إجتماعي

العزوف عن الزواج: عاداتٌ بالية .. وأسعارٌ باهظة

فائزة العجيلي

شهدتْ‭ ‬بلادنا‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬موجة‭ ‬غلاء‭ ‬وارتفاع‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬لجميع‭ ‬السلع،‭ ‬وضعفاً‭ ‬للقوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للدينار‭ ‬الليبي‭..‬

ورغم‭ ‬ذلك،‭ ‬مازال‭ ‬الليبيون‭ ‬متمسكين‭ ‬بعاداتهم‭ ‬القديمة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الزواج،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬غلاء‭ ‬المهور،‭ ‬والسكن‭ ‬المستقل،‭ ‬ومصاريف‭ ‬الأفراح‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭..‬

القسم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بصحيفة‭ ‬‮«‬فبراير‮»‬،‭ ‬استطلع‭ ‬آراء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المختصين،‭ ‬والأكاديميين‭ ‬والصحفيين،‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرحه‭ ‬السؤال‭ ‬التالي‭:-‬‭ ‬

كيف‭ ‬ترى‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭?, ‬وما‭ ‬هي‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭?‬

هذه‭ ‬حوصلة‭ ‬الآراء‭:-‬

‭ – ‬د‭ . ‬عادل‭ ‬المشري‭ :‬

‭ ‬الشبابُ‭ ‬ضاعَ‭ ‬بين‭ ‬براثن‭ ‬النزاعات،‭ ‬وغياب‭ ‬الدولة‭..! ‬أصبح‭ ‬عزوفُ‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬أمرًا‭ ‬واضحًا‭ ‬وجليًا‭ ‬لا‭ ‬يخلتف‭ ‬عليه‭ ‬عاقل‭ ‬ينظر‭ ‬للمستقبل‭ ‬برؤية‭ ‬تصحيحية‭ ‬ربما‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬العزوف‭ ‬نتاج‭ ‬قلة‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬للعمل‭ ‬أمام‭ ‬غالبية‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬التخصَّصات‭ ‬باستثناء‭ ‬القليل‭ ‬وربما‭ ‬نتاج‭ ‬عدم‭ ‬وضع‭ ‬الدولة‭ ‬لحلول‭ ‬عملية‭ ‬تستهدف‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات‭ ‬المعطلة،‭ ‬والحبيسة‭ ‬داخل‭ ‬جدران‭ ‬البيوت،‭ ‬والمقاهي‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬صعوبات‭ ‬السكن‭ ‬وغلاء‭ ‬الايجارات‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭ ‬جل‭ ‬غالبية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لسد‭ ‬الفجوات‭ ‬المماثلة‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬أو‭ ‬الاوروبية‭ ‬المهددين‭ ‬بالشيخوخة‭ ‬وعجز‭ ‬بناء‭ ‬قدارت‭ ‬شبابية‭ ‬جديدة‭ ‬نراها‭ ‬تضع‭ ‬ضمن‭ ‬مخططات‭ ‬لبناء‭ ‬مدن‭ ‬حديثة‭ ‬تتوفر‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬متطلبات‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬وسكن‭…‬الخ

ليبيا‭ ‬للأسف‭ ‬بدأتْ‭ ‬تشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬السلبية‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬البطالة،‭ ‬وغلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬كانتشار‭ ‬تعاطي‭ ‬المخدارت،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬الجريمة‭ ‬مما‭ ‬أثَّر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬أُسر‭ ‬جديدة‭ ‬ناهيك‭ ‬عما‭ ‬نشهده‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬الطلاق‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬معرفة‭ ‬أسبابها‭ ‬الحقيقة‭ ‬ولم‭ ‬تخضع‭ ‬أصلاً‭ ‬للدراسة‭ ‬لمعرفة‭ ‬الخلَّل‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنة‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬لدى‭ ‬غالبية‭ ‬الشباب‭ ‬الذين‭ ‬يفضلون‭ ‬حياة‭ ‬العزوبية‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬نواة‭ ‬جديدة‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬مستقبلاً‭…‬

سالمة المدني

تغيرتْ‭ ‬العاداتُ‭ ‬والتقاليد‭ ‬متاع‭ ‬الزواج،‭ ‬معاش‭ ‬يطلبوا‭ ‬في‭ ‬ذهب‭ ‬داب‭ ‬دبلة‭ ‬أو‭ ‬خاتم‭ ‬وفي‭ ‬حتى‭ ‬يلي‭ ‬يسكنوا‭ ‬في‭ ‬الإيجار‭ .. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬مصاريف‭ ‬الأفراح‭ ‬المبالغ‭ ‬فيها‭ .. ‬لو‭ ‬المقبلون‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬عندهم‭ ‬عقول‭ ‬راه‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬المصاريف‭ ‬وداروا‭ ‬عرس‭ ‬بسيط‭ ‬عائلي‭ .. ‬بدل‭ ‬ما‭ ‬يدفعوا‭ ‬في‭ ‬صلاة‭ ‬الأفراح‭ ‬‮٣‬‭ ‬او‭ ‬‮٤‬‭ ‬الاف‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ..‬والحلويات‭ ‬اللي‭ ‬أسعارها‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬داروا‭ ‬في‭ ‬الحوش‭ ‬الحلويات‭ ‬العادية‭ ‬ولا‭ ‬البوكسات‭ ‬يلي‭ ‬يديروا‭ ‬فيهم‭ ‬في‭ ‬الآخر‭ ‬ح‭ ‬يتلوحوا‭ ‬في‭ ‬الكناسة‭..‬لو‭ ‬تم‭ ‬توظيف‭ ‬الأموال‭ ‬بشكل‭ ‬جيد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العروس‭ ‬والعروسة‭ ‬كان‭ ‬بإمكانهما‭ ‬يحلوا‭ ‬هلبا‭ ‬مشكلات‭.. ‬كله‭ ‬بدي‭ ‬جو‭ ‬استعراض‭ ‬وخاصة‭ ‬البنات‭ ‬مبهورين‭ ‬بالتقليد‭ ‬والاستعراض‭ .. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الاقتصاد‭ ‬في‭ ‬المصاريف‭ .. ‬الفيلو‭ ‬يلي‭ ‬بـ‭) ‬‮٤‬‭ ‬او‭ ‬‮٥‬‭ ( ‬آلاف‭ ‬تاخذ‭ ‬فستانًا‭ ‬بسيطًا‭ .‬‭. ‬الاجانب‭ ‬تلقيهم‭ ‬يلبسوا‭ ‬في‭ ‬فساتين‭ ‬بسيطة‭ ‬أو‭ ‬فستان‭ ‬امها‭ ‬لو‭ ‬هما‭ ‬يبوا‭ ‬يقلدوا‭ .. ‬أو‭ ‬المزينات‭ ‬يلي‭ ‬وصلو‭ ‬لـ‭) ‬‮٣‬‭ ‬أو‭ ‬‮٤‬‭( ‬آلاف‭ ‬شن‭ ‬بيعيد‭ ‬صياغتها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ .. ‬مسألة‭ ‬الوعي‭ ‬مهمة‭ .. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬حملة‭ ‬وعي‭ .. ‬معاش‭ ‬بيبدوا‭ ‬سعيدين‭ ‬بحياتهم‭ ‬بيبدوا‭ ‬يفكروا‭ ‬في‭ ‬كيف‭ ‬يتم‭ ‬تسديد‭ ‬هذه‭ ‬الديون‭ .. ‬العرس‭ ‬الليبي‭ ‬حاليًا‭ ‬يكلف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٥٠‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬سببه‭ ‬التقليد‭ ‬الاعمى‭ ‬لـ‭)‬السوشيال‭ ‬ميديا‭( .. ‬والنَّاس‭ ‬يلي‭ ‬تقيم‭ ‬في‭ ‬نفسها‭ ‬بكمية‭ ‬الذهب،‭ ‬أو‭ ‬اللبس‭ ‬يلي‭ ‬تلبس‭ ‬فيه‭ .. ‬دينا‭ ‬يأمر‭ ‬بالبساطة‭ … ‬أقلهن‭ ‬مهراً‭ ‬أكثرهن‭ ‬بركة‭ .. ‬المجتمعات‭ ‬تتقدم‭ ‬وانت‭ ‬تتأخروا‭ ‬مع‭ ‬ان‭ ‬اغلبية‭ ‬الجيل‭ ‬متعلم‭ ‬وخريج‭ ‬جامعات‭ ..‬لابد‭ ‬من‭ ‬الاعلام‭ ‬يمارس‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬بخصوص‭ ‬هادي‭ ‬التكاليف‭ ‬الباهظة‭ ‬يلي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬تأخر‭ ‬سن‭ ‬زواج‭ ‬وما‭ ‬يترتب‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬صحية‭ ‬للطرفين‭ ‬وحتى‭ ‬سرطانات‭ ‬الثدي‭ ‬والرحم‭ ..‬وحتى‭ ‬حالة‭ ‬نفسية‭ ‬سيئة‭ .. ‬قيمة‭ ‬الإنسان‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬سلوكه‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬ولا‭ ‬تكمن‭ ‬فيما‭ ‬يستعرضهو،‭ ‬أو‭ ‬يقلده‭ ‬من‭ ‬النَّاس‭..‬

‭- ‬د‭. ‬علي‭ ‬فرج‭.. ‬

أولاً‭ ‬التمسك‭ ‬بالعادات‭ ‬ليس‭ ‬سببًا‭ ‬أو‭ ‬عاملاً‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬تأخير‭ ‬سن‭ ‬الزواج؛‭ ‬لكن‭ ‬المبالغة‭ ‬فيها‭ ‬واستحداث‭ ‬عادات‭ ‬جديدهة‭ ‬أثرتْ‭ ‬بالتأكيد‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬نظرنا‭ ‬إلى‭ ‬غلاء‭ ‬المهور‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬موجودً؛‭ ‬فعلى‭ ‬الأسر‭ ‬تيسر‭ ‬ذالك،‭ ‬فالعالم‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬تكاليف‭ ‬الزواج‭ ‬والتي‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬السكن‭ ‬والسيارة‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬أصبحتْ‭ ‬شرطًا‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الزواج،‭ ‬الحل‭ ‬حسب‭ ‬وجهت‭ ‬نظري‭ ‬هو‭ ‬تدخل‭ ‬العرف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بإلغاء‭ ‬بعض‭ ‬العادات‭ ‬وتحديد‭ ‬سقف‭ ‬المهور‭ ‬وتدخل‭ ‬الدولة‭ ‬بتوفير‭ ‬السكن‭ ‬والمركوب‭ ‬على‭ ‬هيئة‭ ‬قروض‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يمكن‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬ترتب‭ ‬عليها‭ ‬مشكلات‭ ‬أخرى‭ ‬كانحراف‭ ‬الشباب‭ ‬وانتشار‭ ‬الزنا‭ ‬والزواج‭ ‬خارج‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬وزواج‭ ‬الأجانب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭..‬

‭- ‬رباب‭ ‬نور‭ .. ‬صحفية‭ ‬

قال‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ : )‬يا‭ ‬معشر‭ ‬الشباب،‭ ‬من‭ ‬استطاع‭ ‬منكم‭ ‬الباءة‭ ‬فليتزوج‭(‬؛‭ ‬المعنى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬استطاع‭ ‬مؤنة‭ ‬الزواج،‭ ‬فالزواج‭ ‬يُبنى‭ ‬على‭ ‬الثقة‭ ‬والمودة،‭ ‬والمعروف‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬ويجب‭ ‬مراعاة‭ ‬الظروف‭ ‬وتسهيلها‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬أراد‭ ‬الزواج‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬لشباب‭ ‬والبنات،‭ ‬وصلاح‭ ‬الدين‭ ‬والمجتمع‭.‬

ولكن‭ ‬عندما‭ ‬يصعب‭ ‬الحلال‭ ‬ترى‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬بشكل‭ ‬علني؛‭ ‬فالحياة‭ ‬الآن‭ ‬أصبحتْ‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬صعبة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المعيشة‭ ‬خاصةً‭ ‬أصحاب‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬وعدم‭ ‬توفر‭ ‬فرص‭ ‬العمل؛‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المتطلبات‭ ‬والطلبات‭ ‬والالتزامات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬بعض‭ ‬العائلات‭ ‬عندما‭ ‬يأتي‭ ‬أحد‭ ‬ويتقدم‭ ‬لبناتهم‭.‬

فالمظاهر،‭ ‬والتباهي‭ ‬أصبحا‭ ‬مبالغًا‭ ‬فيهما‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬المهور‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الالتزامات‭ ‬الأخرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بترتيبات‭ ‬الزواج‭ ‬للطرفين؛‭ ‬فأصبح‭ ‬همًا‭ ‬لجميع‭ ‬الأطراف‭ ‬متناسين‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬هو‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وتنازل‭ ‬عن‭ ‬المظاهر‭ ‬حتى‭ ‬تستمر‭ ‬الحياة؛‭ ‬فهو‭ ‬عُفّة‭ ‬للطرفي،‭ ‬فالأخلاق‭ ‬والقيم‭ ‬أهم‭ ‬أحيانًا‭ ‬من‭ ‬المال‭.‬

ولكن‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬غياب‭ ‬الوعي‭ ‬والارشاد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بالدولة‭ ‬وخلو‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬الزواج‭ ‬جعل‭ ‬ظاهرة‭ ‬العزوف‭ ‬عن‭ ‬الزواج‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر،‭ ‬فالكثرون‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬مهتمون‭ ‬بحسن‭ ‬الخلق‭ ‬فغنى‭ ‬النفس‭ ‬والرضي‭ ‬والقناعة‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬غنى‭ ‬المال‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المَّمكن‭ ‬أن‭ ‬يزول‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬وفي‭ ‬لحظات،‭ ‬وأكرَّر‭ ‬أنَّه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حلٌ‭ ‬لهذا‭ ‬العزوف‭ ‬إلا‭ ‬بتكثيف‭ ‬الوعي‭ ‬والارشاد،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬التعقيدات‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬مظاهر‭ ‬التفاخر‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬الدين‭..‬

‭- ‬أحمد‭ ‬الخميسي‭. ‬

هناكَ‭ ‬جملةٌ‭ ‬منْ‭ ‬الأسبابِ‭ ‬تقفُ‭ ‬وراءَ‭ ‬عزوفِ‭ ‬الشبابِ‭ ‬عنْ‭ ‬الزواجِ‭ ‬منها‭ ‬تدنيَ‭ ‬الواقعِ‭ ‬المعيشيِ‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تراجعِ‭ ‬قدرةِ‭ ‬غالبيةِ‭ ‬الشبابِ‭ ‬على‭ ‬تحملِ‭ ‬التكاليفِ‭ ‬الباهظةِ‭ ‬للزواجِ،‭ ‬فضلاً‭ ‬عنْ‭ ‬غيابِ‭ ‬المبادراتِ‭ ‬حوّلَ‭ ‬دعمِ‭ ‬الراغبينَ‭ ‬بالزواجِ،‭ ‬وحقَّقتْ‭ ‬مبادرةٌ‭ ‬حكوميةٌ‭ ‬خلالَ‭ ‬سنواتِ‭ ‬الماضيةِ‭ ‬في‭ ‬تشجيعِ‭ ‬الزواجِ‭ ‬عبرَ‭ ‬منح‭ ‬مبلغِ‭ ‬قدرهِ‭ ‬الـ20‭ ‬ألفِ‭ ‬دينارٍ‭ ‬لكلٍ‭ ‬مقبلٍ‭ ‬على‭ ‬الزواجِ،‭ ‬فتقدمَ‭ ‬الآلافُ‭ ‬للتسجيلِ‭ ‬للحصولِ‭ ‬على‭ ‬المنحةِ،‭ ‬وتجاوزتْ‭ ‬الأعدادُ‭ ‬ما‭ ‬حدَّدتهُ‭ ‬الحكومةُ‭ ‬بـ‮«‬50‮»‬‭ ‬ألفَ‭ ‬شابٍ،‭ ‬وشابةٍ،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬تعلنُ‭ ‬تمديدَ‭ ‬الخطةِ‭ ‬،‭ ‬ورصدَ‭ ‬ملياري‭ ‬دينارٍ‭ ‬ليبيٍ‭ ‬لملفِ‭ ‬منحِ‭ ‬الزواجِ؛‭ ‬وهيَ‭ ‬خطوةٌ‭ ‬جيدةٌ‭..‬

وأما‭ ‬السببُ‭ ‬الاقتصاديُ‭ ‬انخفاضُ‭ ‬القوةِ‭ ‬الشرائيةِ‭ ‬للدينارِ‭ ‬الليبيِ‭ ‬عبرَ‭ ‬تخفيضِ‭ ‬قيمةِ‭ ‬العملةِ‭ ‬بـ‭ ‬70‭ % ‬مطلعِ‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬ثمَ‭ ‬إضافةُ‭ ‬ضريبةٍ‭ ‬على‭ ‬السعرِ‭ ‬الجديدِ‭ ‬بـ‭ ‬27‭ % ‬خلالَ‭ ‬عامِ‭ ‬2024‭ ‬وبالتالي‭ ‬الشابُ‭ ‬لا‭ ‬يستطيعُ‭ ‬تكوينَ‭ ‬أسرةِ‭ ‬منْ‭ ‬راتبٍ‭ ‬هزيلٍ‭ ‬لا‭ ‬يكفيهُ‭ ‬نهايةَ‭ ‬الشهرِ‭..‬

‭- ‬ريما‭ ‬الفلاني‭ .. ‬

تغيير‭ ‬الأفكار،‭ ‬والعادات‭ ‬يتطلب‭ ‬توعية،‭ ‬وحملات‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬السوشل‭ ‬ميديا»؛‭ ‬والإعلام‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬إصلاحات‭ ‬تُسهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الشباب،‭ ‬والأسرة‭ ‬اللي‭ ‬حيكون‭ ‬ليه‭ ‬أثر‭ ‬ايجابي‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل‭..‬

‭- ‬عثمان‭ ‬محمد‭.. ‬

رأي‭ ‬المواطن‭ ‬ما‭ ‬عاد‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الإشكاليات‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬رأي‭ ‬الاختصاصيين‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬تعديل‭ ‬سلوك‭ ‬النَّاس‭ ‬الخاطيء‭ ‬هكذا‭ ‬يكون‭ ‬الطرح‭ ‬فقد‭ ‬تكرَّر‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬كثيرًا؛‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬صيف،‭ ‬وهو‭ ‬توقيت‭ ‬اغلب‭ ‬الأعراس‭ ‬يتجدد‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يمارس‭ ‬الاسراف‭ ‬ذاته‭ ‬رغم‭ ‬إمكاناته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الضعيفة،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬في‭ ‬مرات‭ ‬كثيرة‭ ‬إلى‭ ‬الاستدانة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أنَّ‭ ‬يظهر‭ ‬بمظهر‭ ‬من‭ ‬يملك‭ ‬المال‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬شيئاً‭.‬

حقيقة‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬وضع‭ ‬حلول‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬البالية‭ ‬التى‭ ‬تعشش‭ ‬في‭ ‬رؤوس‭ ‬البعض‭ .‬

ومع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬مَنْ‭ ‬خرج‭ ‬مِنْ‭ ‬هذه‭ ‬الدائرة‭ ‬وصار‭ ‬يتعامل‭ ‬بفهم‭ ‬وإدراك‭ ‬لكثير‭ ‬مما‭ ‬يعترض‭ ‬حياتنا‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الاسراف‭..‬

‭- ‬عزيزة‭ ‬محمد‭..‬‭ ‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأسعار‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬جدًا،‭ ‬وترهق‭ ‬كاهل‭ ‬الطرفين‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬السكن‭ ‬المستقل؛‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬منه‭ ‬لضمان‭ ‬الخصوصية‭ ‬الأسرية،‭ ‬في‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المباديء‭ ‬ضروري‭ ‬منها‭ ‬لضمان‭ ‬مستقبل‭ ‬الأبناء‭.‬

مثلاً‭ ‬المنزل‭ ‬المستقل،‭ ‬والعمل‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬دخلًا‭ ‬شهريًا‭ ‬هذا‭ ‬ضروري‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬الظروف‭ ‬صعبة‭ .. ‬أما‭ ‬باقي‭ ‬المصاريف‭ ‬اجدها‭ ‬زايده‭ ‬ويمكن‭ ‬التغاضي‭ ‬عنه‭.‬

وأرى‭ ‬أن‭ ‬القناعة‭ ‬كنز‭ ‬لا‭ ‬يفنى

كل‭ ‬شخص‭ ‬وقناعته‭ ‬الخاصة‭ ‬بس‭ ‬ياريت‭ ‬عى‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬المهر‭ ‬وتقليص‭ ‬أيام‭ ‬الفرح‭ ‬وإكتفاء‭ ‬العروس‭ ‬بالضروريات‭ .. ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬استكمال‭ ‬المشاريع‭ ‬السكنية‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬الشباب‭ ‬وتوعية‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج‭..‬

المحرَّرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى