رياضة

العودة لنقطة الصفر

نوري النجار

رمية‭ ‬تماس

هاجس‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬يراود‭ ‬كل‭ ‬محبي‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬الليبية‭ ‬كيف‭ ‬لا‭ ‬وكرتنا‭ ‬تجاوزت‭ ‬السبعين‭ ‬وبلغت‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬عتيه‭ ‬منذ‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬سجل‭ ‬المنتخب‭ ‬الليبي‭ ‬اول‭ ‬حضور‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬المباريات‭ ‬الدولية‭ ‬وعندما‭ ‬مارس‭ ‬الليبيون‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬ودخلوا‭ ‬المباريات‭ ‬الدولية‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬دول‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الاستقلال‭ ‬واخرى‭ ‬لم‭ ‬تتكون‭ ‬بعد‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬وعربية‭ ‬اعقبت‭ ‬ليبيا‭ ‬في‭ ‬التكوين‭ ‬وممارسة‭ ‬الكرة‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬خارطة‭ ‬الكرة‭ ‬العالمية‭ ‬ولها‭ ‬ملاعب‭ ‬وبطولات‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان‭ ‬وبقيت‭ ‬كرتنا‭ ‬الليبية‭ ‬رهينة‭ ‬المحلية‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناسبات‭ ‬التى‭ ‬تعد‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬الواحدة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬موعد‭ ‬رياضي‭ ‬أو‭ ‬لقاء‭ ‬تلفزيوني‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يتغنون‭ ‬بوصول‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬إلى‭ ‬نهائي‭ ‬بطولة‭ ‬امم‭ ‬أفريقيا‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬قبل‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا‭ ‬او‭ ‬وصول‭ ‬الاهلي‭ ‬طرابلس‭ ‬إلى‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬الكؤوس‭ ‬الأفريقية‭ ‬في‭ ‬1984‭ ‬اي‭ ‬قبل‭ ‬أربعين‭ ‬عامًا‭ ‬بالتمام‭ ‬والكمال‭ ‬او‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المباراة‭ ‬الفاصلة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬نهائيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بالمكسيك‭ ‬1985‭ ‬عندما‭ ‬واجه‭ ‬منتخبنا‭ ‬المنتخب‭ ‬المغربي‭ ‬الشقيق‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬ابرز‭ ‬محطات‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭ ‬والافريقي‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬يشك‭ ‬احد‭ ‬في‭ ‬انها‭ ‬إحدى‭ ‬او‭ ‬أفضل‭ ‬حقب‭ ‬الكرة‭ ‬الليبية‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬التاريخ‭ ‬بوجود‭ ‬المواهب‭ ‬المميزة‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الاعداد‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬المنتخب‭ ‬المدرسي‭ ‬الذي‭ ‬حاز‭ ‬على‭ ‬ذهبية‭ ‬الدورة‭ ‬المدرسية‭ ‬السابعة‭ ‬التى‭ ‬أقيمت‭ ‬ببلادنا‭ ‬في‭ ‬النصف‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ثم‭ ‬التصفيات‭ ‬الأفريقية‭ ‬وتصفيات‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬وتصفيات‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬بمجموعة‭ ‬واحدة‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬مما‭ ‬خلق‭ ‬فريقًا‭ ‬متجانسًا‭ ‬ومن‭ ‬منا‭ ‬لا‭ ‬يذكر‭ ‬خط‭ ‬دفاع‭ ‬منتخبنا‭ ‬المكون‭ ‬من‭ )‬ساسي‭ ‬والبشاري‭ ‬وصولة‭ ‬وباني‭( ‬خط‭ ‬دفاع‭ ‬لازال‭ ‬كل‭ ‬الليبيين‭ ‬يذكرونه‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ .‬

وذلك‭ ‬المنتخب‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬الدورة‭ ‬المدرسية‭ ‬السابعة‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الاعداد‭ ‬والمباريات‭ ‬الودية‭ ‬والرسمية‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬بريقه‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬القاري‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬القارة‭ ‬منكفئة‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬ولا‭ ‬نجد‭ ‬لاعبيها‭ ‬في‭ ‬الدوريات‭ ‬الأوروبية‭ ‬إلا‭ ‬بصورة‭ ‬بسيطة‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬اعقب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬إيطاليا‭ ‬والظهور‭ ‬الكبير‭ ‬للمنتخب‭ ‬الجزائري‭ ‬الشقيق‭ ‬والفوز‭ ‬على‭ ‬الماكينات‭ ‬الألمانية‭ ‬في‭ ‬خيخون‭ ‬الإسبانية‭ ‬وتعادل‭ ‬الأسود‭ ‬الكاميرونية‭ ‬غير‭ ‬المروضة‭ ‬مع‭ ‬أبطال‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدورة‭ ‬على‭ ‬المنتخب‭ ‬الإيطالي‭ ‬جعل‭ ‬اللاعبين‭ ‬الأفارقة‭ ‬محط‭ ‬انظار‭ ‬الأندية‭ ‬الأوربية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬منعت‭ ‬فيه‭ ‬المواهب‭ ‬الليبية‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬ليبيا‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الكرة‭ ‬العربية‭ ‬والافريقية‭ ‬تنهل‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬الكروي‭ ‬الموجود‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وبقيت‭ ‬كرتنا‭ ‬رهينة‭ ‬المحلية‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬كرتنا‭ ‬والعرب‭ ‬والافارقة‭ ‬يكبر‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬وحتى‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬التى‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬نقرعها‭ ‬في‭ ‬الأداء‭ ‬والنتائج‭ ‬مثل‭: ‬غانا‭ ‬والكاميرون‭ ‬وتونس‭ ‬والجزائر‭ ‬والمغرب‭ ‬هي‭ ‬اليوم‭ ‬ابتعدت‭ ‬عنا‭ ‬بمراحل‭ ‬كبيرة‭ ‬وحتى‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬خلفنا‭ ‬مثل‭ ‬التوجو‭ ‬وبوركينا‭ ‬ومالى‭ ‬وغيرها‭ ‬تجاوزتنا‭.‬

اليوم‭ ‬يتحتم‭ ‬علينا‭ ‬العودة‭ ‬لنقطة‭ ‬الصفر‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬كرة‭ ‬قدم‭ ‬حقيقية‭ ‬بعدة‭ ‬عن‭ ‬الأوهام‭ ‬التى‭ ‬نسوقها‭ ‬ونحلم‭ ‬بها‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬والاعتراف‭ ‬بأننا‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬التصنيف‭ ‬العالمي‭ ‬وان‭ ‬منتخباتنا‭ ‬للفئات‭ ‬السنية‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬امم‭ ‬أفريقيا‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬وهو‭ ‬الواقع‭ ‬الحقيقي‭ ‬اننا‭ ‬لم‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬اي‭ ‬لقب‭ ‬أفريقي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأندية‭ ‬وذلك‭ ‬هو‭ ‬الواقع‭ ‬والحقيقة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى