنا‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬بالحي‭ ‬الإسلامي‭ ‬ورصدنا‭ ‬هذه‭ ‬اللقاءات‭ …..‬

بداية‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬حسين‭ ‬النعمي‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ :‬

فيما‭ ‬يخص‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬المواطنون‭ ‬منزعجون‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬بأعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يتركوا‭ ‬فرصة‭ ‬للعمالة‭ ‬الليبية‭ ‬للشغل‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يشتغل‭ ‬الليبي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬اتجه‭ ‬للوظائف‭ ‬والمرتب‭ ‬الشهري‭.‬

وأضاف‭ ‬الأجنبي‭ ‬يأتي‭ ‬يشتغل‭ ‬دون‭ ‬إجراءات،‭ ‬أو‭ ‬شهائد‭ ‬صحية‭ ‬ودون‭ ‬إجراءات‭ ‬قانونية‭ ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬أي‭ ‬ضرائب،‭ ‬أو‭ ‬ضمان‭ ‬ويتحصلون‭ ‬على‭ ‬البنزين‭ ‬المدعوم،‭ ‬والكهرباء‭ ‬المدعوم‭ ‬مجانًا‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬الليبي‭.‬

اضفي‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الأمنية‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬نعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل،‭ ‬ونلاحظ‭ ‬أثناء‭ ‬المواسم‭ ‬مثل‭ ‬قرب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬ترتفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتختفى‭ ‬بعض‭ ‬السلع،‭ ‬ويسهمون‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بٱخر‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬أزمة،‭ ‬ومتى‭ ‬أرادوا‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مَنْ‭ ‬يراقب،‭ ‬أو‭ ‬يتابع‭ ‬أو‭ ‬يحاسب‭.‬

التقينا‭ ‬بالعامل‭ ‬رزق‭ ‬محمود‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬قال‭ ‬نحن‭ ‬المصريين‭ ‬اتينا‭ ‬لليبيا‭ ‬لنشتغل‭ ‬نتيجة‭ ‬الظروف‭ ‬والكل‭ ‬يشتغل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬كسب‭ ‬لقمة‭ ‬العيش،‭ ‬وأغلبية‭ ‬المزارع‭ ‬فى‭ ‬ليبيا‭ ‬فيها‭ ‬مزارعيون‭ ‬مصريون،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأسعار‭ ‬هناك‭ ‬‮«‬عرض‭ ‬وطلب‮»‬،‭  ‬وترتفع‭ ‬الأسعار‭ ‬نتيجة‭ ‬للبرد،‭ ‬ولظروف‭ ‬البلاد‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬بضاعة‭ ‬ما‭ .‬

كما‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬رضا‭ ‬أبوطوبة‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬خضار‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬قائلاً‭:‬

‭ ‬السوق‭ ‬السوداء‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تتحكم‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬‮«‬البطاطا‮»‬‭ ‬من‭ ‬الأساسيات‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬الليبي‭ ‬100كيلو‭ ‬بـ‭)‬800‭(‬دينار‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬العمالة،‭ ‬الدولة‭ ‬لم‭ ‬تعطى‭ ‬شيئًا‭ ‬للمزارع‭ ‬الليبي‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬محاسبته‭ ‬كيف‭ ‬تبيع‭ ‬بسعر‭ ‬ما؛‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تمول‭ ‬الدولة‭ ‬المزارع‭ ‬وتحاسبه‭ ‬يفترض‭ ‬متابعة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬خطوة‭ ‬بخطوة،‭ ‬وينظروا‭ ‬إلى‭ ‬الفلاح‭ ‬كيف‭ ‬يعاني‭  .‬

أما‭ ‬بخصوص‭ ‬المصريين‭ ‬الموجودين‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬قال‭ :‬

المصريون‭ ‬وجدوا‭ ‬الساحة‭ ‬فاضية‭ ‬الشباب‭ ‬الليبي‭ ‬اتجه‭ ‬للعمل‭ ‬الحكومي‭ ‬ليحصل‭ ‬على‭ ‬مرتب‭ ‬ونظام‭ ‬التوكات،‭ ‬ويريدون‭ ‬الراحة‭ ‬فوجد‭ ‬المصري‭ ‬المجال‭ ‬مفتوحًا‭ ‬أمامه‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬وكسب‭ ‬أموال‭ .‬

السوق‭ ‬الليبي‭ ‬يفتقد‭ ‬للشباب‭ ‬الليبي‭ ‬والأجنبي‭ ‬جاء‭ ‬وتغرب،‭ ‬وترك‭ ‬أهله‭ ‬ويبي‭ ‬يوميًا‭ ‬يربح‭ ‬1000بدل‭ ‬100‭.‬

أما‭ ‬الحاج‭ ‬مفتاح‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬يعاني‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬صاحب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهذا‭ ‬شيء‭ ‬مؤسف‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬حي‭ ‬الإسلامى‭ ‬أغلب‭ ‬العمالة‭ ‬التى‭ ‬به‭ ‬مصريين،‭ ‬ومن‭ ‬السودان‭ ‬والكل‭ ‬يشتغل‭ ‬دون‭ ‬شهائد‭ ‬صحية،‭ ‬ويتحكمون‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ويضعون‭ ‬الأسعار‭ ‬عشوائية‭ ‬ودون‭ ‬أي‭ ‬دراسة‭.‬

من‭ ‬جانبه‭ ‬أضاف‭ ‬ناصر‭ ‬محمد‭ ‬أحد‭ ‬التجار‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬حي‭ ‬الأسلامي‭ ‬بالنسبة‭ ‬لسوق‭ ‬الخضار‭ ‬جنزور،‭ ‬أو‭ ‬سوق‭ ‬الأحد،‭ ‬وفى‭ ‬حي‭ ‬الإسلامي‭ ‬وفى‭ ‬طرابلس‭ ‬مسيطرين‭ ‬عليه‭ ‬مصريين‭ ‬بحكم‭ ‬أنهم‭ ‬عمالة‭ ‬وافدة،‭ ‬وعددهم‭ ‬كبير،‭ ‬وأغلب‭ ‬السوق‭ ‬سواء‭ ‬أكان‭ )‬غذائية‭ ‬أم‭ ‬ورش‭ ‬أم‭ ‬سوق‭ ‬خضار‭( ‬كلهم‭ ‬مصريون،‭ ‬والليبيون‭ ‬عددهم‭ ‬قليل‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬حوالي‭ ‬عشرة‭ ‬أو‭ ‬15فقط‭ ‬والباقي‭ ‬الموجودين‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬مصريين‭ ‬يدفعون‭ ‬فى‭ ‬الإيجار‭ ‬ومسيطرين‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬وعلى‭ ‬الأسعار‭ ‬والبضائع‭ ‬اللي‭ ‬تجي‭ ‬يستلموا‭ ‬فيها‭ ‬ويسعروا‭ ‬فيها‭  ‬على‭ ‬هواهم،‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬تسعيره‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬يدفعون‭ ‬فى‭ ‬الخدمات‭ ‬اللي‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬ايجارات‭ ‬ونظافة‭. 

أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لليبيين‭ ‬تعلموا‭ ‬أنهم‭ ‬يحصلوا‭ ‬المال‭ ‬بالساهل‭. ‬

أما‭ ‬العامل‭ ‬المصري‭ ‬فينهض‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬3‭ ‬من‭ ‬منتصف‭ ‬الليل،‭ ‬ويشتغل‭ ‬وينزل‭ ‬ويركب‭ ‬البضائع،‭ ‬ومتغربين‭ ‬لأجل‭ ‬ذلك‭ ‬فعلا‭ ‬سيطروا‭ ‬على‭ ‬السوق،‭ ‬والتجار‭ ‬المصريون‭ ‬نجحوا‭ ‬وأصبحوا‭ ‬من‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ .‬

أما‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬فهي‭ ‬تخضع‭ ‬لقانون‭ ‬العرض‭ ‬والطلب؛‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬البضاعة‭ ‬تنقص‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬تزيد‭ ‬الأسعار،‭ ‬وعندما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البضائع‭ ‬تنقص‭ ‬الأسعار،‭ ‬والحقيقة‭ ‬اللي‭ ‬يتحكم‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬جنزور‭ ‬وحي‭ ‬الأسلامي‭ ‬وسوق‭ ‬الأحد‭. ‬

هناك‭ ‬بعض‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضرة‭ ‬تجي‭ ‬من‭ ‬مصر،‭ ‬ومن‭ ‬الشرق،‭ ‬والمصريون‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬يقسموا‭ ‬فيها‭ ‬ويبعوا‭ ‬ويوزعوا‭ ‬على‭ ‬السوق‭ .‬

وبخصوص‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬نريدها‭ ‬أن‭ ‬تتدخل‭ ‬معقولة‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬اللحم‭ ‬مرتفع‭ ‬وصل‭ ‬بـ‭)‬60‭( ‬د‭.‬ل،‭ ‬ولـ‭)‬65‭(‬،‭ ‬وسعر‭ ‬لحم‭ ‬الدجاج‭ ‬وصل‭ )‬12‭(‬،‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬التى‭ ‬أصبحت‭ ‬ترتفع‭ ‬تدريجيًا‭.‬

مسؤولون‭ ‬في‭ ‬جهاز‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬يلقون‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬فهي‭ ‬حسب‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬التسعيرة‭ ‬وفق‭ ‬القانون،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه،‭ ‬وإلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬تحدد‭ ‬تسعيرة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2012م‭.‬

نحن‭ ‬كجهاز‭ ‬مراقبة‭ ‬وضبط‭ ‬وتفتيش‭ ‬دورنا‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬ذلك‭ ‬أداة‭ ‬تنفيذية‭ ‬تنفذ‭ ‬القانون‭ ‬وحسب‭.‬

شملت‭ ‬جولتنا‭ ‬أحد‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬للحوم،‭ ‬والذبائح‭ ‬تكلمنا‭ ‬مع‭ ‬مستأجرين‭ ‬محل‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬وافدة‭ ‬بالكامل‭ ‬به‭ ‬قرابة‭ ‬خمسة‭ ‬أشخاص‭ ‬سألنا‭ ‬أحدهم‭ ‬عن‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬له‭ ‬الأسعار؟‭.‬

أجاب‭: ‬أنه‭ ‬يأخذ‭ ‬بضاعته‭ ‬من‭ ‬تاجر‭ ‬أغنام،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬رأس‭ ‬غنم،‭ ‬يقوم‭ ‬بذبحها‭ ‬مكسبه‭ ‬فيها‭ ‬قليل‭ ‬بحكم‭ ‬ان‭ ‬رأس‭ ‬الغنم‭ ‬سعره‭ ‬مرتفع‭ ‬لذا‭ ‬اجباري‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬الأسعار‭ .‬

‮ ‬المحل‭ ‬المجاور‭ ‬له‭ ‬ليبي،‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬قال‭ :‬

‭ ‬إنَّ‭ ‬العمالة‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يرفعون‭ ‬الأسعار‭ ‬‮«‬وشيطوا‭ ‬النَّار‭ ‬في‭ ‬السوق‮»‬‭ ‬يفعلون‭ ‬ما‭ ‬يريدون‭ ‬ويبخسون‭ ‬في‭ ‬الميزان،‭ ‬وقمة‭ ‬في‭ ‬الغش،‭ ‬والخداع،‭ ‬لديهم‭ ‬أساليب‭ ‬ادخلوها‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬لا‭ ‬نعرفها،‭ ‬ولم‭ ‬يسبق‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬رأينا‭ ‬مثلها،‭ ‬مثلا‭ ‬البطن‭ ‬بطن‭ ‬الخروف‭ ‬زمان‭ ‬نبيعها‭ ‬كاملة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬الآن‭ ‬تباع‭ ‬كل‭ ‬قطعة،‭ ‬لوحدها،‭ ‬وكل‭ ‬قطعة‭ ‬بسومها،‭ ‬وما‭ ‬يحز‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬أن‭ ‬التجار‭ ‬الكبار‭ ‬يبيعولهم‭ ‬بـ«الطلوق‮»‬‭ ‬وامتا‭ ‬ما‭ ‬يخلص‭ ‬يخلصه،‭ ‬وياخذوا‭ ‬في‭ ‬بضاعة‭ ‬بمئات‭ ‬الدينارات‭ ‬وعادي‭ ‬جدًا‭ ‬يتساهلوا‭ ‬معاهم،‭ ‬ونحنا‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬مايرحمكش‭ ‬ومايستناكش‭ ‬حتي‭ ‬في‭ ‬100دينار‭.‬

في‭ ‬محل‭ ‬آخر‭ ‬عامل‭ ‬يومي‭ ‬بمحل‭ ‬جزار‭ ‬قال‭ :‬

بإنّ‭ ‬الغش‭ ‬في‭ ‬الميزان،‭ ‬والتحايل‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬العمال‭ ‬الوافدين،‭ ‬وبلسانهم‭ ‬وأسلوبهم‭ ‬السلس‭ )‬اللسان‭ ‬وقلة‭ ‬الإحسان‭( ‬يخلوك‭ ‬تشري‭ ‬منهم‭ ‬رغم‭ ‬حاجتهم‭ ‬ديما‭ ‬مغشوشة‭ ‬عندهم‭ ‬أساليب‭ ‬متطورة‭ ‬ويخدموا‭ ‬ليل‭ ‬ونهار‭.‬

محل‭ ‬آخر‭ ‬يعمل‭ ‬به‭ ‬أحد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬سعر‭ ‬كيلو‭ ‬الدجاج؟،‭ ‬اجابني‭ ‬12‭.‬2،‭ ‬فقلتُ‭ ‬له‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬كان‭ ‬بـ‭)‬10‭(..‬واليوم‭ ‬الذي‭ ‬قبله‭ ‬نزل‭ ‬سعره‭ ‬إلى‭ )‬8‭(…‬مَنْ‭ ‬يحدد‭ ‬السعر‭ ‬؟‭!.‬

اجابني‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ‬التاجر‭ !‬

مَنْ‭ ‬هو‭ ‬التاجر‭ .. ‬حسب‭ ‬كلامه‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭!!‬

التجار‭ ‬كثر‭ ‬والسلعة‭ ‬مكدسة‭ ‬وموجودة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬والمنة‭ ‬لماذا‭ ‬إذا‭ ‬الأسعار‭ ‬غير‭ ‬ثابتة‭ ‬وتتأرجح‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬لآخر‭ ‬؟

اعتقد‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظرنا‭ ‬ان‭ ‬التجار‭ ‬الكبار‭ ‬وس‭ ‬ق‭ ‬الجملة‭ ‬لهم‭ ‬الكلمة‭ ‬الطولي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬يخيطون‭ ‬ويفصلون‭ ‬والتجار‭ ‬الصغار‭ ‬يلبسون

حتي‭ ‬وان‭ ‬زاد‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الوافة،‭ ‬فكم‭ ‬سيزيد‭ ‬عن‭ ‬السعر‭ ‬الأصلي‭ ‬مهما‭ ‬زاد‭ ‬لن‭ ‬يصل‭ ‬الي‭ ‬هذا‭ ‬الغلاء‭ ‬الفاحش،‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يغش‭ ‬في‭ ‬الميزان‭ ‬ويبيعك‭ ‬بضاعه‭ ‬مغشوشة‭ ‬امر‭ ‬وارد‭ ‬احيانا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬سوق‭ ‬الخضار‭ ‬الامور‭ ‬تبدو‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬فالتاجر‭ ‬أو‭ ‬صاحب‭ ‬المزرعة‭ ‬وصاحب‭ ‬الرزق‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يحدد‭ ‬سعر‭ ‬منتوجاته‭ ‬مسبقًا‭ ‬ويرفع‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬عنده‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬للباعة‭ ‬الصغار،‭ ‬وحين‭ ‬تسأله‭ ‬لماذا‭ ‬يغالي‭ ‬في‭ ‬بضاعته؟،‭ ‬يجيبك‭ ‬بأنه‭ ‬اشترى‭ ‬السماد‭ ‬بكذا‭ .. ‬والمبيدات‭ ‬بكذا‭ ‬مع‭ ‬المياه‭ ‬وأدوات‭ ‬السقي،‭ ‬وموسم‭ ‬شح‭ ‬الأمطار،‭ ‬ودودة‭ ‬الجدع،‭ ‬والأتربة،‭ ‬وعدد‭ ‬الشجيرات‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يقل‭ ‬في‭ ‬مزرعته‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬جعلته‭ ‬يوصل‭ ‬ثمن‭ ‬كيلو‭ ‬البرتقال‭ ‬لـ‭) ‬16‭( ‬دينارًا،‭ ‬وكيلو‭ ‬البطاطس‭ ‬بـ‭)‬7‭( ‬وغيرهما‭ ‬من‭ ‬الفواكه‭ ‬والخضار‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬اتجرأ‭ ‬أن‭ ‬اسأل‭ ‬عن‭ ‬سعرها‭ ‬لأنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬ستكون‭ ‬غالية‭ ‬جدًا‭ ‬على‭ ‬جيب‭ ‬اي‭ ‬مواطن‭ ‬محدود‭ ‬الدخل‭. ‬

كيلو‭ ‬الموز‭ ‬بـ‭)‬7‭( ‬دينارات،‭ ‬والتفاح‭ ‬بـ‭)‬8‭( ‬غير‭ ‬الكيوي،‭ ‬وباقي‭ ‬الفواكه‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬الكماليات‭.‬

أحد‭ ‬المارة‭ ‬وبينما‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬يسأل‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬خضراوات‭ ‬تدخل‭ ‬قائلاً‭ :‬‭ ‬العيب‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬الكبار،‭ ‬هم‭ ‬سبب‭ ‬البلاء،‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يتحكمون‭ ‬بالسوق‭ ‬ويملكون‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ .. ‬أما‭ ‬التجار‭ ‬الأصغر‭ ‬منهم‭ ‬شأنًا،‭ ‬فهم‭ ‬مجرد‭ ‬عمال‭ ‬لا‭ ‬أكثر‭ ‬لدى‭ ‬صاحب‭ ‬العمل،‭ ‬،وأغلبهم‭ ‬إجراءباليومية‭ .‬

عبد‭ ‬العاطي‭ ‬ميلاد‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬خضراوات‭ ‬ومعه‭ ‬عاملين‭ ‬أحدهما‭ ‬أفريقي‭ ‬والآخر‭ ‬ليبي‭ ‬قال‭ : ‬إنه‭ ‬وعندما‭ ‬يبيع‭ ‬كيلو‭ ‬الفلفل‭ ‬الحار‭ ‬مثلاً‭ ‬بـ‭) ‬7‭( ‬فانه‭ ‬مجبر‭ ‬لان‭ ‬المصدر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬رفع‭ ‬عنه‭ ‬السعر‭ ‬فحتي‭ ‬ولو‭ ‬كسب‭ ‬دينارًا،‭ ‬فهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬قليلاً‭ ‬جدًا‭ ‬أمام‭ ‬إيجار‭ ‬السيارة،‭ ‬والمحل‭ ‬الصغير

وعندي‭ ‬سؤالي‭ ‬له‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬بديل‭ ‬لهذا‭ ‬الغلاء،‭ ‬فالسعر‭ ‬مرتفع‭ ‬نوعًا‭ ‬ما‭ !‬

أجاب‭ ‬أن‭ ‬المزارع‭ ‬أيضًا‭ ‬والذي‭ ‬يشتري‭ ‬منه‭ ‬الخضار‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬يدفع‭ ‬ثمن‭ ‬الاسمدة،‭ ‬والدواء،‭ ‬والماء‭ ‬لري‭ ‬الخضار،‭ ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬يتحمل‭ ‬مصاريف‭ ‬أخرى،‭ ‬ويتحمل‭ ‬كذلك‭ ‬موسم‭ ‬شح‭ ‬الأمطار،‭ ‬لذلك‭ ‬فالعملية‭ ‬ككل‭ ‬مربوطة‭ ‬ببعضها‭ .‬

أما‭ ‬السيد‭ ‬جلال‭ ‬العباني‭ ‬قال‭ :‬

قال‭ ‬عن‭ ‬العمال‭ ‬الوافدين،‭ ‬هم‭ ‬يستثمرون‭ ‬أموالًا‭ ‬ليبية،‭ ‬وراس‭ ‬مال

ليبي،‭ ‬وهم‭ ‬بالتالي‭ ‬مصدرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬لتحريك‭ ‬تلك‭ ‬الأموال‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬التصدير‭ ‬وهم‭ ‬اشبه‭ ‬بمعادلة‭ ‬مكملة‭ ‬لبعضها‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ -‬التجار‭ – ‬العمال،‭ ‬وهم‭ ‬أساسا‭ ‬‮«‬جايين‭ ‬ليبيا‭ ‬بيخدموا‭ ‬حرفة‭ ‬يد‮»‬،‭ ‬ويتحصل‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬مال‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬منهم‭ ‬اعرفهم‭ ‬معرفة‭ ‬شخصية‭ ‬يقوم‭ ‬بدور‭ ‬المسوق‭ ‬حيث‭ ‬ينسق‭ ‬بين‭ ‬تجار‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬مع‭ ‬تجار‭ ‬آخرين‭ ‬خارج

ليبيا‭ ‬لاستيراد‭ ‬اللحوم‭ ‬والمواشي‭ ‬والسلع‭ ‬الضرورية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فسعر

تحميل‭ ‬هذه‭ ‬البضاعة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬الفارق‭ ‬في‭ ‬السعر‭ ‬،‭ ‬فلو‭ ‬كانت‭ ‬الخضار‭ ‬والفواكه‭ ‬واللحوم‭ ‬والاغنام‭ ‬منتجات‭ ‬محلية‭ ‬وهناك‭ ‬اكتفاء‭ ‬ذاتي‭ ‬من‭ ‬مزارعنا‭ ‬ومنتجاتنا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬سعرها‭ ‬سيصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬وصل

إليه‭ ‬الآن‭ ‬علىي‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تصدر‭ ‬إلينا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الآخرى‭ ‬فالبتأكيد‭ ‬السعر‭ ‬سيزيد‭ ‬إجباريًا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬النقل،‭ ‬والتحميل،‭ ‬وتعبئة‭ ‬البضاعة،‭ ‬وتصل‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬المطاف‭ ‬ليد‭ ‬المواطن‭ ‬بسعر‭ ‬مرتفع‭ ‬جدًا،‭ ‬بالتالي‭ ‬هذه‭ ‬الضريبة‭ ‬يدفعها‭ ‬المواطن‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى