الفنان المسرحي أنور التير يتحدث بكل شفافية وجود النص و غياب المخرج والممثل فقط بالمسرح
نتصافح اليوم مع فنان أبصر النَّور في مدينة المرج ودرس الإعلام وتخصص في الإذاعة والتلفزيون قبل أن يواصل دراسته ويحصل على ماجستير في الفنون الدرامية من الأكاديمية الليبية بطرابلس..إنه الفنان أنور التير
تولى عدة مهام في مصراتة حيث يشغل الآن رئاسة قسم المسرح والسينما بمكتب الثقافة ومدير فرقة المسرح الوطني ورئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح فرع مصراتة، لم يكتف بهذه المهام لكنه عشق الفن ومارسه ممثلاً ومخرجاً، حيث التحق بالحركة الفنية العام1991 من خلال فرقة «الشباب مصراتة»، كما استطاع أن يطور من نفسه من خلال التحاقه بعدة دورات تدريبية حيث حقق نجاح فوق خشبة المسرح بتميز وها هو اليوم يطل في حورنا معه الآتي ..
فناننا أنور التير لماذا وقع اختياركَ على المسرح دون غيره من ألوان الفنون؟
لم أكن مخيراً بين المسرح أو غيره.. لكن لعله لحسن حظي لأن المسرح كان هو المجال الوحيد المتوفر آنذاك.. فكانت بدايتي مع المسرح المدرسي ثم الانضمام لفرقة «الشباب الثائر» في بداية التسعينيات .. ومن بعد خضت غمار مجال فنون الدراما الأخرى ثم أنني وجدت نفسي أكثر في المسرح، لأنه أبو الفنون وهو ما يصقل الفنان، ناهيك عن مباشرته مع الجمهور ورهبة المتعة أمام الجمهور، كما أن التلفزيون والإذاعة أدوات أخرى لتبيان مهارات الفنان الحقيقي، والدليل أنه عندما يتميز فنان مبدع في التلفزيون تجده ابن المسرح من الأساس.
هل يعد المسرح مدرسة لكل فنان ؟ ومن لا يقف عليه لا يعد فناناً ؟
المسرح كما يقال هو أبو الفنون لذلك من ترعرع وتفنن في المسرح يصبح جاهزاً لأي فن درامي سواء كان مسموعا أو تلفزيونيا أو سينمائيا .. والذي لم يقف على خشبة المسرح تنقصه تجربة مهمة جداً .
يقال إن ليبيا لا يوجد بها فناني مسرح فما رأيك في هذه المقولة ؟
من قال أنه لا يوجد فناني مسرح في ليبياما عليه إلا أن يقرأ كتب تاريخ المسرح في ليبيا .
في رأيك ما أبرز الصعوبات التي تواجه الفنان الليبي؟
الفنان الليبي يواجهه صعوبات كثيرة منها غياب نقابة تحفظ له حقه وغياب الدعم بتوفير بنية تحتية فنية أيضا الدعم المادي ثم أن أهم الصعوبات التي تواجه الفنان الليبي حاليًا، وحسب رأيي الشخصي، هو المسؤول المتخصص والصادق والحقيقي هذا في المرتبة الأولى، بالإضافة إلى ما يتعرض له الفنان نفسه من زملائه الفنانين وهذا حقيقي نتيجة تعودهم على النقد الهدام وغير المتخصص ومن دون وجه حق، والدعم المادي للمؤسسات الفنية بشكل عام، فالظروف الصعبة التي مرت بها الدراما الليبية جعلتها تنحصر في المنوعات الخفيفة التجارية فقط إلا ما ندر، وهذا الذي جعل المشاهد لا يبحث عن الدراما الليبية إلا في شهر رمضان المبارك.
في هذه الفترة نرى ركوداً في الحركة المسرحية هل هي أزمة نص أو لم يعد للمسرح كتَّاب ؟
ركود الحركة المسرحية أهم أسبابها ضياع مقار الفرق المسرحية بينما النص موجود والمخرج والممثل غاب فقط المسرح أما نحن بليبيا لدينا مسرح وغاية في الجمال .
لو عرض عليك عملا فنيا دراميا أو مسرحيا هل توافق عليه على طول أو لازم تكون موافقتك وأنت مقتنع بعمل قبل اقتناعك بالكاتب ؟
نعم لو تم عرض علي المشاركة في عمل فني طبيعي لابد من قراءة النص والإطلاع على الشخصية وأهميتها .
على ذكر العمل الدرامي ياريت تحكي لنا عن مشاركتك في مسلسل زنقة الريح .. وكيف ترى هذا العمل من وجه نظرك كمشاهد ؟
تجربتي في «زنقة الريح» تعتبر مهمة جداً، وهي بمثابة مرحلة دراسية تطبيقية في الدراما التلفزيونية ولأن المنتج كان حقيقياً والمتمثل في شخص الأستاذ وليد وقناة «سلام»، والمخرج كان أيضاً حقيقيا الرائع أسامة رزق الذي أشكره على دعوته ليّ للمشاركة كممثل في هذا المسلسل الذي أفتخر أني أحد أدواته .
لكَ تجربة في مجال الإخراج فكيف تقيم هذه في التجربة ؟
تجربتي في مجال الإخراج المسرحي أعتبرها مهمة وأعتقد أنها ستتكرر مستقبلاً .
ما هو سر إعجابكَ وتعاملكَ مع الأفاعي ؟
هو ليس سراً بل أغلب الأصدقاء يعرفوا أنني اهوى هذه الحيوانات التي تعد من الهويات الغريبة التي كنت أمارسها هي جمع الأفاعي والثعابين والعقارب كذلك التحنيط كنت أمتلك الكثير من المحنطات والأفاعي الحية.
مع من تعاملت خلال مسيرتك الفنية من المخرجين والكتَّاب ؟
تعاملت مع مخرجين وكتَّاب كثر مسرحيا وتلفزيونيا وإذاعيا والتنوع وتعدد المدارس ساهم بشكل كبير في صقل الفنان أنور التير .
ماذا يعني لك التلفزيون وهل يساعد الفنان على الانتشار والشهرة أو لا ؟
التلفزيون يحقق للممثل فرصة الانتشار والإشتهار وهذا مهم جدا المتعة في المسرح والشهرة والاستفادة المادية في التلفزيون الطموح ليس له حدود ولازال البحث عن التطور والاشتغال والصقل لا ينتهي.
مسرحية «السقالة» حققت نجاحاً وأصداء واسعة لمن يرجع الأمر للنص أو للمخرج وأداء الفنانين؟
نجاح مسرحية «السقالة» لبساطتها بداية من النص الذي كان ورشة عمل جماعية والديكور الذي تميز بالغرابة والممثلين في اندماجهم مع قطع وارتفاعات السقالة وأخيرا المخرج الذي هندس السقالة بعمالها .
ما الذي يريد أن يصل إليه الفنان أنور التير؟
ما أريده هو أن نعيش دراما ليبية راقية حقيقية تخدم المُشاهد وتخدم البلاد وذلك من خلال نصوص وأدوات ومعايير الدراما الليبية أيام زمان .
كلمة لمن يرسلها الفنان أنور التير ؟
كلمة الفنان أنور التير أرسلها لكل فنان ليبي وأقول له لا تكن معول هدم وساهم في علاج الشرخ الحاصل في النسيج الاجتماعي في ليبيا كلمة شكر نتوجه بيه لصحيفتكم الموقرة على هذا الجهد المبذول لأجل الوقوف بجانب الفنان .
حاورته
فاطمة عبيد