كيف تهزم الطابور .. وينتصر عليكَ ؟!
في بلادي، حين يريد المواطن أن يحجز شيئًا عبر الانترنت، أو يذهب إلى المصرف، أو محطة البنزين، لا يذهب.
إنه يفكر أولًا.
يقول لنفسه بهدوء:
لن أكون جزءًا من الزحام، سأنتظر يومًا آخر، حين يفرغ المكانُ من الوجوه المتعبة، والأنفاس المتلاحقة.
لكن ما لا يعرفه، أن كلَّ الليبيين يحملون الفكرة نفسها.
وأنهم جميعًا أجّلوا طوابيرهم إلى الغد، بحكمة واحدة، وقلق واحد.
هناك شخص يظن أنه مختلف، فهيم.
يذهب في اليوم الأول، يحجز في الساعة الأولى، يزاحم السيارات، قبل أن تبدأ الحشود بالتفكير.
لكنه، وللمفارقة، يجد الحشود هناك تزاحمه.
شيء ما في هذه المفارقة يُضحكني ويُحزنني في آنٍ واحد.
ليس الزحام هو المشكلة، بل النية الجماعية في الهروب منه.
وحتى هذه اللحظة، لا أعرف لماذا يحدث هذا؟!.
لكن شيئًا في داخلي يقول:
ربما لأننا لا نريد أن نكون معًا، ومع ذلك لا نعرف كيف يمكن أن نكون وحدنا.