رأي

العربة أمام الحصان!

هاشم شليق

في‭ ‬الخاتمة‭ ‬سوف‭ ‬أتناول‭ ‬النشر‭ ‬الصحافي‭ ‬الليبي‭ ‬الورقي‭ ‬والرقمي‭ ‬وكبداية‭ ‬تظل‭ ‬المكاتب‭ ‬الإعلامية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أرشفة‭ ‬المادة‭ ‬الصحافية‭ ‬الورقية‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الإضافة‭ ‬المطلوبة‭ ‬للمسارات‭ ‬التنفيذية‭..‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬وبالرغم‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تعرضت‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬لإنتقادات‭ ‬بسبب‭ ‬نشرها‭ ‬مضامين‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬بإستخدام‭ ‬أدوات‭ ‬الذكاء‭ ‬الإصطناعي‭ ‬مما‭ ‬أثار‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬الدقة‭ ‬والنزاهة‭..‬مثلما‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬مجلة‭ ‬كوزموس‭ ‬وصحيفة‭ ‬باتش‭ ‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬خبراء‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬احتوت‭ ‬على

‭ ‬معلومات‭ ‬مغلوطة‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يضر‭ ‬بثقة‭ ‬الجمهور‭..‬ومن‭ ‬جهتها‭ ‬قامت‭ ‬صحيفة‭ ‬ال‭ ‬فوليو‭ ‬الإيطالية‭ ‬اليومية‭ ‬الإسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬بنشر‭ ‬طبعة‭ ‬تم‭ ‬إنتاجها‭ ‬بالكامل‭ ‬بواسطة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬تستمر‭ ‬شهرا‭ ‬كاملا‭..‬حيث‭ ‬توفر‭ ‬العدد‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬صفحات‭ ‬في‭ ‬أكشاك‭ ‬بيع‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭ ‬وعلى‭ ‬الإنترنت‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬قناة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز‭ ‬ستبدأ‭ ‬أيضا‭ ‬بتوظيف‭ ‬ذلك‭ ‬الذكاء‭ ‬بشرط‭ ‬توافر‭ ‬المصداقية‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التضليل‭ ‬الإعلامي‭..‬فبينما‭ ‬تتسع‭ ‬حدود‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الإعلام‭ ‬تُطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬قدرة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬استبدال‭ ‬الإبداع‭ ‬البشري‭ ‬والبصيرة‭ ‬أو‭ ‬مدى‭ ‬وجوبه‭..‬كما‭ ‬أن‭ ‬تداخل‭ ‬الخطوط‭ ‬الفاصلة‭ ‬بين‭ ‬الإعلام‭ ‬البشري‭ ‬و‭ ‬الإصطناعي‭ ‬تواجه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإخبارية‭ ‬تحد‭ ‬جديد‭ ‬لممارسة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭..‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬تقدم‭ ‬مبادرة‭ ‬إل‭ ‬فوليو‭ ‬دراسة‭ ‬حالة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬دمج‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بالصحافة‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬مستقبل‭ ‬إنتاج‭ ‬المحتوى‭ ‬وجدوى‭ ‬استهلاكه‭..‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الصحف‭ ‬الورقية‭ ‬هي‭ ‬المسودة‭ ‬الأولى‭ ‬للتاريخ‭ ‬الصحافي‭ ‬المتغير‭ ‬تقنيا‭..‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬الخضم‭ ‬الدائر‭ ‬حول‭ ‬حرية‭ ‬نشر‭ ‬المعلومات‭..‬لذا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬صحف‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬تمكنت‭ ‬إصداراتها‭ ‬الورقية‭ ‬والرقمية‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬توازن‭ ‬إيصال‭ ‬المعلومة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬مقاربة‭ ‬أكثر‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬لما‭ ‬يهم‭ ‬المجتمع‭..‬وطباعة‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يطبعه‭ ‬جل‭ ‬الآخرين‭ ‬من‭ ‬تناول‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭..‬مما‭ ‬يمكّن‭ ‬خبرة‭ ‬كوادرها‭ ‬وفق‭ ‬هذه‭ ‬السياسة‭ ‬الإعلامية‭ ‬المجدية‭ ‬واكتساب‭ ‬الأفضلية‭ ‬التوعوية‭ ‬بعد‭ ‬توفر‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬الأخلاقي‭ ‬على‭ ‬إدراك‭ ‬الخط‭ ‬الرفيع‭ ‬الفاصل‭ ‬بين‭ ‬المسؤولية‭ ‬كصمام‭ ‬أمان‭ ‬مجتمعي‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬ضرورة‭ ‬تجنب‭ ‬اضاعة‭ ‬بوصلة‭ ‬ما‭ ‬يخدم‭ ‬الصالح‭ ‬العام‭..‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬وضع‭ ‬عربة‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬الجدلية‭ ‬أمام‭ ‬حصان‭ ‬السلم‭ ‬المجتمعي‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭..‬فمن‭ ‬المنطقي‭ ‬التعبير‭ ‬يليه‭ ‬الناتج‭ ‬المثمر‭ ‬نتيجة‭ ‬إعمال‭ ‬الفكر‭ ‬النقدي‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬المجاهرة‭ ‬بالتشويش‭ ‬نظرا‭ ‬لرؤية‭ ‬نصف‭ ‬الكوب‭ ‬فارغا‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬إهمال‭ ‬اتباع‭ ‬مسار‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الأجوبة‭..‬وحتى‭ ‬اعتى‭ ‬دعاة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬افشلوا‭ ‬بالتطبيق‭ ‬ما‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬نظرياتهم‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الإعلامية‭ ‬العالمية‭ ‬حيث‭ ‬ينشغل‭ ‬الكثيرون‭ ‬في‭ ‬سجال‭ ‬حرب‭ ‬الكلمة‭ ‬محليا‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬بلا‭ ‬طائل‭..‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المعطيات‭ ‬المتوفرة‭ ‬قادت‭ ‬إلى‭ ‬جاهزية‭ ‬الصحافة‭ ‬الليبية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدراك‭ ‬كيفية‭ ‬تعديل‭ ‬كفتي‭ ‬ميزان‭ ‬التناول‭ ‬للقضايا‭ ‬الملحة‭ ‬مع‭ ‬تزامن‭ ‬محاولة‭ ‬تقشيع‭ ‬أية‭ ‬ضبابية‭ ‬قد‭ ‬تكتنف‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬مساحة‭ ‬للمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬دق‭ ‬جرس‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر‭..‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى