رأي

الصحة نازلة والتعليم مافيش

معمر الزايدي

هذا‭ ‬جواب‭ ‬موظف‭ ‬مصرف‭ ‬لسؤال‭ ‬وجهه‭ ‬له‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬وسط‭ ‬زحام‭ ‬زبائن‭ ‬المصرف‭ : ‬شنو‭ ‬المرتبات‭ ‬ياخونا‭ ‬؟‭!. ‬

قال‭ ‬له‭ : ‬الصحة‭ ‬نازلة،‭ ‬والتعليم‭ ‬ما‭ ‬فيش‭ .‬

والحقيقة‭ ‬لما‭ ‬تجيء‭ ‬تقيس‭ ‬هذي‭ ‬الإجابة‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬المر‭ ‬الذي‭ ‬نتواجد‭ ‬فيه‭ .. ‬حتعتقد‭ ‬أن‭ ‬الموظف‭ ‬أصاب‭ ‬الحز‭ ‬وقطع‭ ‬المفصل‭ ‬على‭ ‬قولة‭ ‬الجاحظ‭ ‬وأنه‭ ‬إختصر‭ ‬واقع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزارتي‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬ولكم‭ ‬أن‭ ‬تتخيلوا‭ ‬تأثير‭ ‬هذي‭ ‬الحقيقة‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬والمواطن‭ .. ‬فبالرغم‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المصروفات‭ ‬الهائل‭ ‬والخيالي‭ ‬لوزارتي‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والرقم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إنفاقه‭ ‬والأرقام‭ ‬المرصودة‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭ ‬فإنك‭ ‬حين‭ ‬ترى‭ ‬إلى‭ ‬تردي‭ ‬مستوى‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬في‭ ‬البلد‭ ‬وما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬من‭ ‬عيادات‭ ‬ومجمعات‭ ‬صحية‭ ‬ومدارس‭ ‬وكليات‭ ‬إيلة‭ ‬للسقوط‭ ‬وخاوية‭ ‬على‭ ‬عروشها‭ ‬لاأجهزة‭ ‬حديثة‭ ‬لاتسهيلات‭ ‬خدمية‭ ‬لاأدوية‭ ‬متوفرة‭ ‬سقوط‭ ‬مدوي‭ ‬للقطاع‭ ‬العام‭ ‬ووفاة‭ ‬كارثية‭ ‬للقيمة‭ ‬الانسانية‭ ‬داخل‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬يفتقد‭ ‬للمقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمدرسة‭ ‬والمنهج‭ ‬العلمي‭ ‬الرصين‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬صناعة‭ ‬القوة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للشعوب‭ ‬والموارد‭ ‬البشرية‭ ‬اللازمة‭ ‬للنهضة‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬الشابة‭ ‬والنشء‭ ‬السليم‭ ‬المتعلم‭ ‬والخالي‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ . . ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬يدق‭ ‬ناقوسه‭ ‬بشكل‭ ‬يثير‭ ‬الذعر‭ ‬والهلع‭ ‬على‭ ‬أبنائنا‭ ‬وبلادنا‭ ‬ودعك‭ ‬منا‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬جاوزنا‭ ‬العقود‭ ‬الخامسة‭ ‬أو‭ ‬السادسة‭ ‬فقد‭ ‬عشنا‭ ‬ورأينا‭ ‬مايكفي‭ ‬ليجعلنا‭ ‬نخاف‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬وأبنائنا‭ ‬ومستقبل‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬مايحدث‭ . ‬غلو‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬توقف‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المادي‭ ‬وعلى‭ ‬المرافق‭ ‬ومراكز‭ ‬الخدمات‭ ‬لهان‭ ‬علينا‭ ‬ذلك‭ ‬وان‭ ‬كان‭ ‬خطيرا‭ ‬بل‭ ‬المخيف‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬والإدراك‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬والقطاعين‭ ‬وبالتالي‭ ‬أنتج‭ ‬مفاهيما‭ ‬مختلفة‭ ‬ترتبت‭ ‬عليها‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬جماعية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬المحتمع‭ ‬مفاهيم‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية‭ ‬البتة‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬بتصوري‭ ‬أفعالاً‭ ‬بقدر‭ ‬ماهي‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬دفاعية‭ ‬تشكلت‭ ‬بسبب‭ ‬حالة‭ ‬التردي‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ .‬

فلاتجد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬وهنا‭ ‬وجب‭ ‬التنويه‭ ‬الى‭ ‬ضرورة‭ ‬الفهم‭ ‬بأننا‭ ‬لانعمم‭ ‬ولانشمل‭ ‬الكل‭ ‬وأنه‭ ‬للإستثناءآت‭ ‬مساحتها‭ ‬الواجبة‭ . ‬لاتجد‭ ‬الطبيب‭ ‬بمفهومه‭ ‬الإنساني‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬الذي‭ ‬يري‭ ‬إلى‭ ‬حاجة‭ ‬المريض‭ ‬الماسة‭ ‬لمساعدته‭ ‬ولا‭ ‬الممرض‭ ‬المخلص‭ ‬ولا‭ ‬ولا‭ ‬ولا‭ .. ‬فالمريض‭ ‬رقم‭ ‬مالي‭ ‬لاغير‭ ..‬‭ ‬قداش‭ ‬عندك‭ ‬يخدموك‭ ‬بل‭ ‬حاليا‭ ‬بفلوسك‭ ‬ويلعبوا‭ ‬فيك‭ ‬وأعلى‭ ‬مافي‭ ‬خيلك‭ ‬أركبه‭ .. ‬فبرستيج‭ ‬الدكتور‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬انعكاس‭ ‬لأخلاقه‭ ‬وقس‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالفشل‭ ‬الذريع‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ .  ‬وبإمكانك‭ ‬نقل‭ ‬هذا‭ ‬القياس‭ ‬بإتجاه‭ ‬التعليم‭ ‬حيث‭ ‬لاحيث‭ ‬سوى‭ ‬معلم‭ ‬يفتقد‭ ‬لمعرفة‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬بالنسبة‭ ‬للتاريخ‭ ‬والوطن‭ ‬ويتستر‭ ‬خلف‭ ‬بشريته‭ ‬مبتعدا‭ ‬عن‭ ‬معناه‭ ‬الحقيقي‭ ‬كرسول‭ ‬للنور‭ ‬والعلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والأخلاق‭ .. ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬نشمل‭ ‬أيضا‭ ‬فالفش‭ ‬سيد‭ ‬المرافق‭ ‬التعليمية‭ ‬والفساد‭ ‬ينخر‭ ‬عظامها‭ ‬بالإضافة‭ ‬لتغلغل‭ ‬ألأفكار‭ ‬الهدامة‭ ‬في‭ ‬صميم‭ ‬المناهج‭ ‬وحيثيات‭ ‬اليومي‭ ‬داخل‭ ‬المدارس‭ ‬فلاتجد‭ ‬معلما‭ ‬ملتزما‭ ‬بالمنهج‭ ‬بل‭ ‬مسوقاً‭ ‬لفكر‭ ‬غير‭ ‬مطلوب‭ ‬منه‭ ‬وبالتالي‭ ‬هنا‭ ‬تتحلي‭ ‬حالة‭ ‬التشظى‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬القطاعين‭ .. ‬نزلت‭ ‬الصحة‭ ‬الى‭ ‬القبر‭ .. ‬والتعليم‭ ‬يحتضر‭ ..‬فهل‭ ‬ستقوم‭ ‬لنا‭ ‬قائمة‭ ‬وسط‭ ‬بيئة‭ ‬الأمراض‭ ‬المستمرة‭ ‬والمستفحلة‭ ‬مع‭ ‬جهل‭ ‬يعم‭ ‬الجميع‭ ‬وتجاهل‭ ‬غير‭ ‬مسؤل‭ …‬؟؟‭! .. ‬بانتظار‭ ‬نزول‭ ‬الصناعة‭ ‬والزراعة‭ ‬مافيش‭ .‬

قول‭ ‬ياالله‭ ..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى