ثقافة
الصراخ مرة أخرى
فكرتُ أيضاً في قلبي الذي صار شيخا على حين غرة
ربما لأنني لم أستطع أن أحب يوما كما تحب العصافير
والفراشات السعيدة وهي تذرع الحقول والبساتين الشاسعة
اعتدتُ أن أحب كالغيلان لجميلات الإنس
كالعبيد لبنات السادة
أحب بقسوة وعنف
لا أحب أن أصل بسهولة
لا أحب أن أقطف الثمرة الدانية
آآه لو أن يداً حنونة كيدكِ الحانية
تربتُ على كتفي المهزوم
وتطعنني بثقة وجسارة
تطعنني بقوة وحزم
أريد أن أن أنهزم أكثر من ذلك
أن أنزف أكثر من دمي
أن أصل لقاعٍ لم يبلغه أحد غيري
أريد لجراحي أن تغور أعمق من ذلك
أريدها أن تصل لي
أن تخرجني
أن تبعثني من جديد
أريد أن أصرخ من آخري
أريد أن أخرج من عزلتي هذه
كبركان من فوهته
مبتلعا كل مايقف في طريقي
لكنني قبل أن أقدم على أي خطوة
آثرت إغلاق الباب
■ علي حورية