
رمية تماس
هاجس الوصول إلى نهائيات كأس العالم يراود كل محبي كرة القدم الليبية كيف لا وكرتنا تجاوزت السبعين وبلغت من العمر عتيه منذ خمسينيات القرن الماضي سجل المنتخب الليبي اول حضور له في المباريات الدولية وعندما مارس الليبيون كرة القدم ودخلوا المباريات الدولية كانت هناك دول لم تحصل على الاستقلال واخرى لم تتكون بعد دول أفريقية وعربية اعقبت ليبيا في التكوين وممارسة الكرة هي اليوم على خارطة الكرة العالمية ولها ملاعب وبطولات يشار إليها بالبنان وبقيت كرتنا الليبية رهينة المحلية إلا في بعض المناسبات التى تعد على أصابع اليد الواحدة وفي كل موعد رياضي أو لقاء تلفزيوني نجد من يتغنون بوصول المنتخب الوطني إلى نهائي بطولة امم أفريقيا الثالثة عشرة التي أقيمت في بلادنا قبل اكثر من أربعين عامًا او وصول الاهلي طرابلس إلى نهائي كأس الكؤوس الأفريقية في 1984 اي قبل أربعين عامًا بالتمام والكمال او الوصول إلى المباراة الفاصلة للوصول إلى نهائيات كأس العالم بالمكسيك 1985 عندما واجه منتخبنا المنتخب المغربي الشقيق تلك هي ابرز محطات الكرة الليبية على الصعيد العالمي والافريقي وهي لا يشك احد في انها إحدى او أفضل حقب الكرة الليبية على مر التاريخ بوجود المواهب المميزة وحصلت على فترة زمنية طويلة من الاعداد بدأت من المنتخب المدرسي الذي حاز على ذهبية الدورة المدرسية السابعة التى أقيمت ببلادنا في النصف الأخير من سبعينيات القرن الماضي ثم التصفيات الأفريقية وتصفيات كأس العالم وتصفيات الألعاب الأولمبية بمجموعة واحدة حصلت على أكبر عدد من المباريات مما خلق فريقًا متجانسًا ومن منا لا يذكر خط دفاع منتخبنا المكون من )ساسي والبشاري وصولة وباني( خط دفاع لازال كل الليبيين يذكرونه إلى يومنا هذا .
وذلك المنتخب الذي انطلق من رحم الدورة المدرسية السابعة وحصل على فرصة كبيرة من الاعداد والمباريات الودية والرسمية كان له بريقه الكبير على الصعيد القاري عندما كانت القارة منكفئة على نفسها ولا نجد لاعبيها في الدوريات الأوروبية إلا بصورة بسيطة إلا ان ما اعقب كأس العالم في إيطاليا والظهور الكبير للمنتخب الجزائري الشقيق والفوز على الماكينات الألمانية في خيخون الإسبانية وتعادل الأسود الكاميرونية غير المروضة مع أبطال العالم في تلك الدورة على المنتخب الإيطالي جعل اللاعبين الأفارقة محط انظار الأندية الأوربية في الوقت الذي منعت فيه المواهب الليبية من مغادرة ليبيا ما جعل الكرة العربية والافريقية تنهل من التقدم الكروي الموجود في أوروبا وبقيت كرتنا رهينة المحلية ما جعل الفارق بين كرتنا والعرب والافارقة يكبر سنة بعد سنة وحتى الدول الأفريقية التى كنا في يوم ما نقرعها في الأداء والنتائج مثل: غانا والكاميرون وتونس والجزائر والمغرب هي اليوم ابتعدت عنا بمراحل كبيرة وحتى الدول التى كانت خلفنا مثل التوجو وبوركينا ومالى وغيرها تجاوزتنا.
اليوم يتحتم علينا العودة لنقطة الصفر من أجل بناء كرة قدم حقيقية بعدة عن الأوهام التى نسوقها ونحلم بها العودة إلى الواقع والاعتراف بأننا اليوم في آخر التصنيف العالمي وان منتخباتنا للفئات السنية لم تصل إلى كأس امم أفريقيا ولا إلى كأس العالم وهو الواقع الحقيقي اننا لم نحصل على اي لقب أفريقي على مستوى الأندية وذلك هو الواقع والحقيقة.