رأي

السير على خيط رفيع!

هاشم شليق

محطة

نشأ‭ ‬جيل‭ ‬زيد‭ ‬الذين‭ ‬ولدوا‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬1997‭-‬2010‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬ويعتبر‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية‭ ‬والإنترنت‭ ‬جزءا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية‭..‬وبدوره‭ ‬ينشأ‭ ‬جيل‭ ‬ألفا‭ ‬ممن‭ ‬ولدوا‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬فصاعدا‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬رقمية‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا‭ ‬من‭ ‬سابقاتها‭ ‬مما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬تعلمهم‭ ‬وتفاعلهم‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حولهم‭..‬فهناك‭ ‬أمامهم‭ ‬اليوم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬أداة‭ ‬للذكاء‭ ‬الإصطناعي‭ ‬تغطي‭ ‬كافة‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬والعلوم‭ ‬والفنون‭..‬وتم‭ ‬تسمية‭ ‬أولئك‭ ‬بالمواطنين‭ ‬الرقميين‭..‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬متابعتي‭ ‬للقاءات‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مختلفة‭ ‬وخاصة‭ ‬المدن‭ ‬الرئيسية‭ ‬وضواحيها‭ ‬تبين‭ ‬إنهم‭ ‬مرتاحون‭ ‬للتعليم‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬يوتيوب‭ ‬والدورات‭ ‬التدريبية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الفصول‭ ‬الإفتراضية‭..‬كما‭ ‬يجمعهم‭ ‬تقدير‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬العرق‭ ‬والهوية‭ ‬وتبادل‭ ‬الآراء‭ ‬وآخر‭ ‬همهم‭ ‬السياسة‭..‬ويفضل‭ ‬الكثيرون‭ ‬ثقافة‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بدوام‭ ‬رسمي‭..‬ويميلون‭ ‬إلى‭ ‬المحتوى‭ ‬القصير‭ ‬مثل‭ ‬تيك‭ ‬توك‭ ‬وريلز‭..‬ويتابعون‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬والمشاهير‭..‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نجد‭ ‬الأطفال‭ ‬يجيدون‭ ‬استخدام‭ ‬شاشات‭ ‬اللمس‭ ‬والأجهزة‭ ‬اللوحية‭ ‬وبات‭ ‬لديهم‭ ‬وصول‭ ‬مستمر‭ ‬إلى‭ ‬المحتوى‭ ‬الرقمي‭ ‬ومكالمات‭ ‬الفيديو‭ ‬ومنصات‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭..‬وتشير‭ ‬التقارير‭ ‬اليوم‭ ‬بأن‭ ‬الصغار‭ ‬والشباب‭ ‬بدأوا‭ ‬فعلا‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬التعلم‭ ‬الهجين‭..‬وهو‭ ‬الكتاب‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التقنية‭..‬لذا‭ ‬يستوجب‭ ‬توعية‭ ‬الطلاب‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬بالصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والبدنية‭ ‬نتيجة‭ ‬للتعرض‭ ‬المبكر‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬وخاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الإصطناعي‭ ‬الذي‭ ‬فات‭ ‬أوان‭ ‬محاصرته‭..‬وهنا‭ ‬ينصح‭ ‬الخبراء‭ ‬بزيادة‭ ‬جرعة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الرياضية‭ ‬والإهتمام‭ ‬بالمجالات‭ ‬الفنية‭ ‬والأدبية‭ ‬لخلق‭ ‬توازن‭ ‬نفسي‭..‬عموما‭ ‬يعد‭ ‬ذلك‭ ‬الذكاء‭ ‬شيئا‭ ‬ايجابيا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬حيث‭ ‬يتيح‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬موارد‭ ‬دراسية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬لولا‭ ‬ذلك‭..‬كما‭ ‬تختصر‭ ‬حلوله‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قائمة‭ ‬سريعة‭ ‬من‭ ‬الإجابات‭ ‬الدقيقة‭ ‬مما‭ ‬يسمح‭ ‬للطلاب‭ ‬بمتابعة‭ ‬مجالات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭..‬وتمهد‭ ‬أدواته‭ ‬الطريق‭ ‬لبيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬أكثر‭ ‬تفاعلية‭ ‬ومتعة‭..‬فهو‭ ‬يغطي‭ ‬احتياجات‭ ‬الطلاب‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬معرفة‭ ‬مرنة‭ ‬ومعلومات‭ ‬شاملة‭ ‬وبالتالي‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الإستقصاء‭..‬وفي‭ ‬وقت‭ ‬قد‭ ‬يبدو‭ ‬شرح‭ ‬الكتاب‭ ‬المدرسي‭ ‬معقدا‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭..‬نجد‭ ‬الذكاء‭ ‬الإصطناعي‭ ‬يساعد‭ ‬عمليا‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬قضاء‭ ‬الطالب‭ ‬ساعات‭ ‬عالقا‭ ‬بينما‭ ‬يمكنه‭ ‬استخدامه‭ ‬لشرح‭ ‬الموضوع‭ ‬بخطوات‭ ‬وأمثلة‭ ‬بسيطة‭..‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬يعمل‭ ‬الطلاب‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬مشاريع‭ ‬وواجبات‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭..‬كما‭ ‬تستطيع‭ ‬تلك‭ ‬التقنية‭ ‬تقديم‭ ‬خدمة‭ ‬للمعلمين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬أداء‭ ‬الطلاب‭ ‬وتحديد‭ ‬نقاط‭ ‬قوتهم‭ ‬وضعفهم‭ ‬وكمثال‭ ‬بطريقة‭ ‬الرسومات‭ ‬البيانية‭..‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬تعد‭ ‬مشاركة‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الليبية‭ ‬للروبوت‭ ‬والذكاء‭ ‬الإصطناعي‭ ‬في‭ ‬الأولمبياد‭ ‬العربي‭ ‬مؤخرا‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬نحو‭ ‬دعم‭ ‬وتمكين‭ ‬المواهب‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة‭ ‬لتعزيز‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وتوسيع‭ ‬آفاق‭ ‬الإبتكار‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭..‬إذن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬استكمال‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬اهتمامات‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭..‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬معناه‭ ‬السير‭ ‬ببطء‭ ‬على‭ ‬خيط‭ ‬رفيع‭ ‬بإتجاه‭ ‬سراب‭ ‬تعليمي‭ ‬أكل‭ ‬منه‭ ‬الدهر‭ ‬حتى‭ ‬التخمة‭ ‬وشرب‭ ‬حتى‭ ‬الثمالة‭..‬والناتج‭ ‬بالتأكيد‭ ‬دون‭ ‬قصد‭ ‬حرث‭ ‬في‭ ‬البحر‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى