إجتماعي

الشارع القديم والبيت الكبير ورغبات الناس الملحة للعودة للماضي والحنين له

 

 

كثيرًا منا يحن للماضي ويستغرق في  الذكريات ويخبر الآخرين عنها، والكثير أيضا يعتقد أنه يفتقد شيئاً ما من ماضيه ويحن إليه .

بيوتنا القديمة وشارعناالقديم  ونحن أطفال أبناء الجيران لمة العائلة حكايات الجدات رفاق الطفولة ألعاب أبناء الأعمومة مجتمعين رفاق الصفوف في المدرسة النجاحات والمواقف والمغامرات بين الاخوة وفي كنف الوالدين كل هذا يشكل دائرة حنين لكثير من الأشخاص ويشعرهم بأحاسيس متضاربة بين السعادة والحزن عند تذكرها

تأثير الحنين

ولكن ما تأثير الحنين على مشاعرنا؟ هل يُشعرنا بالحزن أم بالسعادة أم بالغبن أم بالرضا؟

حاول مجموعة من الباحثين تقديم إجابة عن هذا السؤال بورقة بحثية نُشرت في فبراير/شباط 2020 في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي

ووجدت الدراسة أن الميل إلى الشعور بالحنين للماضي يرتبط بتجربة المشاعر السلبية والاكتئاب والندم، كما ترتبط المستويات الأعلى من الحنين بالبحث عن معنى للحياة.

وكشفت الدراسة كذلك أن الأشخاص الذين يصنفون أنفسهم على أنهم أكثر حنينا إلى الماضي يميلون إلى الشعور بمشاعر وعواطف سلبية أكثر من أولئك الذين يصنفون أنفسهم على أنهم أقل حنينا إلى الماضي.

كما تشير نتائج الدراسة إلى أن الحنين إلى الماضي ينشأ من الشعور بالعزلة، ويؤدي إلى مشاعر سلبية في المستقبل.

تقول وجدان التريكي 35سنه جدا انت مش في الذكريات وأشعر بأن التفكير فيها رغم حزني الشديد بالنقد لها الا انها الجانب الأكثر تماما واكثر دافعا لي للاستمرار

ونسألك البوزيدي 44سنة يقول بأن اجمل ايام حياتي هي طفولتي ذكرياتي لبيت جدي وامي وابي الذين فقدتها دائمة الحضور في ذهني وأشعر بحنين غامر لها حد الوجع .

ويقول الباحثون إن نتائج الدراسة تختلف عن نتائج مثيلاتها السابقة التي تناولت الشوق إلى الماضي ووجدت أنه يجعل الناس يشعرون بالرضا.

ولكن ما هو مصدر هذا الاختلاف؟ يقول الباحثون إن سبب هذا الاختلاف هو أن هذه الدراسات لا تخبرنا كثيرا عما يحدث عندما يشعر الناس بالحنين إلى الماضي خلال كل يوم من حياتهم.

ولكن هذه الدراسات عادة تطلب من الناس التفكير في حدث يبعث على الحنين لديهم، وعادة يكون هذا الحدث أكثر إيجابية في يوم حزين.

الأفكار الحنينية

يمكن أن تشعرك بالرهبة أكثر من الشعور بالراحة

وفي الدراسة الجديدة، حينما أكمل المشاركون فيها تجارب يومية قاموا بتقييم مدى حنينهم إلى الماضي في كل يوم، وأظهرت النتائج أن الأيام التي شعر فيها الناس بالحنين إلى الماضي كانت هي الأيام التي شعروا فيها بالسوء.

لماذا نحزن؟

سعاد الجبالي 50سنة تقول مجرد التذكر والحنين لما افتقدت يصيبني برغبة في البكاء وحزن على مافقدت من ماضي زاخر وذكريات لاتعود

اما محمد النائلي 31سنة يقول كلما تذكرت اصدقائي الذين فقدتهم في الحروب وغيبهم الموت اعتصر الما ووجعا

من المؤكد أن اندفاع الحزن لدينا عند اجترار الماضي ينبع من التساؤل عما إذا كان أو ما يمكن أن يكون وما إلى ذلك. لكن علماء النفس والخبراء في هذا المجال يعتقدون أن المشاعر عموما لها تأثير إيجابي قوي على صحتك العقلية، وفي بعض الأحيان يمكن أن تشعرك الأفكار الحنينية بالرهبة أكثر من الشعور بالراحة. لكن أولا يجب معرفة كيف يكون الحنين إلى الماضي مفيدا لنا.

من المستحيل العودة بالزمن إلى الوراء وتغيير ماضيك ولكن يمكن تغيير طريقة تفكيرك

تقول كريستين باتشو الخبيرة في «النوستالجيا» (التوق الى الماضي) إن الحنين إلى الماضي  بطبيعته، لأنه يذكرك بالتغيير من جهة، ومدى ثراء حياتك من جهة أخرى.

وتضيف  أنه «أثناء الأوقات الصعبة يمكن لتذكر ماضينا والرجوع إليه أن يقوينا من خلال تذكيرنا بكيفية تجاوزنا للتحديات، أو الخسارة، أو الإصابة، أو الفشل، أو سوء الحظ في الماضي».

جلال الزوبي 49يقول كثيرا ما كان للحنين وتذكر الماضي اثره الإيجابي على نفسيتي كلمات والدي وتشجيع امي رحمهم الله مكاني من الإصرار والنهوض من الانكسار في كثير من المواقف عندما خسرت بيتي في عين زارة  بسبب الحرب الأخيرة للحظات كنت سانهار وانا أرى بيتي مهدوم وأولادي مشتتين ولكن دائما عندما اخلو بنفسي تأتيني كلمات الوالد والوالدة كدواء وجرعة قوية للإيمان والنهوض لولا ماتربيت عليه وما زرعاه في والتفكير فيهما لما استطعت النهوض

الدراسات الأخيرة تؤكدعندما نشعر بالحزن أو الإحباط، قد يكون من دواعي السرور أن نتذكر أننا ما زلنا الشخص الذي كان سعيدا وقويّا ومنتجا». لكن قد لا يشعر بعض الناس بالراحة عند التفكير في ماضيهم، وبدلا من ذلك يجعلهم يشعرون بالاكتئاب».

تقول الدكتورة باتشو «إذا كنت شخصا يميل إلى الشعور بالضيق عند تأمّل الذكريات، فقد تكون هناك طريقة بسيطة لتغيير وجهة نظرك، فكّر في الأشخاص الذين كنت قريبا منهم في ذلك الوقت».

اسراء مفتاح تقول مشاعري خليط كلما تذكرت وجه ابي الراحل وذكرياتي معه على البحر أو في السيارة عند ايصالي للمدرسة أو في يومي ومشاكلي أشعر بالحنين والحزن ايضا للفقد

في الحقيقة.. لن يجلب لك الحنين دائما الشعور بالدفء والغموض، ولذلك من الطبيعي أن تشعر بالحزن أو الانزعاج عندما تفكر في ذكريات معينة. أهم شيء يجب تذكره أنه من المستحيل العودة بالزمن إلى الوراء وتغيير ماضيك، لكن من الممكن تغيير الطريقة التي تفكر بها بشأنه».

كم منا يفتقد أشخاص وكم منا يفتقد أماكن ومن منا يفتقد شعور واحاسيس وغيرنا يحن لرائحة ما وصوت معين وكلمات لا تعود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى