هذا جواب موظف مصرف لسؤال وجهه له أحد المواطنين وسط زحام زبائن المصرف : شنو المرتبات ياخونا ؟!.
قال له : الصحة نازلة، والتعليم ما فيش .
والحقيقة لما تجيء تقيس هذي الإجابة على الواقع المر الذي نتواجد فيه .. حتعتقد أن الموظف أصاب الحز وقطع المفصل على قولة الجاحظ وأنه إختصر واقع كل من وزارتي الصحة والتعليم ولكم أن تتخيلوا تأثير هذي الحقيقة على الشعب والمواطن .. فبالرغم من حجم المصروفات الهائل والخيالي لوزارتي الصحة والتعليم والرقم الذي تم إنفاقه والأرقام المرصودة لكل منهما فإنك حين ترى إلى تردي مستوى الخدمات الصحية والتعليمية في البلد وما آلت إليه المرافق الصحية والتعليمية من عيادات ومجمعات صحية ومدارس وكليات إيلة للسقوط وخاوية على عروشها لاأجهزة حديثة لاتسهيلات خدمية لاأدوية متوفرة سقوط مدوي للقطاع العام ووفاة كارثية للقيمة الانسانية داخل قطاع الصحة ناهيك عن التعليم الذي يفتقد للمقومات الأساسية للمدرسة والمنهج العلمي الرصين الذي من شأنه صناعة القوة الحقيقية للشعوب والموارد البشرية اللازمة للنهضة والمتمثلة في الأجيال الشابة والنشء السليم المتعلم والخالي من الأمراض . . هذا الخطر يدق ناقوسه بشكل يثير الذعر والهلع على أبنائنا وبلادنا ودعك منا نحن الذين جاوزنا العقود الخامسة أو السادسة فقد عشنا ورأينا مايكفي ليجعلنا نخاف على بلادنا وأبنائنا ومستقبل هذه الأمة من شر مايحدث . غلو أن الأمر توقف على المستوى المادي وعلى المرافق ومراكز الخدمات لهان علينا ذلك وان كان خطيرا بل المخيف في ذلك أنه تجاوز كل ذلك الى مستوى الوعي والإدراك في كلا الجانبين والقطاعين وبالتالي أنتج مفاهيما مختلفة ترتبت عليها ردود أفعال جماعية مشتركة بين المحتمع مفاهيم غير أخلاقية البتة وهي ليست بتصوري أفعالاً بقدر ماهي ردود أفعال دفاعية تشكلت بسبب حالة التردي التي نعيشها .
فلاتجد في قطاع الصحة وهنا وجب التنويه الى ضرورة الفهم بأننا لانعمم ولانشمل الكل وأنه للإستثناءآت مساحتها الواجبة . لاتجد الطبيب بمفهومه الإنساني المتفق عليه الذي يري إلى حاجة المريض الماسة لمساعدته ولا الممرض المخلص ولا ولا ولا .. فالمريض رقم مالي لاغير .. قداش عندك يخدموك بل حاليا بفلوسك ويلعبوا فيك وأعلى مافي خيلك أركبه .. فبرستيج الدكتور ليس سوى انعكاس لأخلاقه وقس على ذلك بالفشل الذريع الذي يتميز به قطاع الصحة رحمه الله . وبإمكانك نقل هذا القياس بإتجاه التعليم حيث لاحيث سوى معلم يفتقد لمعرفة من هو بالنسبة للتاريخ والوطن ويتستر خلف بشريته مبتعدا عن معناه الحقيقي كرسول للنور والعلم والمعرفة والأخلاق .. ودون أن نشمل أيضا فالفش سيد المرافق التعليمية والفساد ينخر عظامها بالإضافة لتغلغل ألأفكار الهدامة في صميم المناهج وحيثيات اليومي داخل المدارس فلاتجد معلما ملتزما بالمنهج بل مسوقاً لفكر غير مطلوب منه وبالتالي هنا تتحلي حالة التشظى في كلا القطاعين .. نزلت الصحة الى القبر .. والتعليم يحتضر ..فهل ستقوم لنا قائمة وسط بيئة الأمراض المستمرة والمستفحلة مع جهل يعم الجميع وتجاهل غير مسؤل …؟؟! .. بانتظار نزول الصناعة والزراعة مافيش .
قول ياالله ..